السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدنا اليوم بأحداث الفصل الثاني من رواية ¨ لقاء ¨
ويحمل هذا الفصل في طياته مفاجآت عصفت بالشاب ويل، لتكون بذلك نقطة الانطلاق في رحلته بحثًا عما ينقصه وبحثًا منه عن ذاته، ودون أن أطيل عليكم أترككم مع تتمة الرواية.الفصل الثاني: وأخيرًا يا سر سعادتي
يقول الكاتب الروسي نيكولاي غوغول ¨ كلما تفحصنا قصة مضحكة بحذر ولمدة أطول كلما أصبحت مثيرة للحزن أكثر ¨ ، صدقتَ يا سيد نيكولاي!! وهذا هو حال ويل، قد تبدو أحداث الفصل الأول من روايتنا كوميدية بعض الشيء بعيدة تمامًا عن أي معنى للعيش عيشةً تملؤها السعادة، سعادة لا يمنحها سوى الآخرين لك، كأن تحب ويصبح بحياتك من يتفقد حالك، كأن يكون لديك أصدقاء يسعون جاهدين لجعلك سعيدًا والوقوف بجانبك إن كنت في ورطة، أو كنت مريضًا؛ تلك السعادة التي لا يمنحها لك إلا زوج أو زوجةٍ محبة، أو كائن صغير بهي الطلة يناديك باسم ¨ بابا ¨ أو ¨ ماما ¨
أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد، ويل لا يزال نائمًا ومتمسكا بوسادته ليبدو منظره وكأنه طفل صغير متعلقٌ بحضن والدته.
فتح ويل عينيه اللتان تداعبها أشعة الشمس المخترقة لزجاج نافذته، حاول بيده أن يحجب تلك الأشعة، ونظر ببطءٍ نحو ساعة الحائط التي تشير إلى تمام الساعة الثامنة، مخاطبًا نفسه: " هل لديَّ برنامجٌ محددٌ اليوم؟ لا لا أظن ذلك سأرجع للنوم "، وبينما همَّ لفعل ذلك لمحت عيناه النعسة ظل شخص يمشي في بيته، إلا أنه نام دون أن يلقي لذلك بالاً.راود ويل حلمٌ لا أعلم كيف أصفه، هل هو ذلك الحلم الذي يجعل المرء سعيدًا بسبب أنه تمكن من ملاقاة حبيبٍ غابت شمسه عن دنياه؟ أم أن الواقع محزنٌ بمجرد أن يستيقظ منه ويواجه قسوة غيابه؟ شاهد ويل المرأة الوحيدة التي كانت تدخل البهجة لقلبه، ومن غيرها أمه، كان ويل فرحًا لدرجة أن دموعه انهمرت وهو لا يزال نائما، حاول ويل مخاطبتها والشكوى لها لحاله ولمدى رغبته في العيش كما أوصته، لكن الآخرين يستمرون في دفعه خارج الحيز.
¨ أمي !! أهذه حقًا أنت؟ تبدين جميلةً أمي، هل عدت حقًا لتفقد حالي؟ فأنا اليوم خجل منك لم أنجح في الرقي لتوقعاتك، لم أستطع أن أحفظ وعدًا كنت قد قطعته وأنا أقف أمام سريرك في المشفى، استمر الناس بدفعي ومناداتي بجالب النحس منذ أن تركتني، لأكبر وأصبح عنيفًا، منعزلاً، متظاهرًا بالصلابة وأدعي أنني أستطيع العيش بمفردي ولا حاجة لي بالآخرين، دُلِّينِي يا أمي كيف لي أن أنجو بمفردي في غيابك، أرجوك يا أمي! ¨
على الرغم من محاولات ويل الغير مجدية لاستمالة أمه للحديث معه، إلا أن الواقع مرٌ، فقد أفاق من منامه قبل أن يسمع صوت أمه، ليجد دموعه تعانق خديه، يحاول بشدة أن يمسحها ¨ توقفي.. قلت لك توقفي، ما هذا الذي أشعر به، لماذا أحس بالاختناق؟ يكاد قلبي ينفجر ¨، لكن دون جدوى، كانت تلك الدموع ناتجةً عن حبسه لمشاعره مدةً طويلة.
أنت تقرأ
لقاء
Romanceروايتي لهذه المرة حاولت أن أخرج بها عن طابع الرعب والفانتازيا والمغامرات، محاولاً بذلك أن أطرق بابًا جديدًا وهو الرومانسية والحب، ولكن لا أخفي عليكم أنني أضفت لها قليلا من توابل الغموض علني أصل إلى قلوبكم من خلالها. بطل القصة شاب يائس وفاشل أهلكه سو...