عذرا ايها القدر..

655 9 0
                                    

لقد اقر تقرير الطبيب الشرعى بوجود منوم بدم القتيل و انه اختنق اثناء نومه و كانت لتكون و فاه طبيعيه لاصابه القتيل بحساسيه على الصدر لولا وجوده ببيت المتهمة و اعترافها

***
- ها يا دكتور وصلت معاها لايه ?
- والله يا فندم انا ما صدقت ابتدت تتكلم
- و الله يا دكتور انا اللى محيرنى اعترافها
- مش فاهم سيدتك!
- يعنى بص معايه كده دى عقود جوازها من القتيل و دى صوارهم مع بعض و كل الشهود بياكدو على حبها ليه و ان حياتها متوقفه عليه و انها عملت كل حاجة و عندها استعداد تعمل كل حاجه عشانه و مستحيل تقتله
- قصد سيدتك انها لو كانت قالت انه مات موته طبيعية كان عقد الجواز ده هيبرر وجوده عندها و كانت ممكن تطلع منها برائة!
- بظبط
- طب و المنوم!
- مكنش هيبقى دليل كافى يا دكتور
كانت بكبيرها هتفضل ف محاكمة بتاع سنة و بعدين برائة لعدم كفاية الادله او محامى شاطر يخلصلها القضية فجلستين و بعدين معتقدش ان الموضوع كان هيبقى صعب عليها من غير منوم
- والله يا فندم رغم هدوئها و برودها الى ان حالتها مش مستقره و معرضه لانهيار عصبى ف اى لحظه
- يعنى لو حضرتك سمعتها و هى بتحكى او لو قاريت اوراق الجلسة هتلاحظ ان كلامها مش مترتب و بتتنقل من موضوع لموضوع و ترجع لموضوع تانى ده غير انها و هى بتتكلم عن القتيل بتبقى بتضحك بس ف نفس الوقت قاعدة بتعيط و هى مش حسه و مش مجرد دمعه بتنزل منها مثلا لا بتعيط بانهيار هى فهمه كويس انى بحاول اتاكد من سلامة قواها العقلية عشان كده عايز اسمعها بس ف الحقيقة هى بتحكى عشان هى حبه تتكلم عنه و بتحاول تتماسك جدا عشان تثبتلى انها عقلة
- طب و محاولاتها دى ف حد ذاتها مش بتثبت سلامة قواها العقلية ?
- و هو مين قال انها مجنونه! اللى انا متاكد منه حاليا انها عندها كبت و اذمه نفسيه من و هى صغيره من موت ولدتها و اهمال والدها و تسلطه و معامله اهلها و طمعهم ف فلوسها و وحدتها من اول ما وعية على الدنيا و متاكد كمان انها فعلا بتحب القتيل لحد الهوس بس اعتقد انه ممكن يكون سببلها اذمه نفسة ممكن تكون وصلتها لانهيار و ده اللى انا مستنى اتاكد من صحته من حكايتها
هى ممكن تكون بكامل قواها العقليه بس لحظه واحده تفقد فيها سيطرتها تخليها تعمل اللى عملتة و اللى انا شاكك فيه ان التماسك اللى هى فيه ده كله ف حد ذاته ممكن يكون نوع من انواع الانهيار العصبى و النفسى معيشه نفسها جواه لان عقلها الباطن مش متقبل موته و ان ده كمان حصل بايدها هى اهم حاجه انا عايز سيدتك تفضل مانع عنها الزيارات عشان متحصلش اى انتكاسه و تفضل لوحدها ف حبس انفرادى عشان ميحصلش اى احتكاك بنها و بين اى حد
- اقدر احضر الجلسة الجايه يا دكتور!
- اعتقد بما انها متقبلة فكرة اننا بنحاول نتاكد من سلامة قواها العقليه ف مش هيكون فى مشكله ف ده.
- متشكر يا دكتور

