١٠

11 1 0
                                    

اليوم شاق ، تستيقظ بلا أي رغبة حقيقية في النهوض لكنك مجبر على ذلك حتى لا يتهمك أحد بالضعف رغم حاجتك للجلوس و التأمل في السقف نحو اللاشيء ، تواصل مهامك الطبيعية تهتم بتفاصيلك حتى لا تظهر حقيقة أنك لم تعد تهتم حتى بمظهرك الخارجي ، تهتم أكثر بطريقة مبالغ فيها حتى تقطع كل الشكوك حولك ، تتعامل مع الجميع بهدوء و إبتسامة إعتادوها على وجهك ، تتبادل معهم النكات و الضحكات على أشياء عادية على أشياء ربما تؤلمك ، لكنك تجاهد لتثبت أنك بخير ، أن ما بداخلك ليس أكثر من إضطراب بسيط طبيعي يحدث للجميع ، تهتم أكثر بتفاصيلك و تركز أكثر في يومك ، حتى نبرة صوتك تحاول أن تبقى متزنة خوفًا من فضح تنهيدات الحزن التي تعتريها دائمًا ، ثم تهاجمك الآلام ، تهاجمك و تفترسك تشعر بها و هي تأكل قلبك ، ما بين التفكير في مواصلة يومك الكاذب و ما بين الخضوع لأوجاعك العميقة تختار النوم لـ تهرب من هالة عالمك الخارجي الكاذب لـ تهرب من الإعتراف أنك حقًا تتألم ، أنك تتآكل بهدوء تام في كل لحظة ، تطاردك الكوابيس ، أنت الذي لا تحلم كثيرًا يقرر عقلك الباطن مناورتك بكل قوته أمامك أنت الذي لا تستطيع التنفس بـ شكل طبيعي ، تستيقظ من قسوة الآلام في صدرك من صداع يبتلع رأسك ، تشعر و كأن قلبك يـ سلخ يـ جلد ، تشعر و كأن قلبك معتقل قرر سجانه تجريده من ملابسه و جلده بسوط ملتهب أمام جسدك الذي يرتجف من البرد و الضعف في ليلة شتوية بحتة من ليالي ديسمبر ، ثم تقرر من جديد النهوض من على سريرك لمواصلة يومك الكاذب ، الخروج من أفكارك و الإنخراط في أعمالك و مشاغلك و شخصيتك التي تبدو قوية ثابتة ، بل تبدأ في خلق مبرارات للآلام التي تشعر بها.
- الصداع ؟ أنا فقط لم أكتفي من النوم.
- الآلام في صدرك ؟ ربما المرض أو من فرط شربك للقهوة.
- الرغبة في الإختفاء ؟ أنت تريد قسط من الراحة فقط.
- ملامحك الحزينة المرتعشة ؟ أنت لم تغسل وجهك جيدًا.
- صوتك المكسور ؟ لقد تحدثت كثيرًا.
تقف أمام مرآتك و تبدأ التدريب على إبتسامتك التي ستواجهة بها العالم فيما تبقى من يومك ، تهندم من نفسك ثم تخرج من غرفتك شامخًا و تقول " مساء الخير أيها العالم".

Random🦕Where stories live. Discover now