استَيقظتُ وقتَ الظهيرة ألعَنُ الساعةَ التي نمتُ بها صباحًا..
لَم أعد قادرًا علىٰ مواصلة نومي و مع ذلك..
لا أستطيع فتح عينيّ..رُبَّما عليَّ التخلُّص من هذا الروتين المأساوي..
توجَّهتُ إلىٰ المطبخ أبحث عن شيئٍ قابلٍ للأكل بعدَ أن استحممتُ مباشرةً..
لا شيئ..
مثيرٌ للاشمئزاز..عدتُ إلىٰ غرفتي و ألقيتُ بجذعي علىٰ السَّرير أَطرَبُ لِصوتِ صريره..
يومَ أمس، أنا لم أُعَتِّب الشركة.. تَلَقَّيتُ اتِّصالاتْ من المديرةِ بِعدَدِ شعرِ رأسي..
ليسَ بِالأمرِ الجديد كَوني قمتُ بتجاهلها كلَّها.. فهذا يحدثُ تقريبًا كلَّما اتَّصَلَت بي..أشعر بالتعب علىٰ الرغم من أنَّني استيقظتُ لتَوِّي، و أجدُ صعوبةً في لفظِ أنفاسي..
رُبَّما عليَّ القيامُ بجَولةٍ خارج الزقاق الفخم..
ليسَ من النافذة هذه المرَّة..
بَل سأسلُكُ الباب..لَم أُكَلِّف نفسي ارتداء ملابسي المعتادة من قُبَّعةٍ صيفيَّةٍ و معطف فروٍ..
فقط أَضَفتُ هودي سوداءَ بِقُلُنسُوةٍ علىٰ ما كنتُ أرتديه بالبيت..واتَتني رغبةٌ في إلقاء نظرةٍ علىٰ منظري بالمرآة..
لستُ متأكِّدًا إن كان هكذا يبدو الأشخاص العاديون، لكنني أشعر بالراحة اتِّجاه هذا..خرجتُ و الشمسُ بِكَبَدِ السَّماء تُسقِط أشِعَّةً عموديِّةً خارقة..
لا يهمُّني الأمر، ما دامَتِ القلُنسوة تنسدِلُ علىٰ جبيني و جفوني، فأنا لَن أُطيلَ البقاء بالخارج..سَلَكتُ سُلوكِ الفطرياتِ في اِلتِصاقها بالجدران و بحثها عن الظلال..
سَلَكتُ أضيَقَ الممرَّات إلىٰ مَحلِّ بٍقالةٍ قريب..
لا بَشَرَ في الأرجاء !المدينة في هذا الوقتِ كصحراء الغرب !
شَعَرتُ بالراحةِ ما إن دَخَلتُ..
كان مُكَيِّفُ الهواء مشتغلاً و أشعَّةُ الشَّمسِ لا تَصل..
رَفَعتُ القليلَ ممَّا كان يُغطِّي عينيَّ حتىٰ يتسنَّىٰ لي مجالٌ أوسَع للرؤية..
المحلُّ فارغٌ من الزبائن عدا العاملة..خطوتُ بينَ رُفوفِ البقالةِ أبحثُ عن ما يُمكنُ أن أقتنيه.. فَفي النِّهاية ليسَ مَعي من المالِ إلَّا ما شتري علبةَ رامين بجودةٍ مُتَوَسِّطة..
خرجتُ من المحلِّ سريعًا حاملاً معي غَذاء اليوم في كيسٍ و ظَلَّلتُ علىٰ عينيَّ أتَوَعَّدُ في سِرِّي أن أقعدَ مساءً للمديرةِ حتىٰ تعطيني راتبَ الشهر..
أنت تقرأ
Upside Down || P.JM ✔
Fanfictionعِندَمـَا تَتغيَّر وجهَاتُ نَظَرِنَا، عِندَمَا نَنظُرُ إلىٰ العـَالَـمِ بِمِنظَارٍ خَاصٍّ، و عِندَمـَا نَتـَغَيـَّرُ فـِي نَظَرِهم. لم أُدرِك الأَدوَارَ، لذلك أنا هنا؛ علىٰ أعلىٰ قـِمَّةِ ذِكرَيـَاتِي، أحمـِلُ بِيَمِينِي عَقلِـي و قَـلبِي بـِيَسَارِ...