مُقدمة

199 9 3
                                    


-ذلك الليل المظلم حالك السواد الذي لاوجود للقمر فيه وكأنه انخسف ليجعل من هم اشد عُتمة من تلك الليلة يمارسون أفعالهم بالخفاء ويتخذون الظلام طريقًا لهم-

بداية الألفية الثانية وبداية قرن جديد سيمتد لألف عام
-الثلاثون من مارس لعام ٢٠٠٠م-

غرفة مظلمة لاوجود للنور سوى كشاف مُعلّق في أعلى السقف يتمركز ضوءه على ذلك السرير أسفله
-
صرخاتها دوت في المكان ويداها متشبتتان في أطراف السرير وكأنها تستنجد به وتستمد قوتها من الضغط عليه
" هيا آنسه يونهي إدفعي بأقوى مالديك فهو كاد أن يصل"

تعاود الدفع مرةً أخرى وأخرى وخصلات شعرها التصقت بجبينها عيناها محمرتان وأنفساها تكاد أن تنقطع، ماهي سوى لحضات وانقطعت صرخاتها وخرجت صرخات أخرى لمولود جديد يجهل مصيره في هذه الحياة ولو علِم ماسيحدث له لعاد مرة أخرى إلى ذلك المكان الذي للتو خرج منه فهو بالتأكيد أكثر عطفًا وأمانًا من هذا العالم
-
زفرت يونهي براحة وتعب وأغمضت عيناها مستسلمة للنوم أو ربما الإغماء ولكنها بالتأكيد انتقلت إلى عالم آخر
-
يتهامسان عند الباب والشيطان قد سيطر على أفكار أحدهما
"هيا اغسلي الطفلة وجهزيها بسرعة قبل ان تستيقظ، واذا استفاقت اخبريها أن طفلتها فارقت الحياة"
قلبت عيناها بتوتر وضميرها يرفض هذه اللعبة القذرة
باشر فورًا بامساكها مع اليد التي تؤلمها فهو مُبدع بهذه الأمور، نطق بنبرة متعالية ومُتهكمة
" إذا كنتِ تريدين أن تتلقى طفلتك ماتلقت هذه الطفلة فلا تفعلي ما أمرتك به"

اخفظت رأسها بأسى وماكان بوسعها إلا أن تطأطأ بطاعة وتذهب مُسرعة من أمام ناظره لتحبس تلك الدموع التي سلكت طريقها على خدها
-
عاد من جديد ليتهامس مع شخصٍ آخر
"حسنًا ولكن بشرط أن تهتم بها وعندما تبلغ سن الثامنة عشر اجعلها تعلم حقيقتها"
ابتسامة سُخرية اعتلت محياه وبنبرة لعوبة
"حسنًا لك ماتريد"
ذهب الآخر وعلامات الحزن تكسوا ملامحه فهو مغلوب على أمره ولكن في داخله يتوعد هذا المخلوق اللعين وأنه سيستعيد يومًا ماكان له
-
كانت عيناه تراقب اثره وهو يبتعد عنه، اخرج هاتفه وبنبرة آمره نطق
" تخلصوا منه"

       _________________________

هذه فقط المقدمة، القصة غريبة وجديدة وليست مكررة أتمنى تعجبكم 💛

غُربة وطن|vkookحيث تعيش القصص. اكتشف الآن