واخيرا اقنعت نفسي بأن اطلب من الملاك رقم والدها ولكن سأنتظر اللحظه المناسبه حتي لا تشعر بإحراج امام الناس ولكن قد قررت ولن اتراجع في اللقاء.
وقاطع تفكيري سؤال ذو الجلباب للشاب الرياضي وبدأ في حواره.
ايه ياعم انت بتلعب في الاهلي ولا ايه.
لا دي اختبارات .
وعملت ايه.
نجحت الحمد لله.
بس شكلك زعلان مش مبسوط.
ابويا مش عاوزني العب وانا رايح من وراه.
ليه كده ماتكلمه.
قالي يابني انت مالكش غير الارض دي اللي هتصرف عليك واخواتك احنا مش بتوع كوره.
لا معندوش حق.
والله ماعارف هو هيعمل فيا ايه قافل موبيلي من الصبح ومايعرفش انا فين.
انشاء الله خير اتكلم بس معاه انت.
علي طول باتكلم معاه بس هو منشف دماغه دا انا فكرت اهرب واسيب البيت.
لا يابني ربنا مش هيكرمك الا الام والاب انت عارف رضا الوالديين من رد ربنا.
ما انا مش عاوز اوصل لكده بس هو مش عاوز يخليني اعمل الحاجه اللي بحبها .
ممكن اتكلم معاه في التليفون .
مش عارف رد فعله ايه.
لا هات بس الرقم .
طيب هفتح الموبيل اهو .
تمام .
وهنا رن موبيل الرياضي فخاطب ذو الجلباب.
هو اهو بيرن عليا.
هاتهولي انا هرد عليه ماشي اسمه ايه .
علي
فأخذ الموبيل من الرياضي وبدأ يتخحاور معه.
(سلام عليكم ورحمه الله وبركاته ......اذيك ياحج علي.....لا مش انا ....انا راكب معاه العربيه ....ماتخفش ياحج احنا راجعيين من القاهره....ابنك زي الفل هو كان بيلعب كوره كويس وفي حد في النادي الاهلي شافه مارضيش يسيبه ....كويس ياحج والله .....هيكلمك عشان يفرحك اتقبل في النادي الاهلي وهيبقي زي ابو تريكه ...خد ياحج هيكلمك اهو).
فأخذ الرياضي تليفونه وهو يرتعش خوفا وكأن اسد يلاحقه ليفترسه.
(اذيك يابا .....انا كويس ....اه والله الراجل ماسك فيا وقالي لازم تيجي مصر تختبر .... نجحت الحمد لله ).
وهنا نظرت اليه وتحولت نظرت عينه المليئه بدموع الحزن الي دموع الفرح وكأنها لؤلؤ يشوبه ضوء الشمس فيظهر كأنه نجوم من السماء علي الارض وأخذ يكمل حديثه.
(يابا والله لو عاوزني مكملش انا مش هكمل ......بجد يابا ربنا يخليك ليا ...انالاعارف والله انك خايف عليا .....ربنا يكرمك يابا ويخليك ليا ...لا يابا والله ما هسيب الارض ....يوميين في الاسبوع ...انشاء الله ربنا يخليك ليا ياحج وسلم علي امي...مش عاوزين حاجه من دسوق انا كلها ساعه وهوصل انشاء الله ...مع السلامه ياحج).
فنظر الي ذو الجلباب وبدأ يحدثه بعينه وهويمسح دموعه ولكن قد سبقه ذو الجلباب قائلا.
ماتقولش حاجه بس ماتنسناش بس.
ماقدرش والله .
وعاوزالزمالك مايشفش قدامه اصل فاقوا اليوميين دول .
ماتقلقش خلاص جالهم بولي.
ياعني خلاص اطمن .
الدوري والكاس وافرقيا في جيبك.
ربنا معاك انشاء الله.
ربنا يخليك يارب انشاء الله.
ثم اشتد الصمت وأخذت افكر مره ثانيه في الملاك قد حان وقت الوصول وعندها ساطلب رقم والدها وستصبح هي زوجتي وشريكه حياتي.
وهنا نادا السائق (اللي مابعتش ورا).
وخرجت الاجره تتوالي من الخلف للامام كعادتها مثل الموجه ولكن وقعت في يدي انا ولكن لم اجد شاب او رجل في كرسي الملاك فانا مضطر لجمعها وبعد الانتهاء من الخلف دارت محادثه مجامله بين السيده والملاك وقالت السيده.
خلاص بقي انتو ولادي.
لاياطنط والله دا واجب عليا .
ربنا يخليك .
وكالعاده دفعت السيده وها قد حانت اللحظه التي انتظرها وانظر اللي عيون الملاك واخاطبها وتمنيت ان يكون معها مبلغ صحيح حتي يدور حوار بيننا من اجل الباقي .
التفت القمر وعيونه تشبه زرقه السماء في ربيع يوم صافي يشوبه رائحه عطر الورود مع نسمه من الهواء جعلت ورود ثيابها تتحرك وكأنه اسعد يوم للعبد لله ويجمل وجهها ابتسامه تشبه ابتسامه الاميره ديانا في شبابها ويشوبها الخجل مما جعل علي خدودها حمره الورد وبدأت في مناجتي (اتنين) تركت الجميع وكلمتني انا علي الرغم من انني انا من اجمع الاجره ولكن احاول اقناع نفسي
وكأنها قالت لي احبك فلم اشعر بنفسي فأنا تحت تأثير ليس مخدر الديلر بالخلف بل مخدر الحب وسحر الجمال وقد مدت يديها ولولا الملامه لمسكتها ووضعتها علي قلبي لتحس بنبضه وتلفت الي يديها وها قد مسكت مبلغها وكما تمنيت مائه جنيه فالحمد لله سوف يكون لها باقي فاخرجت الباقي لها وناديتها لتطل مره اخري وتذكرت اغنيه احمد جمال( يالي شمس الدنيا تطلع لما تطلع ضحكه منك) ودققت في يديها واردت ان اقبلها فستصبح زوجتي.
(دبله.....ايديها ...مخطوبه). دار حوار داخلي في نفسي صدمه لا اتوقعها ترتدي دبله في يديها لقد فقدت النطق والتفكير فوضعت اموالها في يديها وتغيرت ملامحي كاطفل تذوق ليمون ولا اشعر بشيء سوا صافره في اذني وها قد رضت لي الصدمه كما فعلت في خله الاسنان نفس اجنس هيهات منكم ايها النساء فهذا ما يسمي حاليا بلغه العصر (قذف جبهه).
لم اشعر بالتوازن لفتره هل ضاع البيت السعيد والاطفال الذين يشبهون والدتهم الملاك .
ضاعت الاحلام والاماني ضاع كل شيء واخذت اتنفس بصعوبه وضاق صدري ولكن خاطبني عقلي لماذا لم تتاكد اولا ؟هل كانت ستوافق ان تعطيك رقم والدها ؟وهل كانت ستوافق ان ترد علي سؤالك ؟.
وهنا تذكرت سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال:
":كنت اطلب الشيء من الله،فأن أعطاني اياه فرحت مره واحده..وان لم يعطيني اياه افرح عشر مرات...لان الاولي هي اختياري اما الثانيه هي اختيار الله عز وجل " الخيره فيما اختاره الله. واستغفرت الله واعطيت السيده كل ما جمعت لتعطيه للسائق ولم اتفوه بعده بكلمه وذاد الصمت صمت تشعر فيه بالوحده وكأنك وحيد في منتصف الصحراء الغربيه.
