رميتُ فردة حذاءي ما إن وصلتُ إلىٰ الشقة غير مهتمٍّ بالفوضىٰ الّتي أحدثتها..
- الشمس تشرق عندما يغرب الذئب..
تمتمتُ بانزعاجٍ و أنا بالكاد أرىٰ نفسي في المرآة بسبب عتمة المكان..
رجعتُ إلىٰ الخلف خطوتين و رميتُ نفسي بقوّةٍ علىٰ السرير..
أشعلتُ هاتفي و زفرتُ بخيبةٍ عندما رأيتُ الساعة تشير إلىٰ الخامسة و خمس دقائق صباحَ اليوم الخامس و العشرين من ديسمبر..
دخلتُ إلىٰ معرض الصور قاصداً آخر مجموعةٍ التقطتُها بنفسي..
- تبّاً ! صورتان فقط واضحتان من بين الخمسة !
أغمضتُ عينيّ و أنا أفكّر في سبب التقاطي لخمس صور.. طبعاً لأنّ اللعنة كانت توشك علىٰ الحلول..
- ربّما هذا يكفي لليوم...
قلتُ بكلّ بساطةٍ.. أعلم أنّني حتّى لو نجحتُ اليوم فهذا لن يؤثّر علىٰ مستقبلي سواء بالسلب أو بلعنة أخرىٰ..
لا أرتاح لذلك.. أشعر و كأنّه سيتمّ التلاعب بالمصداقيّات.. و لكنّ ذلك بشكلٍ أو بآخر في مصلحتي المادّية..
و الضمير إلىٰ الجحيم !•°•°•°•
استيقظتُ بعد أن نمتُ حوالي إثني عشرة ساعةً موزّعةً علىٰ فترات.. استحممتُ و خرجتُ من الشقّة في وقت أبكر من المألوف..
نزلتُ الدرج البائس لأجد نفسي أخيراً في الزقاق الّذي أقَيّمه بدرجة 32 تحت الصفر من حيث الرقيّ..
أخشىٰ أن أستيقظ يوماً و أجد نفسي غذاءً للحزازة و بقيّة أنواع الفطريّات..
سرت قشعريرة فظيعة ببدني ما إن تخيّلتُ الأمر..
سرتُ حتّى خرجتُ من حيّ الفقراء و أنا أرتدي القبّعة الصيفية التي تغطّي معظم وجهي..
و القلنسوة المتعلّقة بمعطف الفرو الفضفاض..سلكتُ أصغر الدروب و أكثرها تشبّهاً بالتجاويف..
أتحاشىٰ الجدران المتقاربة التي تآكلتها قطرات المطر و الندىٰ..
حتىّ وصلتُ إلىٰ مبنىٰ بواجهة زجاجية..
يحدث هذا كلّ يوم..
نفس السيناريو يعيد نفسه..
لا فرق بين الأيام في رزنامتي..
كلّ الأيّام آحاد !
و كلّ اللّيالي سواد..
و أنا أبحث عن القمر !أخرجتُ هاتفي و ألقيتُ نظرةً سريعةً علىٰ الساعة..
دخلتُ لا أنتظر استقبالاً حاراً أو هتافاً..
و ركبتُ المصعد إلى آخر طابق..
أنت تقرأ
Upside Down || P.JM ✔
Fanfictionعِندَمـَا تَتغيَّر وجهَاتُ نَظَرِنَا، عِندَمَا نَنظُرُ إلىٰ العـَالَـمِ بِمِنظَارٍ خَاصٍّ، و عِندَمـَا نَتـَغَيـَّرُ فـِي نَظَرِهم. لم أُدرِك الأَدوَارَ، لذلك أنا هنا؛ علىٰ أعلىٰ قـِمَّةِ ذِكرَيـَاتِي، أحمـِلُ بِيَمِينِي عَقلِـي و قَـلبِي بـِيَسَارِ...