أملٌ وسط الظلمات

101 11 10
                                    


في تلك الليلة المظلمة

خسرتُ الكثير و الكثير, لم يكن هناك أيّ حلولٌ اخرى, بحثتُ و بحثت دون أي جدوى

نحنُ البشر ضعفاء, نستسلم بسهولة, حينما نصطدم بذلك الحاجز القوي المتين, عند السقوط, تعجز أقدامنا على الوقوف مجددًا

نواصلُ الغرق في تلك المياه السوداء, ذلك العبء الثقيل يزداد ويغمسني أكثر في الظلام الا متناهي

رغم مرور الوقت إلا أن الوضع لا يتحسن وذلك الثقل لا يكف عن الإزدياد رغم محاولاتي المريرة في التسلق والصعود للأعلى إلا أنها ساهمت بإغراق نفسي أكثر

الرؤية تزداد ظُلمة و الهواء يكاد ينفذ من رئتاي, الصوت المقموع بداخلي يود الصراخ و الإنفجار

الضغط يزدادُ على صدري كما لو كنتُ انكمش, احرك يداي و قدماي كالمجنون بلا توقف متألمًا محاولًا النجاة.

اتسائل, لما لازلت أٌقاتل؟ لماذا لا أتوقف عن الحركة؟ لماذا لا استسلام؟

توقفتُ عن الحركة مستسلمًا متقبلًا مصيري مُغمضًا عيناي التي اختفى بريق الحياةِ منها.

إبتسمتُ إبتسامتي الأخيرة مودعًا فيها نفسي و جسدي . .

لم يتبقى سوى الظلام و السواد الحالك, شعرتُ بأن الألم اختفى كما لو لم يتواجد من البداية.

لم تمضي بضع ثوانٍ حتى شعرتُ بوخزٍ في كتفاي, رغم أني سلّمت نفسي إلا ذلك الواقع المرير, إلا أن الفضول يكاد يقتلني لمعرفة سرّ ذلك الوخز.

فتحتُ عيناي ببطءٍ و تثاقل, لأرى ذلك النور الذي عشى عيناي من شدته, لأُدرك بأن كل تلك الألام لم تختفي ابدًا بل تناسيتها, بأن العالم لم يتوقف. سرعان ما تعودت عيناي على ذلك الضوء الساطع لتصبح تلك المياه السوداء منظرًا يسحرُ الأعين من جماله.

شعرتُ بتلك بالمياه الزرقاء الصافية كما لو كانت جزءًا من جسدي تحتضني و تضمني بقوة , ألسنة الضوء البراقة تخترق المياه لتنير طريقي. نظرتُ لمصدر ذلك الوخز الذي أرجعني لرُشدي وحواسي, لأرى يدًا ممدودة بإتجاهي, شعرتُ بأن تلك اليد تخاطبني كما لو كانت تخبرني تشبث بي! أنا هنا لإنقاذك, أنا هنا معك!

مجرد ما أن لامستُ تلك اليد لأشعر بذلك الدفئ المنبعث منها, تلك الحرارة التي لا تكف عن الازدياد. المشاعر المختلطة بالأمل و التفاؤل و السعادة.

شعرتُ و كان تلك المشاعر تتجسد بحروفٍ و كلمات, تخبرني بأني أغلقتُ عيناي و نظرتُ نحو الظلام, بأني خدعتُ نفسي متوهمًا بالضعف وذلك الحاجز المتين, لكن مجرد ما أن فتحتُ عيناي لأكتشف كم هو واسعٌ هذا العالم, وكم يحوي على تلك المناظر الآسرة للقلوب. . . حاولتُ النجاة وحدي بينما كانت تلك اليد ممدودة طوال ذلك الوقت.

بمجرد شعوري بذلك الدفئ ارجع إلي ذلك الأمل المفقود, ارجع البريق إلى عيناي, انتابني و غمرني التفاؤل

شعرتُ بأني استطيع الصعود نحو القمة مبتعدًا عن القاع, تلك اليد سحبت و تشاركت الألم و الضغط, تلك اليد حملت العبء معي

و اخيرًا ها أنا ذا اقف على قدماي مجددًا و الهدفُ يقفُ أمامي مباشرةً

شكرًا لك يا من وقفت بجانبي حتى أصل لأهدافي, و شكرًا لك يا من تقاسمت و خففت الألم و العبء معي

شكرًا لك يا صديقي!

رسائل "علي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن