يوميات عُشبة

11 2 1
                                    


سكون، أتخيلت يومًا أن يصمت العالم بأكمله؟ وما يتبقى إلّا سوى صوت الرياح؟ أو صوت قطرات المطر؟ أُحب أن أسميها الضوضاء اللطيفة.. أتذكر تلك الأيام التي عشتها، كانت كالجحيم، زلازل كُل يومٍ، وبالكاد أستطيع البقاء على قيد الحياة، وحتى أن أكون صادقةً، أظن بأنها معجزة بقائي على قيد الحياة

صمت، مجرد صمتٍ.. هدوء، سكينة، أنا، الهواء، القمر، المطر و أخيراً السماء... لا أكثر

لا أنكر، في بعض الأحيان أشعر بقليلٍ من الوحدة، فكلُ من كنتُ أخاطبه قد عتى عليه الزمن وغادر الحياة، وها أنا حبيسة هذا المكان.. حبيسة؟ هل حقًا أنا حبيسة؟

على العكس تمامًا، أنا حرةً طليقة.. أبتعد عن ما يؤذيك، هذا ما قاله جاري عشبون قبل أن يموت بقدمِ أحد اللعناء المجرمون القتلة مخربوا البيئة! ولن أنسى أبدًا الكلام التي قالته صديقتي عشبونة:

- عُشيبة... متى يأتيني الخلاص، تكسر ظهري يا صديقتي...

مهلًا، أكانت عشبونة أم عشبانة؟ المهم أنها كانت صديقتي المفضلة ورفيقة دربي، وما هي الأسماء إلى ملئ أسطر!.. اهُ أشعر بالحرارة فجأة لقد تذكرت موقفًا محرجًا للغاية... تلك الأيام، أجل أيام المراهقة، شعشعب محبوب العشبيات، بطوله ووزنه المثالي، كان العشبة الأجمل على الإطلاق.. أتذكر كيف كان يبادلني نظرات الحُب والغرام.. على الرغم من المسافة بيننا إلّا أنهُ قال:

" الحُب لا تزحزحه المسافات يا عُشيبة.."

وعلى الرغم من نصائح عشبونة أو عشبانة لا أتذكر إلا أني لم أستمع لها على الإطلاق:

- هكذا هم العشوب يا عُشيبة! كلامٌ بلا أفعال، لا تصدقين تراهاته اللعينة!

وبدوري، بالطبع لم أصدق كلام عشبونة أو عشبانة! كنت مؤمنةً بالحُب الخالص النابع من قلوبنا، كُنت أرى خيوط القدر الحمراء تربطنا... حتى رأيتهُ يخاطب تلك اللعينة القذرة الفاسقة الفاسدة!

" مشاعب"

تبًا لمشاعب المشاغبة، وتبًا إلى ذلك اللعين! آه، أفضل شيءٍ قد حدث أنهم فارقوا الحياة جميعًا!

لكني... اشتاق لرؤيتهم قليلًا..

وحيدةً وسط الحقل المهجور، تقف في ذلك الملعب الذي بات فارغًا لا حياة فيه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 29, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رسائل "علي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن