فضفضاء ||' ..

<< كل نهاية هي بداية اخرى || الجزء 2 >>

- " ايمكنك ان تخبريني بالمزيد رجاءا ؟!! " بلهفة قلت . 

بعد صمت دام ثواني قالت : -- " لا بأس ..لكن سيدي ماهو اسمك ؟ ولماذا تعيش بمفردك - " اسمي هو لاي انني مقيم هنا منذ سنة ونصف تقريبا.. يمكنك ان تعتبريني هاربا " 
ثم اضفت : - " لقد سمعت عن فتاة كانت تعيش هنا وانها قتلت .." فردت ضاحكة :
-- " يا الهي ! ماهذا التحريف والتخريف ..انتقال الكلام مشكلة بحق ! ؛ اسمح لي بأن اروي عليك قصتي .. الفتاة التي كانت تعيش هنا هي أنا ، لقد ترعرعت في احضان هذه الطبيعة الخضراء امام هذا النهر الذي لطالما اردت ان ارى نهايته - 
٠٠ مجددا شعرت بضيق وانسداد في تنفسي ، شعور بالإنبهار ؛ كأنني اقف امام مرآة تعكسني ، إن هذه الفتاة ... فعدت انصت لكلامها ؛
-" لقد عشت مع امي وابي ، حياة بسيطة سعيدة ؛ نقتات كل ما نريده من هذه الصحراء الخضراء الشاسعة .. عندما بلغت سن الخامسة عشر حدث احتراق جردني من لذة الحياة ، افقدني امي وابي العزيزين .. ٠٠ بدأت نبرة صوتها تتغير لصوت حزين على وشك ان يتوقف ؛ 
ثم اكملت حديثها بعد ضبط نفسها : -- " لقد كنت الناجية الوحيدة ، لم استطع انقاذ اي منهما ..فقط اسرعت وهربت تاركة كل شئ ورائي فقط احمل بيدي وشاح امي المفضل ؛ الذي ارتديه الان ، 
لقد كانت حادثة مخيفة وفظيعة ...بعد ذلك لم يسكن احد هنا " 
ثم اضافت : - " غريب اليس كذلك ..ان تسمع قصة كهذه من شخص عابر ، لكن احيانا اتمنى لو أنني لم اولد او لم انجو مطلقا ، لأن عيشي ليس سوى تعذيب لي "

بعد صمت ... قلتُ : -" اتؤمنين بالحب ؟! " 
فردت : -" الحب ؟ ..آه ذلك الشئ الغريب المتداول في الافلام والقصص الخيالية ؛ شخصيا ..اعتقد انها خرافة لا وجود لها ، انا لا اصدق به" - " همم حقا ؟ ماذا عن حبك لوالديك المرحومين ؟! " -" انه حب مختلف ! " -" هذا صحيح ..فليكن ؛ دعيني اذن اخبرك بقصتي انا ... ما قصدته بهارب هو تقريبا نفس مقصدك بضائعة ..لقد هربت بعيدا عن البشر لأعيش بمفردي في سكينة في طبيعة هادئة ؛ بعدما فقدت حبي الأول وفقدت عائلتي في حادث ،، "
قالت وهي ترمقني بنظرات الشفقة :
-- " انك ميسور الحال ..الامر لا يختلف معي على كل حال ! " 
ثم تنهدت وقالت :
-" اذن جربت الحب ، الحب الاول ذاك ... كيف هو ؟ " -" انه شئ جميل فالبداية ..جميل ومؤلم ؛ انه كاللوحات الفنية التي تبدو جميلة حتى ينسكب عليها الحبر فتُتلف ، ان الخيانة هي اشواك الحب ..حقا !" فقالت .. -" اوه ، خيانة ! " 
ثم اضفت متنهدا : - " انت حقا تشبهينها " ... ->