٠٥

23 1 0
                                    

٢٨ اغسطس ١٩٤٣.
اكثر من اسبوعين، مر اكثر من اسبوعين.
الالم في حلقي لم يعد مهما. و لا آثار الكدمات الزرقاء المخضرة على جسدي، و لا حتى الهالات السوداء المصطفة تحت عيناي. جسمي هزيل و شعري يتشبث بمخالبي كلما مررتهم به. بشرتي تتكاءل و كانها هي الاخرى تسعى للاختفاء.
ممرضتي تاتيني بادويتي كل يوم على الساعة الخامسة. مضادات الاكتآب، و ادوية السكيزوفرينيا- ازدواج الشخصية- و مضادات الهلوسة، و ادوية تساعدني على النوم. و كومة من الادوية الاخري التي لن اتمكن يوما من تذكر اسمائها.
ممرضتي تردد ان هذه الادوية ستشفيني. تقول انها ستساعدني على البقاء هنا في العالم الواقعي. تقول انني لو التزمت بمواعيد ادويتي. ساتمكن قريبا من العودة، عزيزتي العودة الى اين؟
ممرضتي تجهل اني تخلفت عن هذه المواعيد منذ اسبوعين الان. تجهل اني ادخر هذه الادوية، لوقت اخر، و لهدف اخر. هناك الان ٨٠ قرص مخبأ في علبة وراء الخزانة. داخل الحائط. نفس العلبة التي كنت اضع فيها السجائر في سن الثالث عشر. نفس العلبة التي وضعت فيها خصلة من شعر صديقتي في سن السادس عشر. نفس العلبة التي وضعت فيها سن انتوان في السابع عشر . و نفس العلبة التي وضعت فيها قلب ابي في سن التاسع عشر. هذه العلبة. ستحمل روحي الان.
سوف انضم اليهم قريبا.
انستازيا.

Random🦕Where stories live. Discover now