***
لقد فاجئنى احمد بانه يريد ان اقابل والدته لانه يريد التقدم لطلب يدى من والدى بعد زواج اخته اى بعد اربعة اشهر لم اريد الذهاب و لكن انت تعلم كيف هم الفتيات و قد اقنعنى صديقاتى بحتمية ذهابى
و كان ندى و مازن هم الواحيدين الذين يعلمون باننى بداءت اشعر ب الحب اتجاه يس ف اصرت ندى على ذهابى للتاكد من مشاعرى كنت قد انهيت اختباراتى و لم يكن احمد بالقاهرة بذلك الوقت لذلك كنت ساذهب واحيده لوالدته و سياتى هو بعدى و كنا بنفس اليوم قد خطتنا ان نقضى جميعا يومنا سويا تقابلت انا و يس و كان من المفترد ان تقابلنا ندى لكنها تاخرت ذهبنا الى شارع المعز لدين الله الفاطفى ف انتظار اصدقائنا و كان احمد يهاتفنى كثير و كان الضيق ظاهر على وجه يس كنت اعتقد ان يس يعلم بعلاقتى باحمد ف ذلك الوقت ولكنه لم يكن يعلم او كان يعلم ولكن لم يخبره احد فقط استنتج و لم يقتنع على ما اعتقد جائت ندى و بضعة اصدقائنا و كان من المفترض ان اذهب لاقابل والدة احمد ولكنى لم اكن اريد ان اترك يس فهو قد اتى ليرانى فقط حسبما قال و كان يريد المغادرة عندما حان موعد ذهابى فقط لو كان قال لا تذهبى لم اكن لاذهب و لكنه قال اذهبى و وعدنى ان ينتظرنى علمت بعدها انه كان قد اخبر ندى من قبلها انه يحبنى
ذهبت و جلست مع والدة احمد و تحدثنا ولكنى لم اشعر بالراحه للحديث معها و كان ما يشغل بالى ان ياتى احمد سريعا لاعود ليس و ندى و كنت لم ارى احمد لمده شهرين و لكن عندما رايته لم اشعر باننى كنت مفتقداه فى المقابل انا ارى يس يوميا و افتقده يوميا
لم اريد ان اجلس معه ظل يتحدثه و انا لا افكر فى غير انى اريد العوده فقط
حادثتنى ندى و انا مع احمد ف اخبرتها انى تيقنت من حبى ليس
فقالت لى ان يس منذ ان غادرت و هو منفعل يثور على كل من يحدثة
ف طلبت منها ان تحاول تهدئته حتى اصل
و لم تكن تلك من عادات يس يوما ف هو دائما يثور فى هدوء ولا يخرج عصبيته على احد او يفقد اعصابه امام احد و عندما رائانى هداء و تحدثنا و كنت قد قرارت ان اترك احمد لم اكن اعلم وقتها ان يس قد احبنى ولكنى كنت اتخذت القرار
كان يس و مازن سيحيون حفل بعدها بيومين
ف فى ذلك اليوم اثناء تواجودى مع والدة احمد اخبر الجميع يس انى لن اذهب معه و سوف اذهب مع احمد اذا حضر و لكن يس اخبرهم انى سوف اذهب معه هو لما كنت قد وعدته قبلها بلذهاب معه ف فى ذلك الوقت كنا نذهب سويا الى كل مكان كان ياتى لياخذنى و عندما يحين موعد العوده يعيدنى الى منزلى ثم يعود الى بيته حتى لو كنت انا الاوله التى تعود لمنزلها كان يتركهم و ياتى معى
و فى يوم الحفل كنت قد قرارت انى لا استطيع المضى قدما ف علاقتى باحمد و انه اذا اتى سوف اواجهه بجميع افعاله التى لا اتقبلها و اخبره انى قد احببت يس و لا تكون نظرتك اتجاه احمد بانه شخص قد تم ظلمه و هجره من المراه اللتى احب ف احمد لم يكن بملاك ايضا و كنت احاول ان اجعل منه شخص افضل ولكنه اراد ان يجعلنى اسير على اهوائه
ذهبنا انا و يس و ندى و ضحى و اسر و كنت وقتها انا و اسر صرنا من الاصدقاء المقربين و كان معنا بضعه اصدقاء اخرين
ذهبت انا و يس للتحدث على انفراد
فقال لى انه يحبنى و لكنه لن يستطيع ترك نهى
ماذا!
الم اخبرك!
نهى كانت حبيبة يس

***

يسطتع الشخص ان يثبت للناس انه ليس بلبشاعة التى يظنوا انه بها
ولكن كيف يثبت لنفسه ذلك
ماذا اذا لم يريد ان يرى ذلك من الاساس!!

حياتنا حزن و فرح
ولكن فى اشد اوقات الحزن نبحت دائما عن الفرح
ماذا اذا كان الشخص فى اكثر لحظاته سعاده يبحث فقط عن الحزن
ماذا اذا كان ذلك الشخص يخشى شعور السعاده و يرى ان امانه بين احزانه
بل و اذا راى السعاده بطريقه يرسم طريق البؤس و يسعى له و يقنع نفسه ان تلك ستكون النهاية الحتميه اللتى وضعها القدر
ولكن من قال اننا نعلم ما يخبئه القدر من قال ان الله خالقنا لنسيار القدر بما يضعه لنا !!
الم يخلق الانسان مخير!!
لما لم يستسلم يونس لقدره و يتوقف عن الدعاء ببطن ذلك الحوت
لما نسعى للعلاج اذا كنا نعلم ان الموت هو المنتصر الواحيد
لان يونس كان يعلم ان قدره بيد الله وحده وان ليس بلضرورة ان تكون النهاية هى ما تعلن عن نفسها فقط يجب ان تسعى انت لان تحظى بالنهايه السعيدة
لان ذلك المرض ليس بلضرورة هو نهاية حياتك فلموت لا يطرق بابك بل يخترقة
اذا كنت مُسير الى قدرك بلفعل لما انت هنا لما اذا تحاسب لما خلق الله الجنه و النار

فمثلا ذلك الفتى المغرور الذى ليس فى حقيقة الامر بمغرور هو فقط يثق بذاته كثيرا و يقدرها
كثير الابتسام مليئ بلمرح
ولكن فى حقيقة الامر فهو يخشى السعاده و اذا دقت بابه يدير ظهره لها فقط خوفا من ما يليها من تعاسه لتلك النهاية الملعونه التى اقنع ذاته بحتميتها يبنى جدار عازل من المرح فقط ليحافظ على تلك الهاله المليئه بالحزن التى تحيطه فيحكم على حاله بلتعاسة الابدية برغم من ان السعادة بمتناول يده فقط تنتظر ان يحاول بلوغها.
ذلك الشاب الذى يبنى سيرته الذاتيه الخاصة المليئة بلتجاوزات و المحظورات و يقنع ذاته و من حوله
ان تلك هى شخصيتة وانه ليس بلفتى الصالح فقط يرى بذاته انه ذلك الشاب الذى لا يعرف معنى للاخلاص
بانه ذلك الشاب الذى يعيش فقط من اجل شهواتة و اهوائه و يرى انه بذلك يظل الفتى المحبوب و المرغوب
فيجد خلاصة لتُكشف شخصيتة الحقيقية وان تلك السيرة الذاتية هى فقط من صنع مخاوفه قناعته
فينكر حقيقتة و يصر على افعاله فيظلم من حوله ليقنع ذاتة انه اسواء مما يظن و يتقمص تلك الشخصية التى اسسها لنفسة لتنساب سعادتة من بين اصابعة ليصل لتلك النهاية الحتمية وليلوم القدر و الشخصية اللتى صنعها له !!
ولكن ما دخل القدر اذا جعلنا من انفسنا دمية بين ايدى ظنونا
ما ذنب القدر اذا رسمنا طريقنا الى الهاوية و سرنا مغمضى الاعيون

لنظل ندور ف تلك الحلقة المفرغة من لوم القدر و انكار الذات

لنستبدل " نحن ابسط مما تظنون "
ب "نحن اسواء مما تظنون"
فيا ايها القدر اعتذر لك لجعلك ذلك الحائط الذى نعلق عليه اخطائنا نحن فقط ننسا اننا خلقنا لنصنعك بانفسنا...

***

عذراء القلب..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن