3- بمُفردي أجمل

119 12 58
                                    

     ثاوٍ على صخرٍ اصم وليت لي
                                   قلب كهذي الصخرة الصماء

لستُ أنا بتلك الفتاة التقليدية ..
التي تَرسم في مُخيلتها صورةً لفارسِ أحلامها ..

وتجلس كالبلهاء ترسم ملامح وجههُ ، وطولهُ ، عرض كتفيه ، جمال عينه ، ومقدار الملبغ الذي يمتلكهُ ..

لم يستهوني الحبُ مرة ً .. لم أعر إهتماماً لشابٍ يمر بجانبي.. لم أسمع لأولئك اللاتي يَهيمنَّ عندما يُذكر أسم او مواصفات لشابٍ ما ..حقيقةً أنا لا أُحبذ سماع كلمات الغزل حتى ..

ببساطه لأني واقعية ..أعيش في مجتمع ذكوري يُحرم الحب ويُعاقب الفتاة إذا أحبت شخصاً وأُعجبت به ، وإن كان ذلك الحبُ في سريرتها هي لا تجرُئ أن تَفصح عنه .. حتى إنهم يصفونَ الحبَ بالشئ الحرام ، لأن ذكوريتهم أساءت للحب ..

لكن !
ماذا لو إنتفضَ القلبُ وأَعلنَ تمرده !؟
ماذا عن تلكَ اللحظة التي لم يُخفي فيها تردده !؟

ماذا لو عصا ولم يُذعن !؟
بماذا أصف تصرفهُ الأرعن !؟

إذهب عني فلا تأتني بيوم لتشكي ..
ولا عن الجوى أُريد ان أسمعكَ تحكي ..
وإن أوذيتَ يوماً إخّتَلي بنفسك لتبكي ..

سيقف العقل ضدكَ في الميدان ..
إنسحب فأنتَ حتماً ستخسر الرهان ..
فتجارب غَيرُكَ خيرُ شاهدٍ وبُرهان ..

تركني قلبي بعيداً ومضى ..
لأنهُ بنار الحبِ قد إصطلى ..
مرحاً يسيرُ في حقولِ المُنى ..
غافلاً عن نَبضاتهِ التي جرفها الهوى ..
ليقع صريعاً لواقعٍ مرير .. واقعاً لم يُرجعهُ سيرتهُ الأولى..
ما بكَ يا قلبي وما الذي جرى !؟

فقالَ مُنكسراً وهو يتكئ على أضلُعي ..
حبهُ هو ذلك الشئ صعب التفسير ..
العيش معهُ ليس بالأمر اليسير ..
اذاقني غضبهُ العذابَ العسير ..
خَذَلني وألقى بي في الطريق وحيداً حسير

كأقطاب المغناطيس المتشابه كنتُ وإياهُ
أنا كالشمس في تَوهُجي ..وهو كالقمر في عُتمته
أنا كالنهار في ضَجيجي ..وهو كاليل في سكونه ..
أنا كالملاك في طيبَتي ..وهو كالوحش في عدوانيته ..
أنا كالأميرات في حُسني ..وهو كالغيلان في بشاعته ..

عشتَ أياماً جميلةً معهُ ظَننتَها تدوم ..
داعَبتَ ذرات الهواء وفراشاتٍ تحوم ..
إرتَفَعتَ مُحلقاً لتَقتطف أحد النجوم ..
أهدَيتَها وبأسمهِ المُزخرف بالْوَلَه مختوم ..

تباً لكَ أيها القلبُ العنيد ..
صبراً عليَّ سأُرجعكَ لوضعكَ العتيد ..
لن ارحمك يا من هَدمتَ كبريائيَّ الوطيد ..
حُكِمَ عليكَ بالعيش منبوذاً بائساً وحيد ..
إِنزوي بصدري في ذلك الركن البعيد ..
سأُوصد باب حماقتِكَ لأحظى بالعيش الرَغيد

خواطر بآنامل فضيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن