جعلتني اعشقها تلک العمياء

39.7K 464 21
                                    

الحلقة الاولي "

في احدي القاعات الضخمة بأحد الاماكن الشهيرة الخاصة بالندوات الثقافية ومناسبات وزارة الاعلام في حفل ضخم وعلي مستوي عالي من الرقي والفخامه يضم فئة من اهم فئات المجتمع حيث يضم نخبة من الاعلامين الكبار وعدد لا بأس به من المشاهير بالاضافة الي نخبة من كبار رجال الاعمال الذين يدعمون الحفل صوت اقدام تسير علي المسرح الخشبي الفخم ونجد رجل في العقد الخامس من عمره ذو ملامح رجولية وقورة وصمت تام يحيط بالمكان عندما اتجه الي المايك والجميع ينظر له بترقب بدأ هذا الرجل حديثه مرحباً بالحضور والشكر لرجال الاعمال الذين يدعمون الحفل نادي علي عدد من الاسماء التي يتم تكريمها ثم هتف قائلاً بنبرة هادئة :- ولن ننسي المجهود الجبار المبذول من قبل صحفيتنا المميزة والحاصلة علي لقب اعلامية مصر الاولي والذي حاز مقالها الاخير علي المركز الاول لهذا العام الاعلامية " أليس عبدالله الراوي "
توجهت الانظار الي تلك الفاتنة التي نهضت من مكانها وهي فتاة اقل مايقال عنها رائعة الجمال ذات شعر اسود طويل وبشرة ذهبية رائعة ناعمة كالاطفال بعيون بنية لامعة بها بريق لامع يخطف الانظار وكانت ترتدي فستان من اللون الاسود شديد الجمال تاركة شعرها ينساب علي ظهرها بحرية تقدمت الي المسرح بخطوات واثقة رشيقة وعيون ضاحكة ووجه مبتسم وصلت الي المسرح واستلمت الجائزة تعالي التصفيق بين الحضور بينما هي نزلت عن المسرح وتلقت التهنئات والمباركات من الحضور علي تلك الجائزة فأليس معروف عنها اجتهادها وتفوقها وعشقها لعملها ويكن لها الجميع التقدير والاحترام وبعد وقت ليس بقليل انتهت الحفلة وخرجت اليس من باب القاعة وهي تحمل جائزتها بيد وباليد الاخري تمسك بهاتفها وتعبث بأرقامه ثم وضعت الهاتف علي اذنها منظرة الرد حتي اتاها الرد من الطرف الاخر بصوت انثوي قائلاً بمرح :- استلمتي الجايزة ياست الصحفية اقول مبروك وازغرط بقا .
اليس بغيظ :- اسكتي خالص ياتاليا لاني بجد زعلانة منك ومن الين جداً .
تاليا بهدوء :- ياحبيبتي متزعليش بس انتي عارفة احنا مجيناش معاكي حفل التكريم ليه مش بمزاجنا وهو احنا يعني عمرنا ضيعنا اي مناسبة ليكي .
اليس بحزن طفولي :- ايوة عارفة بس كان نفسي تبقوا معايا النهاردة .
تاليا بحب :- معلش ياحبيبتي تتعوض المرة الجاية ان شاءالله ثم اكملت بمرح وبعدين تعالي هنا ياختي زعلانة اننا مجيناش معاكي طبعاً ماانتي مش طالع عينك زينا ف المجموعة مع بابا وباباكي اتخرجتي واستقليتي بشغلك واحنا اللي لبسنا .
اليس بضحك :- وانا مالي مش انتو اللي عاجبكم شغل المجموعة البسوا بيا .
تاليا بمزاح :- ماانتي ياحبيبتي كمان عمو عبدالله مش بيسيبك كدة كتير وبيخليكي تحضري الاجتماعات المهمة انتي ناسية انك عضو ف مجلس الادارة .
اليس بمرح :- ياااختتتاااي انتي بتفكريني ليه دلوقتي يلا بقا اختفي واشوفك ف البيت كمان شوية .
تاليا بتساؤل :- انتي فين كدة !
اليس بهدوء :- انا قدام باب القاعة هركب عربيتي واجي ع البيت اوكي .
تاليا بهدوء :- طيب تمام اشوفك هناك بقا .
ثم اغلقت معها الهاتف وتوجهت الي سيارتها واستقلتها وبدأت في القيادة وزيادة السرعة تدريجياً حتي اصبحت تسير بسرعة فائقة فهي عاشقة للقيادة السريعة وقد حذرها اغلب من حولها ولكنها لم تسمع لنصيحة احد وعلي احدي الطرق السريعة كانت اليس تقود سيارتها بسرعة فائقة ولم تكن منتبهة لتلك الشاحنة القادمة من الاتجاه المعاكس فقد كان سائقها يسير بالاتجاه الخطأ تفاجأت اليس بها وحاولت ان تتفاداها ولكنها لم تستطيع واصطدمت سيارة اليس بالشاحنة اصطدام عنيف وقوي مما جعل سيارة اليس تنقلب وقد توقفت باقي السيارات علي الطريق لرؤية ماحدث وانقاذ المصابين بينما اليس كانت تنزف بشدة واصبح كل شئ مشوش امامها الي ان اغمضت عيناها وغابت عن الوعي ....                                                                              #Back    
افاقت اليس من شرودها وبحر ذكرياتها المؤلمة علي صوت انثوي رقيق يهتف بحزن :- اليس ياحبيبتي كفاية دموع وبطلي تفتكري الحاجات اللي بتضايقك دي قدر الله وماشاء فعل .
اليس وهي تمسح دموعها :- ونعمة بالله محستش بنفسي وانا بعيط .
الين بحب :- خلاص بطلي عياط وقومي بينا ننزل النادي تاليا هناك ومستنيانا .
اليس بهدوء :- معلش ياالين خليها مرة تانية .
الين بتنهيدة :- كل مرة بتقولي المرة الجاية لحد امتي طيب .
اليس بجدية :- ان شاءالله المرة الجاية بجد هروح معاكوا .
الين بجدية :- اعملي حسابك اننا رايحين بيت العيلة اخر الاسبوع ماما نفسها جداً تشوفك بقالها كتير مشافتكيش .
اليس بابتسامة باهتة :- انا كمان بقالي كتير مشوفتهاش خلاص ماشي هنروح .
ودعتها الين ورحلت تاركة خلفها اليس تسبح من جديد ف بحر ذكرياتها المؤلمة فتلك الفتاة لم تكن هي نفسها اليس ذات بريق العين اللامع بل اصبحت فتاة ذات بريق منطفئ بملامح باهتة وحزينة .....
اليس:- تبلغ من العمر 27 عاماً خريجة كلية اعلام عملت كصحفية لفترة لابأس بها استطاعت ان تثبت نفسها بجدارة خلال فترة قصيرة واطلقوا عليها لقب اعلامية مصر الاولي وتنتمي اليس الي عائلة ذات مركز اجتماعي مرموق ....
الين:- اخت اليس تبلغ من العمر 26 عاماً خريجة كلية تجارة ادارة اعمال فهي تعشق العمل بالتجارة مع والدها حيث يمتلك اكبر مجموعة تجارية بالشرق الاوسط وقد استطاعت ان تثبت نفسها بالعمل كما انها فتاة ذكية مرحة ذات شعر اسود قصير وعيون بنية كأليس ولكن بشرتها افتح قليلاً ولكنها بالنهاية تشبه اليس الي حد كبير ...
تاليا:- ابنة خالة اليس والين تبلغ من العمر 25 عاماً خريجة كلية تجارة ادارة اعمال ايضاً وتعمل بالمجموعة مع الين فوالدها يكون شريك لوالد الين استطاعت ان تثبت نفسها بجدارة فهي تعشق عملها فتاة ذات شعر اسود قصير للغاية لا يصل الي الرقبة بعيون عسليه وبشره خمريه فتاة مرحة وذكية للغاية ...
مر عدة ايام واتي اليوم المفترض به ذهاب اليس الي منزل عائلتها فهي منذ ذلك الحادث تعيش بمنزل منفصل عنهم وحيدة حتي لا تجعل احد يشفق عليها وقد وافقها والدها علي هذا الامر نظراً العب ظروفها ومراعاة لشعورها وتتواجد معها الين وتاليا دائماً فهم لايتركوها ابداً حتي لاتشعر بالوحدة او اليأس اكثر من ذلك ...
مرت الين وتاليا الي منزل اليس واخذوها معهم الي منزل العائلة وصلت السيارة الي منزل العائلة وهو عبارة عن ڤيلا يقيم بها عائلة اليس وعائلة تاليا سوياً ولكل منهم جناح منفرد شعرت اليس بالحنين الي هذا المكان الذي ولدت وتربت وقضت اجمل سنوات عمرها به وكم احزنها انها لاتستطيع ان تأتي الي هنا دوماً ولكنها لاتريد اشفاق من احد حتي وان كان اهلها دلفوا الي الممر المؤدي الي باب الڤيلا ودقت تاليا باب المنزل قائلة بمرح :- افتحي ياخالتو احنا جينا .. ياجماعة حد يفتح .
فتحت لهم الخادمة وكادوا ان يدلفوا الي الداخل حتي ظهرت والدة اليس ..
السيدة هناء:- سيدة في منتصف العقد الخامس من عمرها ذات ملامح هادئة ويبدوا عليها الطيبة كما انها متواضعة الي اقصي درجة ..
السيدة هناء بحب ولهفة :- اليس تعالي ف حضني ياحبيبة ماما .
احتضنتها اليس وظلت السيدة هناء تقبلها بكل انش بوجهها فهتفت اليس باشتياق :- وحشتيني ياماما .
السيدة هناء بدموع :- هونت عليكي تبعدي عني كل دة .
اليس بأسف :- اسفة جداً غصب عني والله ياحبيبتي .
تاليا بمرح :- ايه جو العشق الممنوع دة ياجماعة والنعمة الدمعة هتفر من عيني .
الين بتأثر مصطنع :- اول ماشافوا بعض نسيونا خالص ياتاليا ياختي تراني تأثرت لحظة ابكي .
اليس بمرح :- لا حقيقي انا اللي اتأثرت بتمثيلكم .
السيدة هناء بحب :- كفاية كلام كدة ع الباب ويلا ندخل جوة عملالكم اكل بايدي هتاكلوا صوابعكم وراه .
الين بحب :- يااااه ياوالدتي ع طول عارفة نقطة ضعفي .
تاليا بتعجب :- ايه دة ف ايه عينك بتطلع قلوب ليه انتي مش لسة واكلة يابت من شوية .
الين بضيق مصطنع :- الله اكبر انتي هتنقي عليا ف الكام طقة اللي باكلها .
تاليا بمزاح :- لا ياختي مش هنوق ولا حاجة دة انتي حتي خاسة اليومين دول .
السيد هناء بطيبة :- الله اكبر عليكم انتو هتحسدوا بنتي ولا ايه ويلا منك ليها علي جوة يلاا .
دلفوا جميعاً الي داخل المنزل حتي وصلوا الي غرفة الصالون وكانت السيدة هالة والدة تاليا وهي سيدة ف منتصف العقد الرابع من عمرها وتتميز بالطيبة الشديدة والملامح الرقيقة الجذابة رغم السن الا انها لا تختلف عن اختها السيدة هناء كانت تجلس بغرفة الصالون علي احدي الارائك وتشاهد احدي المسرحيات القديمة فاستغلت الين تلك الفرصة وقفزت بجانبها وهي تهتف بصوت عالي :- بتعملي ايه ياخالتو !
فزعت السيدة هالة وشهقت بخضة قائلة :- سلاماً قولاً من رباً رحيم حرام عليكي ياالين هتموتيني ف مرة والله .
الين بمزاح :- بعد الشر عليكي يالولو لو انتي موتي انا هخض مين طيب .
تاليا بغيظ :- هو انا مش قولتلك قبل كدة يابنتي انتي بطلي تعملي الحركة دي ف ماما .
الين باستفزاز :- اطلعي منها انتي بدل ماتبقي انتي وهي ومحدش هيرحمكم من ايدي .
نظرت السيدة هالة خلفهم فوجدت اليس تقف تتابع مايحدث وتبتسم بجمال فهتفت بحب :- اليس حبيبة خالتو تعالي ف حضني ياحبيبتي .
احتضنتها اليس بحب قائلة :- وحشتيني ياخالتو .
السيدة هالة بحزن :- كدة يا اليس مش بتيجي عندنا خالص .
اليس بحنو :- متزعليش مني ياحبيبتي بعد كدة هاجي ع طول .
السيدة هالة بتساؤل :- امال فين هناء ؟
الين وهي تتابع المسرحية :- دخلت تعمل اكل .
تاليا بنفاذ صبر :- يادي الاكل اللي لحس دماغك ارحمي نفسك شوية .
الين بحب :- وهو في احلي من الاكل هيييييححح بقا .السيدة هالة بسخرية :- اللي يشوف كدة يقول وزنك جايب ال 50 كيلو دة انتي قد عقلة الصباع يلا انا هروح اساعد هناء .
رحلت السيدة هالة وتركت الثلاث فتيات بغرفة الصالون وبعد قليل من الوقت استمعوا الي صوت يهتف بصدمة :- اليس .
نهضت اليس من مكانها قائلة بشوق :- بابا وحشتني .
السيد عبدالله وهو يحتضنها :- وانتي كمان وحشتيني ياقلب بابا عاملة ايه يا اليس .
اليس بابتسامة هادئة :- الحمدالله .
السيد كارم وهو والد تاليا ويعشق اليس واليس كابنته تماماً ولا يفرق بالمعاملة بينهم فهتف بمرح :- اوعي كدة ياعبدالله عاوز اسلم علي البت اللي وحشتني دي .
ثم اقترب منها واحتضنها بحنان ابوي قائلاً :- اخيراً ياست اليس رضيتي عننا وجيتي .
اليس بحنو :- بعد كدة هاجي ع طول ان شاء الله .
السيد كارم بحب :- تنوري ف اي وقت دة بيتك .
ابتسمت اليس علي حديثه فهتف السيد عبدالله بتساؤل :- امال هناء وهالة فين ؟
الين بمرح :- بيعملولنا اكل هيييحح .
السيد كارم بمرح :- بجد بيعملوا اكل ايه اشجيني كدة هاا .
الين بجدية تامة :- بص ياحاج كارم بصراحة معرفش اكل ايه بس انا بشمشم من الصبح وان شاءالله هعرف يعني .
السيد عبدالله بنفاذ صبر :- اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه صاحب عمري وبنتي مفاجيع .
تاليا بتأثر مصطنع :- معلش استحمل ياعمو عبدالله انا مستحملة بقالي سنين .
ضحكوا جميعاً علي حديثها وبعد قليل من الوقت كانوا مجتمعين علي السفرة يتناولون الطعام وكانت اليس تشعر بالسعادة والدفئ فهي كانت تفتقد الي هذه الاجواء الاسرية الدافئة ارادت ان تعود للعيش معهم ولكنها لاتريد ان تشعر باشفاقهم تجاهها قررت ان تتناسي كل هذا الان وتقضي تلك الساعات معهم بسعادة وبعد ان انهوا طعامهم طلب منها السيد عبدالله ان يتحدثوا قليلاً بشرفة المنزل امسكت اليس بيد والدها وشعرت بالامان فهو سندها والرجل الاول بحياتها كم تشعر بالحب تجاهه وصلوا الي الشرفة وجلسوا علي احدي الكراسي الموجودة بها بدأ السيد عبدالله حديثه قائلاً بحنين :- فاكرة البلكونة دي !
اليس بابتسامة حزينة :- طبعا فاكرة صحيح مش شايفة حاجة بس متخيلة المنظر وحاسة ان كل حاجة زي ماهي متغيرتش .
السيد عبدالله بهدوء :- فعلاً كل حاجة زي ماهي متغيرتش .
ساد بينهم صمت لمدة دقيقة ثم هتف السيد عبدالله بجدية :- هتفضلي كدة لحد امتي !
اليس استغراب :- كدة ازاي يعني !
السيد عبدالله بجدية شديدة :- اليس انتي فهماني كويس قصدي هتفضلي حابسة نفسك كدة لحد امتي ومنعزلة عن العالم حتي اهلك اللي هو احنا بعدتينا عنك انا عارف ان كلامي دلوقتي ممكن يوجعك بس لازم افوقك من اللي انتي فيه اللي حصلك دة محصلكيش انتي لوحدك حصل لناس كتير وبيحصل لناس تاني دة قدر ومكتوب ودي مش نهاية العالم دة في ناس الازمات بتقويهم وتغير حياتهم للاحسن انما انتي كدة ضعيفة وانا مش متعود عليكي مستسلمة وضعيفة بالشكل دة .
نزلت دموع اليس بصمت وهي تتذكر حياتها قبل الحادث وكم كانت قوية وجرئية لاتهاب شئ ودائماً صوتها مسموع والضحكة لاتفارق وجهها وتذكرت حياتها بعد الحادث وكم اصبحت وحيدة بائسة وابتعدت عن الجميع وهاهي الان تمر بها الايام يوماً تلو الاخر وجميع الايام تشبه بعضها ولا تعلم الي متي ستظل وحيدة هكذا ....
اليس بدموع وتأثر :- غصب عني يابابا بس مش عاوزة حد يشفق عليا انا مش هشوف نظرات الشفقة دي بس هحسها ف كلام الناس مش عاوزة احس اني عاجزة يابابا .
شعر السيد عبدالله بالحزن لاجلها كثيراً ولكنه يجب عليه ان يجعلها تفيق من تلك الغيبوبة فعجزها هذا لايعني نهاية العالم ..السيد عبدالله بجدية :- انتي بقا بأيديك انك تغيري نظرات الشفقة دي وتحوليها لنظرات اعجاب وفخر وحسد انما طول ماانتي وحيدة وبعيدة كدة كل ماهتيجي سيرتك ف اي مكان او حد هيفتكرك هيتكلموا عليكي بشفقة فعلاً ومع مرور الايام محدش هيفتكرك اصلاً بس انتي بأديكي تغيري كل دة دلوقتي .
اليس ببكاء وحيرة :- يعني اعمل ايه يابابا !
السيد عبدالله بتشجيع :- ترجعي اليس بنتي من تاني الجريئة القوية مش الضعيفة الخايبة دي انا عارف ان الخطوة الاولي هتبقا صعبة بس انتي لازم تاخدي الخطوة دي ابدأي اطلعي للناس وخدي الين وتاليا وروحوا النادي افتحي محل الورد بتاعك اللي هناك حاجة خفيفة وحلوة وبتحبيها افتحيه تاني وبعد كدة كل حاجة هتبقا سهلة وعادي .
ثم اقترب منها بكرسيه وقرب يده منها ومسح لها قطرات دموعها وهو يقول بحب وحنان :- بلاش اشوف العيون الجميلة دي بتعيط تاني .
ابتسمت له اليس بحب وارتمت بين احضانه بينما هو قبل رأسها وهو يقول بمرح :- بقولك ايه انتي مش هتمشي النهاردة وهتباتي معايا انا عاوز حد يشجعني وانا بلاعب عمك كارم الشطرنج كل الستات اللي في البيت دي بتشجعه ومحدش بيبصلي دة انا حتي قمور .
ضحكت اليس ضحكة صافية لم تضحكها منذ زمن وهتفت قائلة بمرح :- بس كدة انت تؤمر ياجميل .
السيد عبدالله بحب :- ربنا مايحرمني منك ياحبيبتي .
وبالفعل قضت اليس ليلة رائعة برفقة اهلها لم تخلو من الضحك والمرح والسعادة وشعرت انها تناست جزءاً كبيراً من احزانها برفقتهم وظلت تعيد حديث والدها بعقلها ولا تعلم ماذا تقرر بعد .....
******************************************
في احدي الكافيهات الموجودة علي نهر النيل ندلف الي احدي الاماكن الراقية وعلي احد الطاولات التي تضم عدداً من الشباب الذين يتضاحكون بمرح هتف احدي الشباب وهو يقول :- بس البت كانت مزة فعلاً يارجالة .
هتف شخص اخر بخبث ويدعي طارق :- طب دة اسمه كلام تنسي اصحابك ياعم جواد .
جواد بلؤم :- المرة الجاية ياصاحبي ولا تزعل نفسك والجايات اكتر .
نطق شاب اخر بتساؤل وهو يدعي عمار :- هما رافل ويزيد وايهم اتأخروا كدة ليه !
طارق بحقد خفي :- تلاقي حد فيهم اتأخر ف أخر الاتنين التانين معاه ماانتوا عارفين مش بيتفرقوا عن بعض خالص .
هتف شخص اخر ويدعي عابد قائلاً بتعجب :- صحيح يااخي الواحد مستغرب صحوبيتهم دي بقالهم سنين التلاتة دول مع بعض بس ربنا يديم المحبة بينهم الواحد مش سهل يلاقي صاحب جدع دلوقتي .
طارق بالامبالاة مصطنعة :- علي رأيك ربنا يخليهم لبعض .
وبعد ان انهي جملته هتف عابد قائلاً :- اهو ايجو  خلاص ياجماعة .
نظروا جميعاً باتجاه باب الكافيه لنجد ثلاث شباب يدلفون الي الداخل ..
رافل-البطل:- يبلغ من العمر 30 عاماً ابن لاحد رجال الاعمال ويدعي عامر الجيزاوي يعشق الفتيات والسهر وحياة اللهو والمرح رفض العمل مع والده بالشركة وعمل بأحدي البنوك الكبري فهو يعشق عالم الارقام ذات شعر اسود ولحية سوداء تعطيه جاذبية وعين باللون الرمادي وجسد رياضي رائع ..
يزيد:- صديق رافل يبلغ من العمر 28 عاماً يعرف رافل منذ اكثر من 10 سنوات تخرجوا من الكلية ذاتها وعملوا سوياً بذات البنك يمتلك شعر بني ناعم وبشرة بيضاء وعين باللون الازرق ولحية خفيفة جذابة ويمتلك جسد رياضي جذاب ..
ايهم:- صديق رافل ويزيد منذ مايقارب الثماني سنوات تخرج من كلية الحقوق ويعمل بأحدي مكاتب المحاماة الكبيرة  يبلغ من العمر 30 عاماً يمتلك شعر اسود قصير للغاية وبشرة بيضاء وعين بلون العسل ذات جسد رياضي وطول فارع ولحية تعطيه جاذبية ...
وصلوا الي الطاولة وجلسوا بعد ان القوا عليهم التحية فهتف طارق قائلاً :- ايه اللي اخركم كدة !
يزيد :- مكناش جاين اصلاً .
عمار باستغراب :- دة ليه بقا !
ايهم بنبرة عادية :- عادي يعني الواحد زهق بصراحة من الجو دة .
جواد موجهاً حديثه لرافل :- طب مااحنا قولنا قبل كدة تعالوا اسهروا معانا وانتوا بتقولوا لا ولا ايه ياعم رافل .
رافل بجدية :- وانت عارف ياجواد ان سهراتكم دي ملناش فيها احنا نكلم بنات نخرج معاهم نسهر نشرب انما اكتر من كدة لا .
طارق بضيق :- انت ليه محسسني اننا شياطين وانتوا اللي ملايكة .
تدخل يزيد ف الحوار حتي لايتطور الامر بينهم فالجميع يعلم ان العلاقة بين رافل وطارق سيئة ولا احد يعلم السبب فهتف قائلاً :- ايه يابني اكيد مش قصده كدة يعني وانت فاهم قصده ايه .
عابد بهدوء :- طب انا عندي فكرة حلوة تعالوا بكرة نروح النادي نقضي يوم هناك واهو نبقا غيرنا جو .
يزيد بابتسامة :- فكرة حلوة فعلاً بقالنا كتير مروحناش هناك .
اتفقوا جميعاً علي قضاء يوم غداً بالنادي وقضوا سهرتهم كالمعتاد ولكن نظرات الحقد والبرود بين طارق ورافل ظلت مستمرة ولا احد يعلم السبب سواهم ....******************************************في صباح اليوم التالي استيقظ رافل مبكراً علي موعد عمله استعد  الذهاب للعمل وبعد ان استيقظ واخد حماماً بارداً وارتدي ملابسة ترجل خارج الغرفة ونزل الي الاسفل وصل الي غرفة الطعام وجد والده ووالدته يتناولان الطعام سوياً فهتف قائلاً بمرح :- صباح الفل علي الحلوين .
السيدة فريدة وهي في العقد الخامس من عمرها لم تنجب سوي رافل وتعشق المظاهر وتهتم بها الي ابعد حد وبالرغم سنها الا انه لايبدو عليها الكبر من كثرة اهتمامها بنفسها كما انها سيدة مغرورة ومتكبرة للغاية ...
السيدة فريدة بحب :- صباح الجمال علي حبيب مامي .
السيد عامر بضيق :- هو مش صغير يافريدة علي الدلع دة .
السيدة فريدة بضيق :- وهو انا مينفعش ادلع ابني ولا ايه .
السيد عامر بسخرية :- دلوقتي ابنك وبتدلعيه ماانتي قدام الناس وصحابك بتوع النادي بتخليه يقولك يافريدة اشمعنا مش بيكون ابنك وقتها .
السيدة فريدة بتأفف :- يووووه ياعامر انت مش بتبطل طريقتك وكلامك دة ابداً اوووف .
السيد عامر بعصبية :- كلام ايه بس انتي بتخلي ابنك يناديكي باسمك قدام الناس عشان ميبانش عليكي الكبر ياست هانم .
السيدة فريدة بغيظ :- عااااااامررر !!
السيد عامر وهو ينهض من مكانه بغضب :- انا هقوم اروح شغلي احسن عيشة تطهق .
ومر بجانب رافل ولم يلقي عليه ولو نظرة واحدة بينما رافل كان يشاهد كل مايحدث ببرود وملل فهو قد اعتاد علي هذا ولم يتأثر عندما مر والده بجانبه ولم يعطيه اهتمام فهو قد اعتاد ايضاً علي الجفاء من والده ومع مرور الوقت اصبح هذا الامر عادي بالنسبة له فوالده من زمن وهو يجافيه هكذا بسبب سهرات رافل واسلوبه بالحياة ولكن رافل لم يغير نمط حياته حتي يأس والده واصبح يجافيه بهذا الشكل .. افاق رافل من شروده علي صوت والدته وهي تقول :- رافل بقالي ساعة بكلمك انت سرحت ف ايه .
رافل بانتباه :- هاا لا معاكي ياديدا هكون سرحت ف ايه .
السيدة فريدة بابتسامة :- طب يلا بقا اقعد عشان تفطر معايا .
رافل بمرح :- لا افطري انتي يامزتي انا هفطر ف الشغل مع يزيد .
السيدة فريدة بضيق :- ايه مزتك دي مش قولنا بطل الاسلوب البيئة دة .
رافل بضحك :- حاضر يامزتي قصدي ياديدا يلا سلام بقا عشان متأخرش .
خرج من المنزل واستقل سيارته واتجه الي عمله وصل الي مقر عمله ودلف الي الداخل ونظرات الاعجاب من الفتيات تحاوطه ولكنه لم يهتم ...
دلف الي مكتبه وجد يزيد وهو شريكه بالمكتب وهتف يزيد قائلاً بضحك :- كنت عارف والله انك هتيجي النهاردة ماانت مش بتيجي غير ف الاجتماعات المهمة بس .
رافل بغيظ :- ياراجل حرام عليك بذمتك انا بقالي قد ايه مطلبتش اجازات .
يزيد بسخرية :- دة عشان بس مفيش واحدة شغلاك الايام دة وفاضي .
رافل بغرور :- انا مريح بس يابابا الايام دي مش اكتر .
كاد يزيد ان يجيبه ولكن هاتفه رن بتلك اللحظة وكان المتصل ايهم فأجاب يزيد بمرح :- ايهومي صباح الفل .
ايهم بغيظ :- يابني قولتلك 100 مرة بلاش ايهومي دة بحسه بيومي اوي .
يزيد باستفزاز :- ياعم وانت تطول يبقا اسمك علي اسم عمك الاستاذ بيومي فؤاد وبعدين بدلعك ياحبي مدلعكش يعني .
ايهم بنفاذ صبر :- تدلعني ايه يابني ادم هو انا ابن اختك وبعدين مفيش غير الدلع دة .
يزيد بضحك :- بحبه ياجدع .
ايهم ببرود :- حبك برص ان شاءالله .
يزيد ببرود مماثل :- لو البرص ملامحه كلها منك ويادوب الاسم متغير انا معنديش مانع اكيد .
ايهم بصوت جهوري :- اديني حد كبير اكلمه يااالااا انت مش ناقصة شغل اطفال .
ضحك يزيد بشدة مما اغاظ ايهم وقام يزيد بأعطاء الهاتف الي رافل اخذ رافل الهاتف وعلي الطرف الاخر ايهم يلعن بيزيد وضع رافل الهاتف علي اذنه وهو يقول بتعجب :- ايه يابني في ايه مالكم !
ايهم بغيظ :- انت مش شايف يابني الاهبل المستفز دة .
رافل بهدوء :- معلش عيل صغير وغلط .
كان يزيد مستمر بالضحك وفور ان استمع الي جملة رافل نظر له بشر قائلاً :- قصدكم مين بالكلام دة انت وهو !
رافل باستفزار :- انت ياحبيبي .
يزيد ببرود :- اوكي انا كنت بسأل عشان اتأكد بس مش اكتر .
استمع ايهم الي جملته فهتف بغيظ وصوت جهوري :- شوفت المستفز اهو لازم كل يوم يخلي صوتي يسمع ف المكتب كله وانا بهزقه .
رافل بغيظ :- طب اما هو مهزق بتكلمه كل يوم ليه وتحرق دمك ع الصبح .
في تلك اللحظة ضحك ايهم بشدة وهتف قائلاً :- مانا مهزق زيه وبحب رخمته اوي ومعرفش يعدي يوم من غير مااهزقه .
رفع رافل رأسه الي السماء بنفاذ صبر وهو يقول :- يارب صبرني ع الاتنين المتخلفين عقلياً دول .
ضحك ايهم ثم هتف قائلاً :- المهم قبل ماانسي انا كنت متصل ليه العيال مش هيجوا النهاردة النادي غير طارق بس .
رافل باستغراب :- دة ليه بقا ماهما اللي مقترحين الفكرة .
ايهم بنبرة عادية :- جاتلهم سفرية وسافروا يتفسحوا .
رافل باستغراب :- نعم ! طب وليه مقالولناش !
ايهم بخبث :- ماانت عارف سفريتهم عبارة عن ايه .
رافل بتفكير وحيرة :- وليه طارق مراحش معاهم مع انه في الحاجات دي بيجري .
ايهم بالامبالاة :- معرفش بقا المهم احنا هنروح ولا لا .
رافل بجدية :- طبعاً هنروح عادي يعني مفيش حاجة .
ايهم بهدوء :- تمام هخلص شغلي واعدي عليكم نروح سوا .
اغلق رافل معه الهاتف ثم قص علي يزيد كل ماحدث وبعد مرور مايقارب الثلاث ساعات انهي رافل ويزيد عملهم وتوجه كلاً منهم الي منزله حتي يقوموا بتبديل ملابسهم واستعدوا للذهاب الي النادي تري مالذي سيحدث هناك ....
*********************يتبع******************
#جعلتنى_اعشقها_تلك_العمياء
#أية_صبري

جعلتني اعشقها تلک العمياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن