Not My Jam.

103 22 27
                                    

وَضَعتُ آلةِ التصوير بجانبِ السرير ما إن وَصَلت..

- جاي-5 ؟

تساءلتُ بفُضول..
هذِه أوَّل مرَّةٍ أقوم فيها بِتَعَقُّبِه،
فمَا الذي سأكشِفُه يا تُرىٰ ؟

لَكَمتُ الجدارَ الصُّلبَ بجانبي ألومُني لأنَّني نسيتُ أمرَ راتبي..

تنهَّدتُ بِقِلَّةِ حيلةٍ و أنا أرفَع الهودي السوداء علىٰ جِسمي حتىٰ خلعتُها رَميتُ بِها من حيثُ أنا فِي الخِزانةِ مقابِلي المفتوح بابُها..

- يعني الـ جاي-5 هذا، سَيَكون في الفُندُق بعدَ غُرُوب الشَّمس..
مُمِلٌّ بِحق !

غَيَّرتُ الملابسَ التي كنتُ أرتديها بِأخرىٰ تَلِيقُ بعملي الليليِّ ثمَّ أضفتُ القُبَّعةَ الصيفِيَّةَ و مِعطفَ الفروِ.

وَعدتُ نفسِي أنَّني إن استطعتُ تحصيلَ مُرادي من جاي، فسَوف أعود إلىٰ متابعةِ داسوت..
ما إن خطَرَت علىٰ بالي حتىٰ تَذَكَّرتُ تلكَ الطفلةَ صباحاً..

تلكَ الطِّفلة !!

صرختُ داخلِيًّا و كذلكَ فَعَلَت كُلُّ حواسي،
و مَعدتي..
نَسيتُ علبةَ الرامين معها !

كنتُ علىٰ وشكِ شَدِّ شعري حتىٰ فَصلِهِ عن رأسي عندما رنَّ هاتفي مُعلنًا وقتَ انطلاقِ مُهِمَّتي.

اليومُ بالتأكيد ليسَ يومَ سعدي،
سأبيت و أصبِحُ و لا شيئ في جهازي الهضميِّ..
ليتَني قبلتُ عرضَ المديرة و اصطحبتُها إلىٰ الوليمة !
مثيرٌ للشفقةِ حقًّا !

وَضَعتُ حِذائي جانبًا و تَمَسَّكتُ بإطار النافذةِ بِخِفَّة..

الجدُّ يبدأ الآن.

خرجتُ من الشَّقَّةِ عبرَ النافِذَة متشبِّثًا بِكُلِّ ما وَقَعت عليهِ أناملي،
الطريق إلىٰ الفندق غَربًا،
قليلًا ما زحفتُ علىٰ الجدران الغربيَّة لِتَتَبُّعِ أحدهم.. تلكَ المَرَّات تُعَدُّ علىٰ أصابعي.

نزَلتُ علىٰ الأرضِ بعدَ أن اقتربتُ من شارعٍ رئيسيٍّ قريبٍ من الفندق و رحتُ أهَروِلُ حافيَ القدمين..

أخفي يدَيَّ في كُمَّي المعطفِ و أحرِّكُ أصابعي عشوائيًا بين الحين و الآخر لألتقطَ بعض الدفئ..
لم يتساقط الثلج بعد و لـٰكن البرد بالفعلِ لقىٰ طريقًا..

جميعُ من في الخارجِ بهذه اللحظة مُرَجَّحٌ أنَّهم يستمتعون بالجوِّ، و لولا ذلكَ ما أرىٰ المَقَاهي و المطاعم محجوزةٌ بالكامل..
هذا المنظر يذَكِّرني بمعدتي الفارغَة..

Upside Down || P.JM ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن