جعلتني اعشقها تلک العمياء " الاخيرة "

17.5K 473 59
                                    

" الحلقة الخامسة والاخيرة "
ترك رافل اليس وحيدة بصالة المنزل وهي تبكي الي ان غفت علي احدي الارائك من كثرة بكائها استيقظت صباحاً علي صوت غلق باب المنزل فأدركت ان رافل قد رحل الي عمله شعرت بطعم المرارة بحلقها وهي تدرك انه رأها نائمة ولم يجعلها تستيقظ او يحاول ان يتحدث معها قبل ان يرحل ظلت تفكر فيما وصلت اليه حياتها وكيف اصبح رافل يعاملها ادركت اليس بتلك اللحظة ان رافل لم يحبها يوماً هي كانت مجرد فتاة جديدة دخلت بحياته واراد ان يجرب معها شئ جديد مسحت اليس دموعها وظلت تتحسس المكان بجانبها حتي وجدت هاتفها عبثت به قليلاً ووضعته علي اذنها منتظرة الرد حتي اتاها رد تاليا وهي تهتف بغيظ :- مش بترودي ليه يااليس علينا من امبارح .
اليس بصوت لا حياة به :- هاتي الين وتعالوا عندي عايزة اروح مشوار ضروري دلوقتي .
ثم اغلقت الهاتف ولم تنتظر ردها وبعد مرور نصف ساعة كانت اليس تجلس بسيارة الين وبجانبها تاليا بينما هتفت الين قائلة بحيرة :- يابنتي قوليلنا في ايه بس .
تاليا بقلق :- طب احنا ليه رايحين هناك دلوقتي .
لم تجيبهم اليس وظلت تنظر الي الطريق بصمت وعينان خاوية من الحياة فتنهدت الين وهي تنظر الي تاليا بعدم فهم توقفت السيارة امام المكان الذي اخبرتهم اليس به والذي لم يكن سوي البنك الذي يعمل به رافل فهتفت الين بنفاذ صبر :- ادينا وصلنا ممكن تفهمينا بقا .
اليس بهدوء :- يلا ننزل وهتفهموا كل حاجة .
ترجلت الفتيات من السيارة ودلفوا الي البنك توجهت اليس والين وتاليا الي مكتب رافل بعد ان اخبرت اليس السكرتيرة الخاصة به بأنها زوجته في ذلك الوقت كان رافل يجلس بمكتبه مع يزيد وايهم فهتف يزيد بعصبية :- يااخي حرام عليك ايه اللي انت عملته دة .
ايهم بحدة :- وبعد كل اللي عملته معاها دة يارافل كمان غلطتها وضربتها والله حرام عليك بجد .
رافل بعصبية :- هو انتو الاتنين عليا ولا ايه ومغلطني كمان .
يزيد بصدمة :- هو انت بعد كل دة مش شايف نفسك غلطان كمان .
رافل ببرود :- انا راجل ومفيش عليا عيب الدور والباقي علي اللي لقيتها في مكان زي دة بعد نص الليل .
ايهم بتعجب :- وهي هتعرف مكانك منين يارافل مااكيد حد قالها عليه .
يزيد بنظرات متفحصة :- رافل انت بتعمل كدة ليه انت زهقت صح .
رافل بتوتر ولكن يشوبه البرود :- هكون زهقت من ايه يعني .
ايهم بوضوح :- زهقت من اليس !
نظر لهم رافل ثم انفجر قائلاً :- اة بصراحة زهقت كنت فاكر اني بحبها وهقدر استحمل فكرة اني اعيش مع واحدة عامية بس الموضوع طلع صعب اوي .
ايهم بصدمة :- واتجوزتها ليه من الاول لما انت مش متأكد من حبك ليها .
رافل ببرود :- كنت فاكر اني بحبها بس مقدرتش استحمل ايه مش نهاية العالم يعني .
يزيد بعصبية :- مش نهاية العالم بالنسبالك انت انما بالنسبالها هي اللي هتبقى صدمة فوق اللي هي فيه كمان انت عملت فيها كدة ليه حتي بعد ماوقفت جمبك واللي عملته معاك .
رافل بحدة :- انا محدش عمل معايا حاجة انا وصلت لمكتبي دة بمجهودي وتعبي وبعدين اليس حتي مش بتشوف عشان تعمل معايا حاجة .
كاد يزيد ان يجيبه ولكن انفتح باب المكتب ودلفت اليس بمنتهي الهدوء وملامح وجه يغلفها البرود وبجانبها الين وتاليا بنظرات مصدومة ومشمئزة وكانوا قد استمعوا الي كل كلمة قالها رافل نهض رافل من مكانه فور ان رأها وشعر بالصدمة من وجودها وقد ادرك انها استمعت الي الحوار بأكمله حاول يزيد ان يتحدث ولكن صدمتهم اليس بردة فعلها عندما هتفت بهدوء ثلجي :- بصراحة مقدرش الوم علي حد غيرك يارافل ايه اللي كان جبرك علي العيشة معايا كل دة بس عمتاً حصل خير احنا لسة فيها وكويس انها جات منك لاني بصراحة انا كمان زهقت ومن فترة طويلة بس كنت خايفة اقولك لاحسن اجرحك ولا حاجة بس بما اننا عايزين نفس الحاجة يبقا خلاص مش هنربط نفسنا ببعض .. صمتت لثواني بينما هم يحاولون استيعاب تلك الصدمة ولكنها هتفت بنبرة اشد بروداً وكأنه لا يشكل فارقاً بالنسبة لها :- ياريت تبعتلي ورقة طلاقي علي بيت اهلي وبسرعة لو سمحت مش عايزة الموضوع دة ياخد وقت واهمية اكبر منه .. سلام .
ثم التفتت لترحل وبجانبها الين وتاليا بعد ان رمقوا بنظرات مشمئزة وكارهة ورحلوا تاركين خلفهم رافل مصدوم من ردة فعلها لقد توقع انها ستبكي وتصرخ وتتهمه بالخيانة والغدر وانه بائع للهوي ولكنها تركته هكذا بمنتهي الهدوء والبساطة وكأنه لم يكن يوماً له وجود بحياتها او يشكل فارقاً لها جلس علي مكتبه وهو لا يستوعب ماذا حدث فنهض يزيد قائلاً بهدوء :- اهي خلصتهالك ياصاحبي سلام .
رحل يزيد وايهم تاركين رافل وحيداً بمكتبه وغارقاً بصدمته ......*****************************************
بعد مرور اسبوع كان رافل قد انهي اجراءات طلاقه من اليس ولم يراها منذ ذلك اليوم بمكتبه فهو ارسل لها ورقة طلقها علي منزل اهلها كما اخبرته وبالطبع عرف والده وثار عليه بشدة خوفاً من ان يقوم السيد عبدالله بأنهاء الشراكة بينهم ولكن فاجأهم السيد عبدالله بأنه لن ينهي الشراكة مما اثار استغراب رافل بشدة ولكنه لم يهتم كثيراً لهذا حيث ان والده قد هدأت ثورته عليه بعد ذلك ومضي هو بحياته وكأن شيئاً لم يكن وعاد الي سهراته ولياليه مجدداً بينما اليس قد اختفت عن الانظار تماماً وعندما لاحظ رافل اختفائها اعتقد انها قد عادت لعزلتها من جديد ولم يهتم لهذا الامر كثيراً بعد ذلك اما بالنسبة للعلاقة بين يزيد والين وتاليا وايهم توترت العلاقة بينهم قليلاً بعد ماحدث ولكن يزيد وايهم استطاعوا ان يخرجوهم من تلك الحالة سريعاً ولكن اليس لازالت مختفية حتي الان ولا احد يعلم عنها شئ وكلما سأل عنها يزيد وايهم لم يعطوا لهم الين وتاليا اجابة مقنعة او رد مناسب وها قد مرت الايام متتالية دون شئ جديد يذكر واليس لازالت مختفية بينما رافل كان يشعر في كثير من الاحيان بالاشتياق اليها او الندم علي فراقها ولكنه كان يعاند ويرفض الاعتراف بذلك والان وقد مرت ثمانية اشهر علي فراقهم بأحدي الايام اتي رافل الي يزيد ف مكتبه فهو اصبح لايتعامل معه كثيراً ويتجنبه يزيد في كثير من الاحيان لم ينظر له يزيد حتي جلس رافل امامه قائلاً بهدوء :- هتفضل زعلان مني كدة ولا ايه .
نظر له يزيد وهتف بجدية :- وهزعل منك ليه يعني .
رافل بغيظ :- خلاص بقا يايزيد بلاش الوش الخشب دة معايا .
يزيد بتنهيدة :- مفيش وش خشب ولا حاجة قولي انت عامل ايه .
رافل بهدوء :- الحمدالله قولي انت ايه اخبارك .
يزيد بنبرة طبيعية :- الحمدالله .
رافل بتساؤل :- بتشوف الواد ايهم ؟
يزيد بهدوء :- بقالي يومين مشوفتوش بس هشوفه النهاردة بالليل ف الحفلة .
رافل باستغراب :- حفلة ايه !!
يزيد بجدية :- دي حفلة تبع نقابة المحامين والصحفين وجمعيات حقوق الانسان ناس كتير يعني هتحضرها وايهم هيتكرم فيها النهاردة وكان ناوي يعدي عليا النهاردة ف الشغل عشان يعزمك لانه اتصل بيك وانت مردتش عليه .
رافل بتذكر :- اااةة انا فعلاً مكنتش برد علي حد الايام اللي فاتت .
يزيد بتساؤل :- طب ايه هتيجي معانا ولا لا ؟
رافل بهدوء :- تمام معاكم ....
******************************************
اتي المساء سريعاً وارتدي رافل بدلة من اللون الاسود وكان في غاية الوسامة حقاً بعد ان قام بتصفيف شعره بطريقة رائعة ثم ترجل خارج المنزل واتجه الي المكان المقيم به الحفل وجد يزيد وايهم عند البوابة الخارجية وبعد ان القي عليهم السلام هتف قائلاً بتساؤل :- هو انتو معزمتوش الين وتاليا ولا ايه .
ايهم بهدوء :- لا طبعاً عزمناهم وجاين في الطريق .
رافل ببراءة مصطنعة :- وهيجوا لوحدهم كدة .
لم يفهم ايهم مقصده وكاد ان يسأله ولكن قاطعه يزيد قائلاً بخبث خفي :- اها عادي يعني امال هيجوا مع مين .
تنحنح رافل ثم هتف قائلاً :- ممممم طيب مش يلا بقا ندخل ولا هنستناهم .
ايهم بنبرة طبيعية :- لا تعالوا ندخل لان الحفلة هتبدأ ولما يجوا هبقا اطلع اجيبهم .
دلف رافل ويزيد وايهم الي الحفل وبعد مرور مايقارب النصف ساعة صعد المسئول عن الحفل علي المنصة وظل ينادي علي الاسماء التي سيتم تكريمها وكان اسم ايهم اول المكرمين فهتف قائلاً :- وبعد الدور الجبار الذي يبذله المحامي العظيم والعضو الرئيسي للجمعية التابعة لها منظمتنا المدافعة عن حقوق الانسان نقوم بتكريم الاستاذ ايهم عزالدين .
صفق له جميع الحضور وصعد الي المسرح واستلم جائزته ثم عاد اليهم من جديد فهتف يزيد في ذلك الوقت قائلاً باستغراب :- مش عارف الين وتاليا ايه اللي اخرهم كدة !
نظر له رافل وكاد ان يتحدث ولكن قاطعه صوت المسئول عن الحفل وهو يهتف قائلاً :- والان مع مفاجأة الحفل دعونا نرحب بأعلاميتنا العظيمة بعد فترة اختفاء من وسطنا الاعلامي دامت لاكثر من ثلاث سنوات ولكنها عادت لتبهرنا من جديد وتمتعنا بمقالاتها الرائعة اعلامية مصر الاولي " اليس عبدالله الراوي "
تعالي التصفيق الحار لها من بين الحضور وبالطبع من منهم لا يعرفها بينما رافل كان يشعر بدقات قلبه تتسارع مع كلمة كان ينطقها هذا الرجل ولكن فور ان صدح اسمها بالمكان نظر الي الاتجاه الذي ستأتي منه ورأها تظهر من بعيد بابتسامة رائعة ووجه مشرق جميل وتتقدم بثقة ورشاقة وهي ترتدي فستان من اللون الابيض طويل وينزل يضيق علي جسدها ممشوق القوام بالاضافة الي تسريحة شعر كلاسيكية رائعة اظهرت تقاسيم وجهها الجميل ولكن ماصدمه حقاً انه يراها تسير بمفردها وتنظر الي الجميع وتبتسم لهم ايضاً وكأنها تري بل بالفعل اليس حقاً تري اذاً الان قد فهم اليس كانت مختفية لانها تقوم باجراء العملية الجراحية التي طالما رفضتها خوفاً من فشلها وتعريضها للصدمة مجدداً شعر بغصة ف حلقه عندما مرت بجانبه ولم تتعرف عليه او تعيره ادني اهتمام فهو توقع ان تتعرف عليه وتلقي عليه حتي نظرة عابرة ولكنها لم تفعل مرت بجانبه ومازال التصفيق الحار من الحضور يصدح بالمكان صعدت الي المنصة وامسكت المايك وبدأت الحديث بصوتها الرقيق قائلة :- متشكرة ليكم اوي ومتشكرة لكل الناس اللي حضروا شرفتوني بحضوركم وعايزة اشكر استاذ معتصم علي المجهود العظيم اللي عمله ف الحفلة عشان تطلع بالشكل الرائع دة ومبسوطة اني رجعت تاني شغلي اللي بعشقه وبالمناسبة السعيدة دي انا عندي مفاجأة حلوة وبتمني تشاركوني فرحتي صمتت لبرهة ثم اكملت حديثها بابتسامة رقيقة :- انا تمت خطوبتي من اسبوعين والفرح ف اقرب وقت بأذن الله وبتمني كل اللي حضروا النهاردة يشرفوني ف فرحي هبقا سعيدة بوجودكم .
صفق لها جميع الحضور وانهالت التهنئات عليها والجميع سعيد لها بينما رافل كان يشعر بالصدمة من كل ماحدث ولكن ما ان استمع الي امر خطبتها شعر بقلبه يتهاوي بين قدميه ويتحطم الي شظايا وتذوق طعم المرارة بحلقه عندما ادرك انها اصبحت ملكاً لرجل اخر بينما نظر يزيد وايهم وهم ايضاً يشعرون بالصدمة ولكن تلك النظرات علي وجه رافل جعلتهم يدركوا انه حقاً يحبها ولكن بماذا يفيد الندم الان هو من اختار وقرر والان يتحمل نتيجة قراره اتت الين وتاليا في ذلك الوقت اليهم فهتفت الين بابتسامة :- ازيكم ياجماعة .
تاليا بهدوء :- ايه اخباركم ثم نظرت الي ايهم بحب وهتفت قائلة :- اسفة ياحبيبي ملحقتش التكريم من اوله .
ايهم بابتسامة :- ولا يهمك ياحبيبتي المهم انك جيتي .
ابتسمت له تاليا بحب بينما هتف يزيد متسائلاً :- انتو كنتوا عارفين باللي اليس هتعمله دة .
الين بهدوء :- اكيد طبعاً عارفين .
ايهم باستغراب :- امال ليه لما كنا بنسألكم عنها مكنتوش بتدونا جواب مقنع وازاي تتخطب من غير ماتقولولنا يعني !
تاليا ببرود :- عادي يعني ياايهم حبينا نعملها مفاجأة .
الين بتساؤل :- بس ايه رأيكم ف المفاجأة مش حساكم حبينها .
يزيد بهدوء :- اكيد طبعاً مبسوطين احنا بس اتفاجأنا وبموضوع الخطوبة دة كمان .
تاليا بمرح :- طب ماتيجوا تتعرفوا علي خطيبها .
نظر يزيد الي رافل وهتف بهدوء :- تمام واهو بالمرة نسلم علي اليس .
رحلت الين وتاليا بعد ان كانوا متجاهلين لوجود رافل تماماً فالتفت رافل ليرحل ولكن امسكه يزيد من معصمه قائلاً :- رايح فين !
رافل باختناق :- همشي .
يزيد بجدية :- لا مش هتمشي ايه اللي يخليك تمشي يعني .
نظر له رافل بحزن ولم ينطق فتجاهل يزيد نظراته وهتف قائلاً ببرود :- لو مشيت دلوقتي الناس هتفتكر انك لسة بتحبها وانت قولت قبل كدة انك مبتحبهاش يبقا خليك عشان محدش يقول حاجة .
ايهم بجدية :- يزيد معاه حق خليك ويلا نروح نشوف خطيبها دة .
نظر لهم رافل بنظرات حزينة وصامتة وتحرك معهم باتجاه اليس التي كانت تعطي لهم ظهرها وتتحدث مع شخص بجانبها ويعطي لهم ظهره هو الاخر فهتف يزيد من خلفهم قائلاً :- مبروك يااليس .
التفتت له اليس وهي تبتسم باشراق وهتفت بمرح :- انت يزيد صح عرفتك من صوتك ومرضتش اشوف اي صور وقولت اشوف هتعرف عليكم ولا لا .
يزيد بضحك :- ايوة ياستي انا يزيد ومبروك ع العملية والخطوبة .
ايهم بابتسامة :- مبروك يااليس فرحنالك جداً .
اليس بضحك :- يبقا انت ايهم صح الله يبارك فيكم كلكم .
نظرت اليس الي رافل وهي تقول بابتسامة :- اهلاً وسهلاً .
لم تتعرف اليس علي رافل فهي لم تري اي صور لاي شخص وكان رافل يخشي ان يتحدث فتتعرف عليه ولكن عندما وجهت اليه الحديث اضطر ان يجيبها فهتف بخفوت قائلاً :- اهلاً بيكي .
تعرفت اليس عليه علي الفور من نبرة صوته وشعرت برعشة داخلية تصيبها وابتسامتها اهتزت قليلاً ولكنها ظلت محافظة عليها ثم اشاحت بنظراتها بعيداً عنه وهتفت قائلة بابتسامة :- اعرفكم ياجماعة علي خطيبي انتوا اصلاً عارفينه طارق .
التفت لهم المدعو طارق وكان بالفعل هو صديقهم طارق خطيب اليس فعندما علم طارق بأمر طلاق رافل واليس وان اليس مختفية بحث حول الموضوع حتي عرف انها سافرت الي احدي البلاد الاجنبية لاجراء عملية جراحية بعيناها ولم يلبث حتي ذهب خلفها ودبر امر لقائه بها وكأنه رأها صدفة اثناء قضائه اجازة بتلك الدولة ظلت مقابلتهم تتكرر وعندما عرف منها انها ستقوم باجراء العملية لم يتركها وكان يتعامل معها بكل تهذيب وتحضر ورقة وبالفعل اجرت اليس العملية ورأت طارق وعادت الي مصر من ثلاثة  ايام وكرر طارق مقابلته بها عند عودتها وبأحد المرات فاجأها طارق برغبته ف التقدم لخطبتها فزعت اليس من طلبه وابتعدت عنه فترة طويلة ولكنه ظهر ف حياتها مجدداً وحاول اقناعها بشتي الطرق ففكرت اليس انها عليها البدء من جديد وان تطوي صفحتها القديمة مع رافل وستحاول ان تبدأ صفحة اخري مع طارق وبالفعل وافقت اليس علي خطبتهم وتمت الخطبة في اطار عائلي وفي سرية وهذا بناءاً علي طلب اليس وقد وافقهاطارق في البداية علي هذا الامر وهاهم الان يقفان امام رافل وايهم ويزيد الذي هتف قائلاً بعدم استيعاب :- طارق انت خطيب اليس .طارق بابتسامة :- ايوة انا مش هتقولولنا مبروك ولا ايه .
ايهم بذهول :- ازاي دة حصل وامتي .
طارق بخبث خفي :- كل حاجة جات بسرعة يعني ملحقناش نقول لحد بس ان شاءالله كلكم معزومين ف الفرح . ثم نظر الي رافل قائلاً بتشفي :- مش هتقولنا مبروك ولا ايه يارافل .
حاول رافل ان ينطق ولكنه شعر باختناق وان الكلمات محتجزة بحلقه فهتف بخنقة قائلاً :- مبروك .
ثم التفت ليرحل ولكن قبل رحيلة القي نظرة ندم واشتياق وحزن علي اليس ورحل تاركاً المكان وهو يشعر بأن الارض تدور به وانه سيختنق بغصته بينما اليس نظرت له بطرف عيناها وهو يرحل ولكنها قررت ان تتجاهل كل ماتشعر به تجاهه هي قررت بدء حياة جديدة وستفعل .
بينما عند رافل قاد سيارته بسرعة رهيبة وهو يشعر بانه حقاً يختنق لايستطيع تصديق كل مايراه انه بالتأكيد يحلم لا هذا ليس حلم بل كابوس اليس اصبحت لرجل اخر وليس اي رجل انه طارق عدوه واكثر من يكرهه علي هذا الكوكب كيف هذا مرت بمخيلته العديد من الذكريات له معها عندما رأها اول مرة ثم سعيه خلفها اشهر عديدة حتي يجعلها تحبه ثم اعترافه لها بالحب ومن بعد ذلك زواجهم واول ليلة لهم معاً وكيف كانت تبكي وخائفة بين يديه ولكنه استطاع ان يحتويها بحنان حتي هدأت واستسلمت له ومن بعد ذلك عندما كانت تحثه علي الانتظام بعمله وتعطيه افكار حتي يتطور اكثر واكثر فترقي ووصل الي منصب نائب المدير وهو انكر كل هذا سابقاً ولكنه بمنتهي الغباء فقدها من بين يديه لم يشعر بدموعه وهي تسيل علي وجهه حزناً علي فقدانها وشعا بنيران حارقة بصدره كفيلة باحراق العالم اجمع ولكنه من فعل هذا بنفسه وعليه تحمل نتائج افعاله .....
******************************************
في صباح اليوم التالي استيقظت اليس علي رنين هاتفها وكان المتصل طارق اجابته وهي تقول بصوت خافت من اثر النوم :- الو .
طارق بنعومة :- صباح الفل ياقلبي .
اليس بهدوء :- صباح الخير ياطارق .
طارق بلؤم :- كنتي زي القمر امبارح ياقلبي .
اليس بهدوء جاد :- متشكرة بس هو كان في حاجة صاحي بدري ومتصل بيا بدري ليه .
طارق بحزن مصطنع :- ايه يااليس انتي زعلانة اني متصل بيكي ولا ايه دة انا كنت متصل عشان اعزمك ع الفطار النهاردة ياحبيبتي .
شعرت اليس بالندم علي طريقتها معه فهو لم يسئ لها منذ ان عرفته ولكنها تشعر بتوتر غريب منذ البارحة تحديداً منذ ان رآت رافل وهي تشعر بالحنين اليه ولكنها تعلم انه لامجال لعودة بينهم فهي لن تثق به من جديد كما انها اصبحت مخطوبة لرجلاً اخر الان ولا تستطيع خيانته ورافل قريباً سيصبح خارج حياتها شعرت بغصة في حلقها عندما وصلت الي تلك النقطة ولكنها قررت تجاهل كل هذا والايام كفيلة بجعلها تنسي كل شئ افاقت من شرودها علي صوت طارق فهتفت بجدية :- مش هينفع النهاردة فطار ياطارق انت ناسي اني هستلم شغلي النهاردة .
طارق بهدوء :- طيب خلاص ياحبيبتي بعد الشغل هعدي عليكي ونتغدا برة .
اليس بابتسامة بسيطة :- طيب تمام هستناك .
ثم اغلقت معه الهاتف ونهضت من فراشها وظلت تنظر لنفسها فشكلها لم يتغير كثيراً عن قبل تذكرت شكل رافل كم هو وسيم حقاً فهي قد رآته بالصور من قبل لم تستطيع ان تسيطر علي فضولها لرؤيته ولكنها لم تظهر له انها تعرفه من قبل حتي لا تشعره انها تهتم به تنهدت بضيق عندما وصل تفكيرها الي رافل مجدداً فقررت ان تستعد للذهاب الي عملها فاستعدت وخرجت من غرفتها ونزلت الي الاسفل وجدت والدتها فقط تجلس وحيدة بغرفة الصالون فألقت عليها تحية الصباح وهتفت قائلة بتساؤل :- امال فين باقي الناس اللي ف البيت ؟
السيدة هناء بهدوء :- خالتو مصدعة شوية ف نايمة ف اوضتها والباقي كلهم راحوا الشركة من بدري عشان عندهم اجتماع مهم .
اليس بهدوء :- طيب انا كمان هقوم عشان الحق استلم شغلي .
السيدة هناء بحنو :- عاملة ايه ياليس مع خطيبك .
اليس باستغراب من سؤالها المفاجئ :- الحمدالله ياماما كويسين .
السيدة هناء بوضوح :- بتحبيه يااليس .
اليس ببعض التوتر :- ايه السؤال دة ياماما عادي يعني .
السيدة هناء بجدية :- يبقا مش بتحبيه .
اليس بحزن شديد :- سايبة الحب يجي بعدين انا جربت الحب مرة ومعنديش استعداد انها اغلط غلطة المرة اللي فاتت .
السيدة هناء بحب :- ان شاءالله طارق ابن حلال وهيسعدك وهيعوضك عن كل اللي حصل .
اليس بابتسامة رقيقة :- ان شاءالله ياحبيبتي .
ثم نهضت من مكانها وتوجهت الي عملها وعي غافلة عن تلك السيارة التي تتعقبها منذ ان خرجت من المنزل وصلت الي الجريدة التي ستعمل بها واستلمت مكتبها بعد ان تلقت التهنئات والمباركات من الجميع وكم كانت تشعر بالسعادة لانها عادت الي اكثر شئ تعشقه ظلت تعمل وتعمل حتي شعرت بالارهاق فكانت تعمل وكأنها تعوض تلك السنوات التي فاتتها في العمل اتت ساعت الرحيل فحمدت الله لانها تريد ان تصل الي منزلها حتي ترتاح من هذا اليوم المجهد وبينما هي تلملم اغراضها رن جرس الهاتف وكان المتصل طارق فضربت علي جبهتها بكفها برفق وهي تقول :- اوووباا دة انا نسيت طارق .
تنهدت بضيق ثم فتحت الخط وهي تقول بنبرة هادئة :- الو ايوة ياطارق .
طارق بتساؤل :- خلصتي شغل ؟
اليس بجدية :- ايوة خلصت بس مفيش داعي تيجي تاخدني انا معايا عربيتي قولي هنتقابل فين وانا هاجي .
طارق بجدية :- طيب تمام نتقابل في ( .... ) كمان ساعة .
اغلقت اليس معه الهاتف علي وعد باللقاء بعد ساعة وبينما هي تلملم اغراضها طرق باب مكتبها فسمحت للطارق بالدخول وعندما رفعت انظارها اتسعت عيناها بصدمة وذهول ونهضت من مكانها قائلة :- رافل .
وقف رافل امامها وهو ينظر لها باشتياق شديد وندم اشد وهتف بنبرة خافتة نادمة :- عاملة ايه !
تنهدت اليس وحاولت ان تضبط اعصابها وتسائلت بداخلها عن سبب مجيئه اليها اليوم كما انه كيف عرف بمكان عملها من الاساس حاولت ان تبتسم ببرود وهتفت قائلة :- الحمدالله كويسة جداً خير جاي هنا ليه .
رافل باشتياق :- وحشتيني يااليس .
نظرت له اليس بصرامة بينما دقات قلبها تتقافز بداخلها وهتفت بجدية شديدة :- لو سمحت انا مسمحلكش باسلوب الكلام دة معايا ياريت تلزم حدودك معايا ف الكلام .
رافل بذهول :- انا الزم حدودي معاكي ف االكلام انا رافل يااليس حبيبك .
اليس بسخرية :- حبيبي !! ودة من امتي الكلام دة كان زمان ودلوقتي مبقاش في اي حاجة بينا عشان تقولي كلمة زي دي .
رافل بندم واشتياق :- اليس تعالي نرجع لبعض .
اليس بصدمة :- نعم !! نرجع !!
رافل باشتياق :- ايوة انا كنت غبي لما ضيعتك من ايدي وسيبتك بس اوعدك المرادي هحافظ عليكي وعمري ماهفرط فيكي ابداً انا خلاص عرفت قيمتك وندمان صدقيني .
ظلت اليس تنظر له بعدم استيعاب ثم انفجرت ضاحكة وبعد ان هدأت ضحكتها هتفت بصعوبة :- انت واعي لكلامك بجد .
صمتت لبرهة ثم نظرت له بصرامة وهتفت بقوة :- اللي انت ضحكت عليها زمان بنفس الكلمتين دول مش هي اللي واقفة قدامك دلوقتي ولو في حد فينا اتعلم من اللي حصل حاجة ف الحد دة انا واتعلمت كويس اوي وانا مش غبية عشان اكرر غلطة زي دي تاني .
رافل بصدمة :- غلطة !! انا غلطة ف حياتك !!
اليس بصرامة :- انت الغلطة الوحيدة اللي ف حياتي كلها وبحمد ربنا اني صلحتها وبعدت عنك والحمدالله اتغيرت للاحسن .
رافل بعنف مفاجئ :- وطارق هو اللي غيرك للاحسن .
اليس بانفعال :- اوعي تجيب سيرته علي لسانك تاني طارق انضف واحسن منك مليون مرة .
كان رافل ينظر لها بصدمة ثم علي غفلة اقترب منها سريعاً وامسكها من ذراعيها بعنف وقال بغضب :- اليس انتي بتحبي طارق انطقي يااليس اوعي تكوني بتحبيه .
اليس وهي تتلوي بين يديه حتي يتركها فهتفت بعصبية :- وانت مالك انت بحبه او لا ابعد عني .
رافل بعنف :- انتي يستحيل تحبيه ثم نظر لها بعمق وهتف قائلاً بصوت بطئ مخيف جعلها تقشعر :- انتي عمرك ماهتحبي حد غيري اللي انتي حستيه معايا مش هتحسيه مع غيري قلبك دة اتوشم باسمي كل حتة فيكي اتوشمت باسمي انا مش هتقدري تحبي حد غيري يااليس انتي ملكي انا وبس .
كانت تنظر له بذهول واعين متسعة وهي لاتستوعب حديثه بينما دقات قلبها تتسارع بشدة وتشعر انها ستصدح بالمكان كله فاضحة اياها حاولت ان تسيطر علي ضربات قلبها ونظرت له بغيظ وهتفت بغضب :- ايه الانانية اللي فيك دي ريح نفسك يارافل انا نسيتك خلاص وهبدأ حياة جديدة مع بني ادم تاني .
قربها رافل منه حتي اصبحت ملتصقة به وهمس بأذنها بصوت جعلها ترتعش :- وحياة قلبك اللي بيدق علي صدري دة ماهتقدري تنسيني ولا هتكوني لحد غيري يااليس .
ثم ابعدها عنه وتركها فجلست علي مكتبها وهي لاتشعر بقدميها تحملها بينما رافل نظر لها بنظرات عميقة ثم استدار ورحل من المكان وكأنه لم يفعل شئ اما اليس ظلت تلهث وهي تحاول ان تسيطر علي انفاسها فقربها منه بهذا الشكل مهلك بينما انفاسه التي تشعر بها علي بشرتها حتي الان تقشعر بدنها حاولت ان تسيطر علي اعصابها وبعد عدة دقائق استمعت الي صوت طرق علي باب المكتب فأذنت للطارق بالدخول ولم يكن سوي طارق الذي دخل اليها المكتب نظر لها بغموض ثم هتف بهدوء مريب :- مخرجتيش ليه لحد دلوقتي لما انتي مكلماني من بدري وقولتي خلصتي قلقتيني عليكي .
اليس بتوتر :- طارق انت ايه اللي جابك انا بس كان ورايا كام حاجة كدة بخلصها قبل مااطلع .
طارق بنفس نبرته :- مممم طب مش يلا ياحبيبتي عشان نلحق نقعد مع بعض شوية .
اليس وهي تحاول ان تلملم شتات اعصابها :- حاضر انا خلصت اهو يلا بينا .
ثم تقدمت منه وخرجت من المكتب وهو خلفها وينظر لها بغموض ولم تدري اليس ان طارق قد غير رأيه وقرر ان يمر عليها بالمكتب وعندما وصل استمع الي حوارها مع رافل وقد شعر بالحقد عليه اكثر واكثر ولكنه قرر شئ ما سيقوم به قريباً .....
******************************************
بعد مرور يومان توقفت سيارة رافل بمكان شبه خالي من البشر علي احدي اطراف المدينة ترجل من السيارة ونظر حوله حتي وصل الي مبتغاه تقدم الي الامام عدة خطوات وتوقف امام شخصاً ما وهتف قائلاً ببرود :- خير ياطارق ايه سبب المقابلة اللي مش مرغوب فيها دي .
طارق بوضوح :- ابعد عن اليس يارافل .
رافل بسخرية :- ابعد عنها ازاي يعني هي مش تخصك دلوقتي ولا المدام لسة فكراني ودة مأثر فيك .
طارق بغيظ :- رافل انت فاهمني كويس ابعد عنها انا شوفتك وانت عندها ف المكتب من يومين وسمعت اللي دار بينكم وجاي اقولك ابعد عنها .رافل باستفزاز :- طب لما انت سمعت جاي تقولي ابعد ليه انت مش واثق ف نفسك وف حبها ليك ولا ايه ماتسيبها تختار .
طارق بعصبية :- رافل اتكلم معايا عدل وبطل طريقتك دي .
رافل بهدوء :- يبقا تسيبها تختار والا بقا اذا كنت خايف تختارني .
طارق بغل :- اليس ليا انا ومش هسيبهالك لو ع جثتي .
رافل بتحدي :- وانا مش هسمحلك تلمس منها شعراية ياطارق اليس ملكي انا من اول يوم شوفتها فيه وهتفضل ملكي .
ثم استدار ورحل تاركاً طارق مكانه واستقل سيارته ورحل وهو يفكر في طريقة يستعيد بها اليس مرة اخري اليه ..
******************************************
بعد مرور اسبوع استيقظت اليس صباحاً وارتدت ملابسها سريعاً وتوجهت الي عملها باكراً فهي لديها اجتماع هام ولا تريد ان تتأخر عليه خرجت من المنزل دون ان تري احد وسلكت احدي الطرق المختصرة حتي تصل سريعاً دون ان تعلق بزحمة السير وبينما هي تسير اذ بسيارة دفع رباعي تسير خلفها ارادت اليس ان تتفاداها ف جعلتها تمر بجانبها وبعد ان مرت تلك السيارة توقفت علي فجأة امام سيارة اليس وتفاجأت اليس كثيراً بتلك الحركة وفزعت بشدة حاولت ان تعود للخلف وتهرب ولكن قامت سيارة اخري بقطع الطريق عليها وترجل من السيارة عدة رجال وقام احدهم بالاقتراب من اليس وتخديرها ظلت تقاومه حتي شعرت بجسدها يتراخي بين يديه وذهبت ف عالم اخر يشوبه الظلام الدامس حملها الرجل بين يديه ووضعها بالسيارة ورحل بها هو والرجال واليس معهم .....
******************************************
علي الجانب الاخر كان يزيد وايهم عند رافل بمنزله في هذا الوقت المبكر فهتف ايهم بتعجب :- يعني انت مصحينا من الفجر وجايبنا علي ملي وشنا عشان تقول الكلام الاهبل دة .
رافل بضيق :- ايه الهبل في كلامي بقول عاوز ارجع اليس ليا ايه المشكلة .
يزيد بغيظ شديد :- المشكلة انها بني ادمة مش لعبة ف ايدك يابني ادم .
رافل بندم :- عارف والله وانا ندمان وعارف ان غلطتي كبيرة بس مستعد اعمل اي حاجة عشان اصلحها .
ايهم بتساؤل :- حضرتك ناسي انها دلوقتي مخطوبة وقريب هتتجوز .
رافل بغيظ :- متقولش كدة انا بغلي كل مابفتكر ان في ايدها دبلة واحد غيري بس والله ماهيطولها لو ع جثتي .
يزيد بسخرية كان فين الحب دة كله والغيرة دي وانت بترميها قبل كدة .
رافل بضيق :- خلاص ياعم يزيد ها هتساعدوني ولا لا .
كاد يزيد ان يجيبه ولكن وجد هاتفه يرن وكانت الين المتصلة ففتح الخط قائلاً بهدوء :- صباح الخير ياحبيبتي .
ظل يزيد يتحدث مع الين قليلاً وفي تلك اللحظة اتت رسالة نصية لرافل علي هاتفه عبارة عن مقطع فيديو لاليس وهي يتم اختطافها فنهض من مكانه بفزع وهتف قائلاً بصوت مرتفع خائف :- اليس اتخطفت .
هتف يزيد وايهم بفزع ف نفس واحد :- ايه ازاي !!
علي الجانب الاخر من الهاتف كانت الين تستمع لما قاله رافل فهتفت بفزع قائلة :- اليس مين اللي اتخطفت يايزيد .. الو يزيد .
لم يجيبها يزيد فقد انقطع الخط فنهضت بفزع وركضت الي الاسفل حتي تخبر العائلة بما حدث وجدتهم بغرفة الطعام فهتفت قائلة ببكاء :- بابا الحقني اليس اتخطفت .
فزع اصاب العائلة بأكملها وصرخت السيدة هناء قائلة:- بنتي اتخطفت ازاي ومين اللي خطفها .
السيد عبدالله بفزع :- ايه اللي حصل ياالين عرفتي ازاي .
اخبرتهم الين بما حدث في مكالمتها مع يزيد فنهض قائلاً :- انا مش هسيب بنتي انا رايح لمدير الامن حالاً ومش هرجع من غيرها ان شاءالله .ثم رحل وتركهم يبكون ويتوسلون الله ان تعود اليس سالمة اليهم ....
******************************************
علي الجانب الاخر كان رافل يحطم كل شئ يراه امامه فحاول يزيد وايهم تهدأته فهتف الاخير قائلاً :- يابني اهدي اللي بتعمله دة مش هيفيد بحاجة .
رافل بصراخ هيستيري :- اليس بتضيع مني ياايهم وانا معرفش هي مع مين او بيعملوا فيها ايه .
في تلك اللحظة صدح رنين هاتفه وكان الرقم خاص فأجاب علي المتصل وهتف بصدمة قائلاً :- طارق .
طارق بضحكة خبيثة :- مفاجأة مش كدة مكنتش تتوقع ان هاخدها منك بالسرعة والسهولة دي .
رافل بغضب :- لو لمست شعرة منها ياطارق هقتلك .
طارق ببرود :- يبقا تهدي وتجيلي عشان نتفاهم وتيجي لوحدك وحسك عينك تبلغ البوليس والا هزعل وانا زعلي وحش اوي .
ثم اغلق الهاتف وبعد دقيقة واحدة وصل لرافل رسالة بالمكان الذي سيقابل طارق به ركض رافل الي الخارج ولم يستمع الي حديث يزيد وايهم بابلاغ الشرطة اولاً بل ذهب الي هناك وصل الي المكان وكان عبارة عن مصنع مهجور باطراف المدينة لا يعلم كيف عرفه طارق وجد رجلان بانتظاره وبعد ان قاموا بتفتيشه جيداً دخل معاهم الي الداخل وكان طارق ينتظره بابتسامة باردة :- اخيراً يارافل هنصفي حسابنا .
رافل بجدية :- مفيش حساب بينا انت اللي واهم نفسك .
طارق بغيظ :- واهم نفسي طيب انا هجيب اليس وهي تقولنا اذا كنت واهم نفسي ولا لا .
نظر الي احدي رجاله فدلف الرجل الي مكان ما وغاب قليلاً ثم عاد ومعه اليس ويداها مربطتان الي الخلف وفور ان رآته ركضت نحوه وهي تبكي بعنف فاحتضنها بقوة ولم تنتبه الي طارق الذي يتابعهم بأعين حاقدة هتفت اليس ببكاء :- رافل هو في ايه احنا فين انا مش فاهمة حاجة .
رافل بحنو :- اهدي يااليس متخافيش انا معاكي وان شاء الله هنخرج من هنا .
نظرت له اليس ببكاء وكادت ان تتحدث حتي قاطعها صوت طارق من الخلف قائلاً بنبرة باردة :- اسف لو هقطع كلامكم .
التفتت له اليس بصدمة وهتفت قائلة :- طارق انت اللي خاطفني وجايبنا هنا .
طارق بابتسامة ثلجية :- ايوة انا مفاجأة حلوة صح .
اليس بخوف :- انت عاوز مننا ايه وبتعمل كدة ليه .
طارق بحقد وغل دفين :- بعمل كدة ليه عشان اخد حقي اللي بقاله سنين من حبيب القلب .
رافل بعنف :- انت فاهم غلط يابني ادم انا مليش ذنب في اللي حصل زمان افهم بقا .
طارق بحقد :- ملكش ذنب ف ان حبيبتي ماتت بسببك .
اليس بصدمة :- ايه !! ماتت بسببه !!
رافل وهو ينظر الي اليس بترجي :- اليس متصدقيهوش انا مليش ذنب .
ثم نظر الي طارق وهتف قائلاً بغضب :- ماتفهم بقا هي مكنتش بتحبك اصلاً لو كانت بتحبك مكنتش جاتلي تعرض نفسها عليا ولا كانت قالتلي انها عندها استعداد تسيبك هي محبتكش ياطارق محبتكش .
شعر طارق بالغضب من حديثه فهجم عليه ولكمه ف وجهه قائلاً بغضب وصوت جهوري :- اخرس متقولش عليها كدة .
تلقي رافل اللكمة وترنح قليلاً للخلف ولكنه تمالك نفسه سريعاً فصرخت اليس وكادت ان تقترب منه فأمسكها طارق وقام بصفعها علي وجهها وهتف قائلاً بغل :- هحرق قلبه عليكي زي ماحرق قلبي عليها .
في تلك اللحظة قام رافل بلكم طارق في وجهه وهو يهتف بغضب وصوت زلزل المكان :- ابعد ايدك عنها ثم خنقه من عنقه قائلاً بغل :- هقطعلك ايدك اللي حطيتها عليها ياطارق .
حاولت اليس ان تتدخل ولكن امسكها احدي الرجال وقام بعرقلة حركتها فظلت تصرخ قائلة :- ابعد عنه يارافل متوديش نفسك ف داهية عشانه .
في تلك اللحظة كان رافل يقوم بخنق طارق الذي قام برفع ركبته قليلاً وضرب رافل ف معدته مما جعل الاخير يتألم ويبتعد عنه ولم يلبث طارق حتي ظل يلكمه عدة لكمات متتالية في وجهه وهو يهتف :- دي ماتت وهي بتجهض بسببك ماتت هي واللي ف بطنها بسببك انت انا هخليلك حبيبة القلب تحصلها واحرق قلبك عليها .
ظل يقوم بلكمه عدة لكمات ورافل يحاول ان يتفاداها ويردها له فهتف رافل وهو يشعر ان قواه قد خارت :- مقولتلهاش اجهضي انا طردتها من بيتي اليوم دة لاني عارف انك بتحبها بس كان نفسي تعرف انها وسخة وعمرها ماحبتك .
لكمه طارق لكمة اخري وهتف بغضب عاصف قائلاً :- قولتلك متقولش عليها كدة متجبش سيرتها علي لسانك .
تحامل رافل علي نفسه وقام بلكمه لكمة اشد اطاحت بطارق عدة خطوات للخلف وهو يتألم فهتف رافل بصوت منفعل :- يابني ادم افهم انا مخونتكش مأخدتهاش منك زي ماانت فاهم مقولتلهاش اجهضي عشان اتجوزك انا عمري مابصتلها عشان عارف انك بتحبها بالرغم كل محاولاتها عشان تغريني .
هتف طارق بحسرة :- كنت عارف كل العيوب اللي فيها وراضي ومحدش كان بيحبها في الدنيا قدي استحملت بصتها ليك وكنت ساكت عشان بحبها واقول بكرة تتغير وتعرف اني بحبها بجد وتحبني كنت عارف انها مكملة معايا عشان فلوسي وكنت براضيها بكل الحاجات اللي بتحلم بيها اي ست عشان تحس بيا صمت لبرهة ثم هتف بغل :- لحد ماجيه اليوم اللي قالتلي اننا لازم نسيب بعض كنت عارف انه عشانك فضلت اتحايل عليها تشيل الفكرة دي من دماغها بس مسمعتليش وسابتني ومشيت نزلت وراها وفضلت وراها لحد مالاقيتها وصلت شقتك القديمة وقتها كنت عاوز اطلع اقتلكم انتو الاتنين حسيت بنار بتحرق ف صدري معرفش ازاي مشيت وقتها من تحت بيتك وبعدها بكام يوم جالي تليفون انها ماتت وهي بتعمل عملية اجهاض ولما عملت تحليل DNA للجنين طلع ابني كانت حامل ف ابني وموتته عشان تفضل معاك عشانك انت .
نظر له رافل بحزن علي حاله وهتف بهدوء :- لما جاتلي الشقة اليوم دة طردتها وقولتلك انها حبيبة صاحبي وانا مش خاين وقتها قالتلي انها حامل قولتلها ترجعلك وتتجوزوا وتربوا الطفل بينكم وبعدها طردتها من البيت ومعرفش راحت فين او عملت ايه غير بعد كدة لما عرفت انها ماتت وهي بتجهض ومن طريقتك معايا بعد كدة عرفت انك عارف كل حاجة .صمت رافل لبرهة ثم اخرج هاتفه من جيب بنطاله وهتف قائلاً :- انت عارف اني كنت بحط كاميرات مراقبة ف الشقة القديمة انا معايا فيديو بقاله سنين كنت عارف ان اليوم دة هيجي وانت هتشوفه .
قرب رافل الهاتف منه ورآي هانيا وهي الفتاة التي يحبها طارق وهي تخبر رافل انها تعشق وتريد ان تعيش معه وقام رافل بطردها بعد ان اخبرته بحملها وانها ستجهض لاجله فنصحها رافل بان تذهب الي طارق وتتزوجه فهو يحبها ثم طردها من منزله ولم يعلم عنها شئ بعد ذلك رآي طارق هذا الفيديو وكان يشعر بنيرانه تتزايد وحقده وغيرته من رافل تتزايد ايضاً فنظر له وهتف بغل :- ليه .. ليه كل حاجة حلوة تبقا ليك انت ليه حتي اليس اول ماشوفتها قولت هتعوضني عن كل اللي حصل بس برضه انت روحت اتجوزتها وخليتها تحبك كل حاجة حلوو لازم تبقا ليك انت ليه بس لا يارافل مش هي اللي لازم تموت لا مش هي انت اللي لازم تموت .
ثم اخرج من جانبه سلاح وشهره ف وجه رافل كانت اليس تسمع كل مايدور وقد شعرت بالشفقة والحزن علي حال طارق كما انها عرفت ان رافل برئ من خلال هذا الفيديو ولكن عندما رآت طارق يشهر سلاحه بوجه رافل اتسعت عيناها بصدمة ورعب وهي تري رافل يحاول تهدأته قائلاً :- هتستفيد ايه لما تقتلني تفتكر دة حل .
طارق بنبرة اشبه للجنون :- شششششش مش عايز اسمع صوتك انا هموتك وارتاح منك وبعدها هاخد اليس ونعيش بعيد عن هنا يارافل .
شد اجزاء سلاحه ثم هتف ببرود وهو يوجهه لرافل :- باي باي رافل .
صدح صوت طلقة نارية بالمكان وانطلقت رصاصة تعرف جسد صاحبها ساد صمت ثقيل بالمكان ولا يعلم رافل كيف او متي اصبح جسد اليس بين احضانه ولكنه شعر بجسدها يتراخي بين ذراعيه وهو ينظر لها بصدمة وعدم استيعاب حتي سقط علي ركبتيه وهي باحضانه فالرصاصة استقرت بجسد اليس هتف رافل بنبرة خافتة للغاية غير مستوعب لما حدث :- اليس .
كانت اليس تتألم بحق ولكن المها الان لن يكون اكبر من المها اذا كانت استقرت الرصاصة بجسد رافل ورحل عن الحياة فهي لن تستطيع تحمل تلك الفكرة مطلقاً لذلك تحركت علي الفور وتلقت هي الرصاصة بدلاً منه وهتفت قائلة بصعوبة وهي تحاول ان تبتسم :- مكنتش هقدر اكمل حياتي وانا عارفة انك مش بتتنفس نفس الهوا اللي انا بتنفسه انا عمري ماحبيت حد قدك او غيرك يارافل .
ثم اغمضت عيناها واستسلمت لالمها فهتف رافل ودموعه تتساقط وغير مستوعب لتلك الصدمة حقاً :- اليس .. اليس قومي متسبنيش انا بحبك وهرجعك ليا تاني هنرجع لبعض خلاص ياعمري قومي .
نظر لها بصدمة واخيراً استوعب ماحدث فصرخ صرخة نابعة من اعماقه الجريحة وبقلب ملكوم لعاشق متيم ولكنه فقد حبيبته للتو :- الييييييسسسسسس ..
وانفجر بالبكاء كطفل صغير رحلت والدته وتركته وحيداً بمنتصف الطريق يواجه قسوة الحياة وحده بينما هتف طارق بهذي :- مش اليس اللي لازم تموت انت اللي كان لازم تموت .
وجه سلاحه ف وجه رافل للمرة الثانية وتلك المرة صدح صوت طلقة اخري بالمكان وعلي فجأة سقط جسد طارق ارضاً غارقاً بدمائه ورصاصة ميرية قد اخترقت منتصف رأسه واقتحمت قوات الشرطة المكان ومعهم يزيد وايهم والسيد عبدالله والسيد كارم فقد قرر يزيد وايهم مراقبة رافل حتي لا يتركوا يواجه طارق وحيداً وفور ان وصل رافل الي المكان قاموا بأبلاغ الشرطة فوراً وفي تلك الاثناء اتصل السيد عبدالله علي يزيد حتي يفهم منه ماحدث حرفياً وهو عند مدير الامن فأخبرة يزيد باخر المستجدات بالامر ولم يلبث السيد عبدالله حتي وصل الي المكان الذي اخبره به يزيد علي الهاتف ومعه مدير الامن بذاته مجموعة لا بأس بها من رجال الشرطة وقاموا باقتحام المكان في اللحظة التي كان طارق سيطلق بها الرصاصة علي جسد رافل فقام احد الظباط باطلاق النار علي طارق وسقط صريعاً ...
اقتربوا جميعاً من رافل وتفاجئ السيد عبدالله بما حدث لابنته وكان سيسقط من قهرته عليها بجانبها ولكن هتف يزيد برافل الذي كان شبه غائباً عن الوعي ويهذي بها كالمجنون حتي تفيق قائلاً بصوت جهوري حتي يجعله يفيق من غيبوبته :- رافل فوق يارافل اليس لسة فيها نبض قوم خدها ع المستشفي والحقها .
نظر له رافل بعدم استيعاب ثم نظر لها وهي غارقة قي دمائها بين احضانه بوجه ابيض شاحب كالاموات ولم يلبث حتي حملها بين ذراعيه وانطلق باحدي السيارات الي المشفي لكي يقوم بانقاذها .....
******************************************
بعد مرور عدة اشهر في احدي المدن الساحلية وعلي شاطئ البحر ذات الامواج المتلاطمة تقف تلك الجميلة ببطنها المنتفخ وهي ترتدي احدي الفساتين الخاصة بالحوامل فهي حامل بشهرها الخامس تقف وتتأمل هذا المنظر الساحر الذي امامها وهي تتذكر كل ماحدث معها بالفترة الاخيرة بداية من خطفها علي يد طارق ثم اطلاق النار عليها وهي تحاول ان تفادي رافل وبعدها غابت عن الوعي تماماً وعندما فاقت كانت بالمشفي وجميع العائلة حولها فرحين بشفائها علي خير وبجانبها رافل جالس يمسك بيدها وكأنه يخشي ان يفقدها وعيناه تلتمع بدموع خوف وندم وحب واشتياق ومن تلك اللحظة لم يتركها حتي تزوجها وها هي بالشهر الخامس من حملها شعرت بذراعين قويين يحتضنوها من الخلف وقبلة رقيقة تطبع علي عنقها الظاهر بينما شعرها الاسود الرقيق يطير بالهواء كالطير الحر وصوت رجولي جذاب يهتف قائلاً بنبرة عاشقة :- جميلتي سرحانة ف ايه مانا مجبتكيش هنا عشان تسرحي وتسبيني .
نظرت له بحب وهي تبتسم عندما تذكرت ليلة امس وبعد ان انتهي حفل زفاف يزيد والين وايهم وتاليا اخيراً قرر رافل ان يقوموا بشهر عسل من جديد وهي بشهور حملها الاولي ابتسمت له بحب وهتفت قائلة :- مشوفتش ف جنانك يارافل بقا في واحدة تطلع تعمل شهر عسل وهي حامل .
رافل بعد ان ادارها اليه واصبح وجهها مقابل لوجهه هتف بعشق خالص يخصها به وحدها :- لو متجننتش عشان ابسطك وافرحك هعمل كدة عشان مين يعني .
اليس بحب شديد ونبرة هامسة :- بعشقك يارافل مقدرش اتخيل حياتي من غيرك .
لم يتحمل رافل كل هذا الحب النابع من كلماتها وعيناها فاقترب منها اكثر والتهم شفتيها بشفتاه في قبلة عميقة ورقيقة تعبر عن عشقه لها ثم هتف بعشق وحنو  :- مفيش فراق تاني ياعمري انتي ملكي من اول ثانية شوفتك فيها وهتفضلي ملكي لحد اخر نفس طالع مني ....
****************تمت بحمدالله*****
#جعلتنى_اعشقها_تلك_العمياء
#أية_صبري

جعلتني اعشقها تلک العمياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن