جعلتني اعشقها تلک العمياء

12.8K 300 10
                                    

" الحلقة الرابعة "
بعد مرور اربعة اشهر في احدي قاعات الافراح المتواجدة بأفخم فنادق القاهرة ذات التصميمات الرائعة في حفل رائع يضم نخبة من رجال الاعمال الكبار بالبلد بالاضافة الي الاهل والاقارب الذين اتوا مهنئين تلك الزيجة فهي زيجة الموسم كما اطلق عليها البعض كما حضر عدداً لا بأس به من الصحفين حتي يلتقطوا الصور وينقلوا تفاصيل الزفاف عبر مقالاتهم وفي وسط هذا الحشد الكبير من الناس يقف رافل اسفل الدرج بأنتظار عروسته وهو يرتدي بدل العرس وقد كان في غاية الوسامة وبينما هو ينتظر استمع الي صوت الموسيقي ترتفع وتعلن عن قدوم العروس رفع انظاره الي الاعلي لكي يراها ولكن اتسعت عيناها وهو يري عروسه تتأبط ذراع والدها وترتدي فستان زفاف ابيض جعلها تبدو كأميرة هاربة من احدي قصص الاساطير فقد كان ذات اكمام طويلة من الجيبير المنقوش برسومات هادئة ضيق من عند الصدر ولكنه مزين بنقوش رقيقة للغاية ومرصع بفصوص الالماس اللامع وينزل الفستان باتساع ضخم للغاية فهو مكون من عدة طبقات بينما الطبقة الاخيرة من التل الرقيق المرصعة بفصوص الماسية رقيقة ذات نقشة رائعة من اسفل الفستان فحقاً كان الفستان رائع كما ان طرحة الفستان رائعة طويلة للغاية بها نقوش من نفس ذات نقوش الفستان من عند الاطراف وجمعت العروسة شعرها الي الخلف ولكنها تركته منسدل علي ظهرها بطوله ولم تضع سوي قليل من المكياچ فهي حقاً جميلة ورقيقة ناعمة كان ينظر الي ملاكه والتي لم تكن سوي اليس بحب وعشق وهو يراها بهذا الفستان وهو لايصدق انها اصبحت زوجته وملكه وصلت اليه وقد كانت هي الاخري عيناها تلتمع من السعادة سلمها له السيد عبدالله وهو يقول بحنان :- بنتي امانة ف رقبتك حافظ عليها انت واخد الغالية .
نظر رافل الي اليس بحب شديد :- دي ف قلبي وعيني متقلقش .
ابتسمت اليس بخجل بينما وجنتيها يشتعلان رحل السيد عبدالله منضماً لصفوف المعازيم فاقترب رافل منها وطبع قبلة عميقة علي جبهتها جعلتها تخجل ولكنها تفاجأت عندما انخفض برأسه وطبع قبلة اخري واكثر عمقاً علي وطولاً علي وجنتها في تلك اللحظة تمنت ان تختفي من شدة الخجل هتف رافل بحب بعد ان ابتعد عنها :- بحبك .
ابتسمت اليس ولم تستطيع النطق من شدة خجلها وقف رافل بجانبها وتأبط ذراعها حتي تقوم فرق الزفاف بزفهم قبل دخول القاعة نظر لها رافل بحب وحنان وهو يتذكر ماحدث قبل اربعة اشهر وجملة والده لازالت تصدح بأذنيه " هنروح نخطبلك " تذكر ردة فعله وقتها فقد ظل ينظر الي والده بصدمة وهو لايصدق حديثه فكيف لوالده ان يقرر امراً كهذا من نفسه دون ان يأخد برأيه هل هو طفل ام مازال قاصراً حتي يقرر والده مكانه رفض بشدة هذه الزيحة مما جعل والده يثور عليه هو الاخر وبعد مشاحنة طويلة نطق والسيد عامر باسم الفتاة التي يرغب ان يتزوجها رافل وكانت هذه الفتاة اليس فقد تشاركا السيد عامر والسيد عبدالله والسيد كارم سوياً بعدة صفقات منذ عدة اشهر وتطورت علاقتهم كثيراً الفترة الاخيرة وعرف السيد عامر ان السيد عبدالله له ابنة كما عرف ايضاً بظروفها ولكنه تغاضي عنها فالمصلحة تحكم في كثير من الاحيان وعندما عرف رافل بامر زواجه من اليس طار من الفرح وبالفعل ذهب اليوم التالي هو والسيد عامر والسيدة فريدة والتي كانت رافضة لتلك الزيجة بشدة لكون اليس ضريرة ولكن رافل تمسك بأليس بقوة وشدة وها هو قد تزوجها والان هم بفرحهم يؤدون الرقصة السلو وهو يحتضنها بشدة مما اخجلها كثيراً فهتفت قائلة بخجل :- رافل ابعد شوية كدة مينفعش .
رافل بهمس حنون للغاية :- مش هبعد يااليس انتي خلاص بقيتي مراتي والناس ملهومش حاجة عندنا .
اليس بابتسامة خجولة :- بس اكيد الناس بيبصوا علينا .
ابعدها رافل عنه قليلاً ثم نظر حوله بنظرة خاطفة ثم نظر لها بعشق وهمس قائلاً :- هو مكنش كلهم باصين علينا بس دلوقتي كلهم هيبصوا .
لم تفهم اليس مقصده في البداية ولكنها شهقت عندما شعرت بنفسها ترتفع عن الارض وهو يحاوطها بقوة ويدور بها بينما هي تعلقت بذراعيها برقبته بسرعة وسط تصفيق حار من الحضور وبين سعيد وحاقد ولامبالي انزلها رافل وظل محتضن لها ثم هتف وهو يستنشق عبيرها بحب شديد :- بحبك يااليس بحبك اوي ونفسي اسمعها منك .
احتضنته اليس ولم تستطيع النطق ولكنها كانت خجلة ومتوترة للغاية فشعر رافل بها وهتف قائلاً بثقة :- هيجي يوم ومش هتبطلي تقوليهالي .
ابتسمت اليس ثم انهوا رقصتهم وبعد عدة ساعات من الرقص لم يستطيع ان يتحمل رافل اكثر من ذلك فهو يريد ان يأخذ اليس ويبدأ معها حياة جديدة لذلك انهي الحفل سريعاً وبعد ان قاموا بوداع العائلتين متمنين لهم السعادة رحل رافل واليس الي عش الزوجية ....
******************************************
توقفت سيارة رافل امام احدي البنايات الراقية ترجل رافل من السيارة وذهب الي الناحية الاخري حتي يفتح لاليس باب السيارة ويساعدها علي النزول وبعد ان ترجلت اليس من السيارة حملها رافل بين ذراعيه فشهقت بخجل وهتفت قائلة :- نزلني يارافل لاحسن حد يشوفنا عيب كدة .
رافل بخبث :- عيب ايه ياحبيبتي هو انا لسة عملت حاجة عيب وبعدين الساعة 2 بالليل محدش واقف ولا موجود .
صمتت اليس بخجل وهي تشعر بنبضات قلبها تتسارع وصلوا الي باب المنزل وفتح رافل الباب ثم دلفوا الي الداخل واغلق الباب خلفهم فهتفت اليس بتوتر :- رافل نزلني بقا .
رافل بهمس :- شششششش هتنزلي جوة ف اوضتنا ان شاءالله .
ارتعشت اليس بين ذراعيه وشعر بها رافل وقد ادرك انها تشعر بالخجل دلف الي،الغرفة وانزلها برفق شديد علي الفراش وكأنها زجاجة يخشي عليها من الكسر ثم قبل رأسها وهو يقول بحب بعد ان جلس بجانبها :- مبروك ياحياة رافل .
اليس بتوتر :- الله يبارك فيك .
حاولت اليس النهوض فأوقفها قائلاً بتساؤل :- رايحة فين !
اليس بخجل :- هقوم اغير هدومي .
رافل بهدوء :- طيب تعالي يلا هساعدك .
توترت اليس اكثر وهي حقاً لن تستطيع ان تقوم بخلع الفستان بمفردها ولكن خجلها منه اكبر بكثير من ان تطلب منه المساعدة لذلك هتفت قائلة بخجل :- لالا متشكرة انا هغير لوحدي .رافل باستغراب :- مش هتقدري تقلعي لوحدك انا هساعدك بس وبعدها هسيبك براحتك .
اليس وهي علي وشك البكاء :- لا لو سمحت انا هغير لوحدي مش عاوزة مساعدة .
شعر رافل بخجلها فلم يريد ان يضايقها اكثر من ذلك نهض من جانبها وهو يقول بهدوء :- طيب انا هطلع اغير هدومي ف الاوضة التانية علي ماتخلصي .
خرج رافل من الغرفة وتركها وحيدة نهضت اليس بهدوء وحاولت ان تقوم بفك سحاب الفستان ولكنها لم تستطيع حاولت ان تبحث عن اي شئ ترتديه عندما تقوم بخلع فستانها ولكنها لم تعرف ايضا ان تصل الي اي شئ شعرت اليس بالعجز وجلست علي الفراش وهي تحاول ان تتحكم بدموعها هي حتي لم تستطيع ان تبدل ثيابها اذا كيف ستتحمل مسئولية زوح ومنزل وعائلة ظلت علي هذا الوضع حتي دلف رافل ووجدها تبكي فركض نحوها وهو يقول :- اليس حبيبتي مالك .
حاولت اليس ان تداري دموعها وهتفت قائلة :- مفيش حاجة .
قربها رافل منه وهو يقول بحب :- ايه اللي حصل خلاكي تعيطي ومغيرتيش ليه .
اليس ببكاء :- انا معرفتش اقلع الفستان وحتي معرفتش اوصل لحاجة اجيبها عشان البسها .
فهم رافل حديثها فأحتضنها وهو يقول بحنو :- خلاص اهدي انا معاكي اهو ومش هسيبك .
مسح دموعها بكفيه وابتسم ابتسامة جميلة وهو يقول :- هفتحلك سوستة الفستان ماشي .
ارتعشت اليس عندما شعرت بيديه تحاوط ظهرها بهدوء ولمسات حنونة من يد رافل تسير علي ظهرها فحاولت ان تبتعد وهي تقول بخوف :- رافل اا ...
قاطعها رافل قائلاً بلهفة ورغبة :- اليس اهدي انا بحبك ومش هأذيكي .
ولم تشعر بشئ بعد ذلك سوي شفتاه المكتسحة لشفتيها بحب وعنف ثم تحولت الي رقة جعلتها تستسلم له ويغرقوا في عالمهم الخاص .....
******************************************
في صباح اليوم التالي استيقظت الين علي صوت هاتفها وكان المتصل يزيد فتحت الاتصال فأجابها يزيد بمرح :- بما انك امبارح قولتي انك مش نازلة الشركة ف انا قولت نفطر سوا يلا ساعة بالظبط واقابلك ف النادي .
كاد ان يغلق الخط ولكنه هتف قائلاً :- اها نسيت صح هاتي تاليا معاكي عشان ايهم معايا .
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر ردها بينما الين ظلت تنظر الي الهاتف وهي لا تستوعب ماحدث فاعتدلت بجلستها قائلة :- ايه المجنون دة .
هاتفت الين تاليا واخبرتها ماذا حدث معها للتو فقالت تاليا بحيرة :- مش عارفة والله ياالين انتي ايه رأيك .
الين بحيرة هي الاخري :- مش عارفة بس لو انتي مش هتروحي مش هروح .
تاليا بهدوء :- خلاص تعالي نروح .
وبعد مرور ساعة كانت الين وتاليا يتناولان طعام الافطار بالنادي مع يزيد وايهم فهتف يزيد قائلاً بسعادة :- بس بجد فرح اليس ورافل كان حلو جداً ثم نظر الي الين بهيام قائلاً :- عقبالي يارب .
خجلت الين من حديثه ونظرت الناحية الاخري فنظر ايهم الي تاليا قائلاً بهدوء :- كنتي زي القمر امبارح علي فكرة .
خجلت تاليا وتلجلجت بالحديث وهي قائلة :- متشكرة دة من ذوقك .
نظر اليهم يزيد وهو يقول بتأثر مصطنع :- ماتيجي ياالين نمشي ونسيبهم يمكن تقوله وانت كمان زي القمر .
الين بمزاح :- مسيبش بنت خالتشي ابداً .
يزيد بصدمة :- خالتشي !! خالتشي ازاي !!
ضحكوا جميعاً علي حديث يزيد وبينما هم يتضاحكون سوياً صدح صوت رجولي قائلاً :- اهلاً اهلاً بالحلوين عاملين ايه !
نظروا جميعاً الي مصدر الصوت والذي لم يكن سوي طارق فهتف ايهم ببرود :- الحمدالله ياطارق انت عامل ايه .
نظر طارق الي تاليا والين وهو يقول بخبث :- تمام اووي ثم هتف قائلاً وكأنه يتذكر :- مش انتو برضه كنتوا ف فرح رافل امبارح .
يزيد بجدية :- ايوة ياطارق دي الين اخت العروسة ودي تاليا بنت خالتهم .
طارق بنظرات اعجاب وخبث :- ازاي مخدتش بالي من الاول ان القمرات دول قرايب المزة اللي اتجوزها رافل .
نظرت تاليا والين الي بعضهم البعض بضيق من حديثه وكادت الين ان ترد عليه ولكن قاطعها يزيد قائلاً بصرامة :- طارق خد بالك من كلامك عشان اللي جيبت سيرتها دي مرات رافل صاحبنا .
طارق ببراءة مصطنعة :- وهو انا قولت ايه يايزيد دي مرات صاحبنا يعني طبعاً زي اختنا اكيد .
ايهم بنبرة حادة بعض الشئ :- ودة العشم برضه ياطارق .
يزيد ببرود :- انت شكلك مش فاضي ياطارق لو وراك حاجة اتفضل بقا عشان متتعطلش معانا اكتر من كدة .
شعر طارق بالاحراج فيزيد طرده من بينهم بطريقة غير مباشرة فهتف قائلاً :- اة فعلاً انا ورايا كذا مشوار ولازم امشي يلا سلام .
ثم رحل طارق بينما هتفت الين بضيق :- بني ادم مستفز والله كنت هرد عليه واهزقه .
يزيد بهدوء :- واحنا ك رجالة ايه لازمتنا لما انتوا تردوا واحنا نتفرج عليكم .
نظرت له الين بصمت بينما هتف ايهم باستغراب :- سرحانة ف ايه ياتاليا .
تاليا بهدوء :- مش مرتاحة للي اسمه طارق دة .
يزيد بالامبالاة :- لا طارق دة اهبل اخره يرمي كام كلمة كدة ومجرد ماتكشري ف وشة وتقلبي عليه يسكت علي طول .
تاليا بتفكير :- مممممم طيب .
ثم نظرت تاليا الي الين وعادوا الي حديثهم سوياً مع يزيد وايهم وغفلوا عن تلك العيون المراقبة لهم بغل وحقد وتوعد .....
******************************************
في منزل رافل واليس :-
استيقظت اليس صباحاً وجدت نفسها نائمة علي صدر رافل العاري حاولت ان تنهض ولكنه كان يحاوطها بذراعيه سكنت بين احضانه ثم تذكرت ماحدث بينهم بليلة امس فابتسمت بخجل ثم قربت يدها من وجهه وظلت تتحسس ملامحه وشعره برفق تذكرت العديد من المواقف التي جمعتهم سوياً من قبل ثم اقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة بجانب شفتيه وهي تقول بحب :- بحبك .
نطق رافل بهمس :- وانا بعشقك .
شهقت اليس بخضة وهتفت قائلة :- انت صاحي .
رافل بخبث :- صاحي من بدري .
اليس بتوتر :- من بدري ازاي يعني .
رافل بخبث وهو يقبلها :- من قبل بحبك بشوية كتير كدة .
اليس بفزع :- هو انت سمعت .
رافل بتنهيدة حب :- ايوة سمعت كنت فاكر اني مش هسمعها قبل مااموت .
اليس بسرعة وصوت رقيق :- بعد الشر عليك .
رافل بنعومة :- خايفة عليا .
اليس بحب وهي تتحسس وجنته :- لو مخوفتش عليك انت هخاف علي مين انا بحبك اوي يارافل ربنا مايحرمني منك ابداً .
شعر رافل بقلبه يقفز من بين اضلعه فهتف بحب وفرحة عارمة :- بجد يااليس انتي بتحبيني اعترفتي انك بتحبيتي بجد .
اليس بهمس حنون :- ايوة بحبك وكنت خايفة تبعد عني وتسيبني بعد كدة .
رافل بحنان :- عمري ماابعد عنك ابداً انا اموت لو دة حصل .
ولم ينتظر منها رد فقد هجم علي شفتيها بقبلة عميقة يعبر لها بها عن حبه واحتياجه اليها ...
******************************************
مر حوالي 6 اشهر علي زواج اليس ورافل جعلها رافل تشعر انها حقاً ملكة علي عرش قلبه اشعرها بكم هو يحبها ولم يبخل عليها باظهار مشاعره لها وكان دائما مايمطرها بكلمات الحب والغزل وكان يعد لها العديد من المفاجأت حتي يسعدها بالاضافة الي مساعدته لها بكل شئ كما وعدها كما انها ايضاً لم تتركه بل وقفت بجانبه حتي ينتظم بعمله ويصبح افضل به وبالفعل اصبح رافل منتظم بعمله مما جعله مدرائه يتعجبون من هذا التغيير الذي اصاب رافل ولكنهم فرحين به كثيراً وفي خلاص عدة اشهر ترقي رافل الي منصب نائب المدير وقد سعدت اليس كثيراً بتلك الترقية كثيراً وقامت بعمل حفلة مفاجأة له تجمع بين العائلتين وكانت السيدة فريدة في بداية زواجهم تضايق اليس بكلماتها كثيراً ولكنها عندما شعرت بسعادة رافل معها توقفت عن مضايقتها وخصيصاً عندما كان رافل يتصدي لها دائماً مدافعاً عن زوجته وقد سعدت اليس ورافل كثيراً بهذا التغيير الذي حدث من قبل والدته ...
الي ان اتي اليوم الذي لم تتوقع اليس مطلقاً ان يأتي وسيدمر حياتها الجميلة الهادئة ولكن كما يقولون تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...
استيقظ رافل صباحاً حتي يذهب الي عمله لم يجد اليس بجانبه فأدرك انها بالمطبخ تعد له الافطار فهي مؤخراً اصبحت تدخل الي المطبخ وهو بالطبع رفض هذا الامر بالبداية ولكن امام اصرارها لم يجد بد من الموافقة فهو لايريد ان يشعرها بعجزها ودائماً مايتجنب تلك النقطة بينهم اخد حماماً بارداً ثم ارتدي ملابس العمل وخرج من الغرفة متوجهاً الي المطبخ وصل الي هناك وجدها تقوم باعداد الافطار له فاحتضنها من الخلف وطبع قبلة علي عنقها الظاهر وهو يقول برقة :- صباح الخير ياحبيبتي .
اليس بابتسامة جميلة :- صباح الخير ياحبيبي ثواني والفطار يكون جاهز .
رافل بهدوء :- طيب انا هساعدك .
اليس برفض :- لا انا هعمل كل حاجة لوحدي اطلع استناني برة لحد مااخلص .
رافل بهدوء :- اليس ااا ...
قاطعته اليس قائلة باصرار :- رافل متضايقنيش بقا اطلع استناني برة وانا هخلص واجي .
وبالفعل ترجل رافل الي خارج المطبخ وبعد مرور مايقارب النصف ساعة كان رافل واليس علي طاولة الطعام يتناولون افطارهم انهي رافل طعامه ثم طبع قبلة علي رأسها وترجل خارج المنزل متوجهاً الي عمله وصل الي مكتبه ودلف الي الداخل فهو بعد ان ترقي انتقل الي مكتب بمفرده وبعد عدة دقائق دلف يزيد اليه وهو يقول :- عامل ايه يارفل .
رافل بهدوء :- الحمدالله انت ايه اخبارك .
يزيد بهيام :- بحب .
رافل باستغراب :- نعم !! بتحب مين !!
يزيد بهيام :- الين .
رافل بضحك :- كنت متأكد المهم قولتلها ولا لسة .
يزيد بجدية :- هقولها قريب ان شاءالله .
صدح صوت طرق علي باب المكتب فسمح رافل بالطارق بالدخول وقد كان هذا طارق صديقهم انقلب وجه رافل عند رؤيته لطارق الذي هتف قائلاً :- عاملين ايه ياشباب .
رافل ببرود :- الحمدالله تمام .
يزيد باستغراب :- تمام بس انت بتعمل ايه هنا ياطارق !
طارق بابتسامة خبيثة :- ابداً انتو وحشتوني ف قولت اجي اشوفكم واعزمكم علي حتت سهرة بالليل ف حتت مكان جديد انماا اييييههه .
رافل باستغراب :- ماانت عارف اننا ملناش ف سهراتكم دي !
طارق بهدوء خبيث :- عارف بس دي سهرة عادية مش زي ماانتو فاكرين دة مكان فاتح جديد واحنا هنروح نجربه ونشوف الجو .ثم هتف بلؤم وهو ينظر الي رافل :- ولا انت المدام هتزعقلك ماانت خلاص اتجوزت وبقا الدخول والخروج بحساب .
اغتاظ رافل من حديث طارق بشدة فهتف بضيق :- وايه دخل المدام ف كلامنا دلوقتي ياطارق .
طارق ببراءة مصطنعة :- ابداً انا قصدي بس انها ممكن تضايق لو سهرت برة ولا حاجة وسيبتها لوحدها .
رافل بابتسامة باردة :- وتضايق ليه يعني وايه اللي يضايق اصلاً وعلي العموم انا معاك هي امتي السهرة
طارق بلؤم :- النهاردة انت شوف هتخلص شغل امتي وكلمني اوصفلك المكان .
ثم نهض واستأذن ورحل طارق ثم نظر يزيد الي رافل وهو يقول باستغراب :- من امتي وانت ليك ف السهرات بتاعت طارق دي او بتحب طارق اصلاً عشان تسهر معاه .
رافل بالامبالاة :- عادي يعني بقالنا كتير مسهرناش تغيير جو مش اكتر .
يزيد بذهول :- يعني انت فعلاً هتروح .
رافل بتأكيد :- ايوة ايه اللي فيها يعني .
يزيد بتعجب :- اللي فيها مراتك هتقول ايه لما تعرف انك سهران في سهرة زي دي ومتقنعنيش انك مش هتشرب او مش هيكون في بنات كمان معاكوا .
رافل بالامبالاة :- هي هتعرف منين يعني سهرة كدة من نفسي بدل مانا من قبل الجواز مسهرتش برة ولا اي حاجة .
يزيد بهدوء :- بلاش يارافل انت ربنا كرمك بواحدة بنت ناس بلاش تضيعها من ايدك .
رافل بضيق هو ايه اللي هيضيعها بس ما هي ف البيت وعلي ماارجع هتكون نامت والصبح هقولها اي حاجة .
نهض يزيد وهتف بسخرية :- لا دة انت شكلك مظبط امورك والفكرة كبرت ف دماغك علي العموم ابقا خلي بالك من نفسك ومن طارق ياصاحبي .
رافل بتساؤل :- انت مش جاي معايا انت وايهم ولا ايه ؟
يزيد بجدية :- لا انا ربنا تاب عليا وايهم كمان معتقدش هيروح لانه بقا بيدي التمام اتاليا بردو .
رافل بتفكير :- مممم ايهم وتاليا كمان ربنا يوفقكم ياصاحبي .
رحل يزيد وترك رافل بمفرده وبعد مرور عدة ساعات طويلة انهي رافل عمله واتجه الي هذا الملهي الليلي الذي اخبره عنه طارق وصل الي هناك وهو يفكر انها مجرد سهرة بسيطة واليس لن تدري عنها شيئاً وجد طارق هناك مع بعض الاصدقاء بالاضافة الي عدد من الفتيات ظل سهران معهم تلك الليلة وبعد محايلة من طارق واحدي الفتيات بدأ بالشرب معهم ايضاً وبعد قليل من الوقت اندمج رافل معهم تماماً وقد تناسي امر اليس تماماً بينما علي الجانب الاخر كانت اليس تجلس بالمنزل وهي تشتعل من نيران الخوف والقلق يعصف بها كادت ان تموت قلقاً وخوفاً عليه فهو الي الان لم يأتي الي المنزل فقد اوشكت الساعة علي منتصف الوقت وهي وحيدة لاتعرف عنه شئ وليس بيدها شئ لتفعله اوشكت اليس علي البكاء وبداخلها شعور بالفزع والعجز يتأكلها وبعد مرور عدة ساعات وعندما صدح صوت اذان الفجر بالارجاء استمعت الي صوت الباب ينفتح نهضت من مكانها وهي تقول بخوف :- رافل انت جيت !
كان رافل يترنح يميناً ويساراً وهو لايعي ماحوله فهتف قائلاً :- لا لسة مجتش او جيت مش عارف بصراحة .
اليس بذهول :- رافل انت فيك ايه .
رافل بسكر ولا وعي :- مالي مانا كويس اهو ولا انتي مش شايفاني .. يوووه وهتشوفي ازاي صح وانتي اصلاً مش بتشوفي وعامية صح .
ظلت اليس ثابتة مكانها بصدمة ثم هتفت :- رافل انت واعي بتقول ايه .
في تلك الاثناء كان رافل يقترب منها وعيناه تلتمع برغبة شديدة فاقترب منها وحاوطها بذراعيها فشهقت اليس ولكنها شعرت بالغثيان عندما وصلت اليها رائحة الخمر فهتفت باشمئزاز :- ابعد عني انت شارب .
رافل بلا وعي :- ابعد ايه هو ف حد يبعد عن الحاجات الحلوة دي .
اليس بتوسل :- رافل ابعد عني لو سمحت .
لم ينتبه رافل الي حديثها فهو لم يسمعه بالاساس فحملها بين ذراعيه وهي تبكي بخوف وتتوسله ان يتركها ولكنه القاها علي الفراش بعنف وهي تبكي ولكن ماحدث بعد ذلك جعلها تتمني الموت .......
******************************************
في صباح اليوم التالي استيقظ رافل وهو يشعر بالم شديد برأسه لم يجد اليس بجانبه فاعتقد انها تجهز له الافطار ولكنه وعلي فجأة تذكر ماحدث ليلة امس مر كل شئ امامه كشريط سينمائي مقابلة طارق له بعمله ثم اتفاقهم علي تلك السهرة وبعد ذلك السهرة نفسها وعودته الي المنزل ثم مافعله مع اليس نهض من مكانه بفزع عندما وصل الي تلك النقطة وهو يتسائل اين هي صدح صوته قائلاً بخوف :- الييسس .. اليييسس انتي روحتي فين .
ظل يبحث عنها بجميع ارجاء المنزل حتي وجدها باحدي الغرف وهي تبكي وتشهق وتجلس وهي تضم ركبتيها الي صدرها وتلف علي جسدها ملاءة الفراش فاليس بعد ان انتهي منها رافل نهضت من جانبه واتت الي هذه الغرفة وظلت علي جلستها تلك وهي تبكي حتي اتي الصباح اقترب منها رافل ووضع يده عليها وكاد ان يتحدث ولكنها ازاحت يده بقوة وهتفت بصراخ :- ابعد ايدك عني متحطش ايدك عليا .
رافل بندم :- اليس اديني فرصة بس افهمك انا مكنش قصدي .
اليس ببكاء عنيف :- مكنش قصدك تشرب وتسكر وترجع متأخر ولا مكنش قصدك تعمل اللي عملته دة فيا .
رافل بحزن :- انا اسف غلطة ومش هتتكرر ساعة شيطان ومش هتحصل تاني .
اليس ببكاء :- طلقني .
رافل بصدمة :- انتي بتقولي ايه انا مش هطلقك يااليس . .اليس وهي تشهق :- طلقني لو سمحت انا مش هقدر اعيش معاك تاني .
اقترب رافل منها بسرعة وحاوطها بذراعيه قائلاً بترجي :- اليس صدقيني دي اول غلطة اغلطها من يوم مااتجوزتك معقول مفيش اي حاجة حلوة عملتهالك تخليكي تغفريلي الغلطة دي عشان خاطري سامحيني .
ظلت اليس تبكي ولا تعرف ماذا تفعل هي تحبه وتشعر انه ايضاً يحبها بل ومتأكدة من ذلك ولكن لا تستطيع ان تنسي ماحدث ليلة امس ومافعله بها ولكنها هتفت قائلة ببكاء :- توعدني ان اللي معايا مايتكررش يارافل ..تهللت اسارير رافل واحتضنها قائلاً بلهفة :- اوعدك ياعيون رافل مش هتتكرر تاني صدقيني .
ثم حملها بين ذراعيه وتوجه بها الي غرفتهم فهتفت قائلة بتساؤل :- انت رايح فين ؟
رافل بحنان :- هنريح شوية ف اوضتنا بقا .
وضعت رأسها علي صدره وهي لا تعلم هل مافعلته صواب ام خطأ ولكن ماتعلمه ان بداخلها جرح لاتعلم كيف سيلتئم ....
******************************************
مر شهر خلال هذا الشهر تقدم يزيد وايهم الي خطبة الين وتاليا وتمت خطبتهم بسلام وسط فرحة العائلة وكانت اليس تشعر بالفرح لهم ولكن بداخلها تشعر بالحزن فهي منذ تلك الليلة اصبحت العلاقة بينها وبين رافل متوترة قليلاً فهي اصبحت تخشاه وتخشي ان يعيد فعلته معها اصبحت تشرد دائماً وقد شعر رافل بها وهو الاخر اصبح ينفعل عليها كثيراً الفترة الاخيرة كما انه عاد وكرر سهرته تلك مرة اخري ولكن عند عودته كانت اليس تمثل النوم ولكنها شعرت به وعرفت انه كان يسهر بالخارج وقضت ليلتها تبكي بصمت وهي لاتعلم مالذي حدث لحياتها الجميلة الهادئة ....
******************************************
وبأحدي الايام كانت اليس تجلس بالمنزل وحيدة حتي اتاها اتصال تليفوني من صوت انثوي يخبرها بأن رافل بأحدي الملاهي الليلة مع اصدقائه كما انه ايضاً يشرب معهم ثم اغلقت المتصلة الخط دون ان تسمع رد اليس بينما اليس ظلت مصدومة ثم هاتفت العم محمود وهو نفس الرجل الذي كان يعمل معها بمحل الورد قبل الزواج ولكنها لا تستطيع ان تخبر الين وتاليا مايحدث معها الان علي الاقل قبل ان تتأكد من كل شئ وبعد قليل اتي العم محمود حتي يصطحبها كما طلبت منه وبعد مرور بعض الوقت كانت اليس امام هذا الملهي الليلي وبينما هي امام باب الملهي بعد ان ساعدها العم محمود استمعت الي صوت خلفها يهتف قائلاً :- اهلاً وسهلاً مش حضرتك برضه مرات رافل .
اليس بتوتر :- ايوة حضرتك مين .
طارق بخبث :- انا طارق صاحب رافل بس هو حضرتك بتعملي ايه هنا جاية لرافل صح .
اليس بصدمة هتفت بداخلها :- يعني رافل فعلاً موجود هنا .
ثم هتفت له وهي تقول :- لو سمحت ممكن توصلني ليه .
طارق بخبث :- من عنيا اتفضلي .
اوصلها طارق الي مكان رافل وهتف قائلاً :- اهو رافل هناك اهو رافل .. يارافل .
كان رافل يجلس مع احدي الفتيات وهو يشرب كأس من الخمر وعندما وصله صوت طارق نظر له بصدمة مما يراه وتسائلة بداخله ماذا تفعل اليس هنا نهض بغضب وتوجه اليها وامسكها من ذراعيها بشدة وهتف قائلاً :- بتعملي ايه هنا يااليس .
اليس بصدمة :- يعني انت فعلاً هنا زي مااتقالي .
رافل بعصبية :- انتي جيتي هنا ازاي اصلا انتي نزلتي ازاي من البيت .
طارق متدخلاً بالحوار :- مابراحة شوية ياعم رافل ف ايه هي اجرمت يعني عشان نزلت .
رافل بغيظ :- ملكش دعوة انت ياطارق .
ثم سحبها من يدها وترجل خارج المكان ودفعها بالسيارة بمنتهي العنف وتولي القيادة بسرعة رهيبة بينما هي بجانبه ترتعش من الخوف ومن سرعته الزائدة وهي تتذكر ماحدث لها منذ سنوات وهي تقود بنفس تلك الطريقة ارادت ان تصرخ بوجهه حتي يتوقف ولكنها لم تستطيع ان تنطق بكلمة ولكنها لا تقدر على  تحمل خوفها اكثر من ذلك ولقد اختنقت الكلمات بحلقها وصلوا الي المنزل وصعد بها رافل الي الاعلي وادخلها الي المنزل بعنف حتي انها وقعت علي الارض فتحدث رافل بعصبية وصوت جهوري :- ازاي تخرجي من البيت من غير اذني وكمان تروحي مكان زي دة هو انا عشان دلعتك يااليس هتفتكري اني مليش كلمة ثم اقترب منها سريعاً وامسكها من شعرها بغضب وهتف قائلاً :- اظاهر اني دلعتك بما فيه الكفاية بس قسماً بالله يااليس لهتشوفي ايام سودة بعد كدة لحد مااربيكي علي عملتك دي .
ثم نفضها من يده وتوجه الي الغرفة وهو يقول :- عيشة تقرف .
بينما اليس كانت تشعر بالصدمة من كل مايحدث كيف انقلبت الطاولة عليها بهذا الشكل حتي تصبح هي المذنبة بالنهاية ولم تستطيع النطق بحرف واحد حتي فهتفت بهدوء مريب :- طب انت كنت بتعمل ايه هناك يارافل .....
***************************يتبع****************
#جعلتنى_اعشقها_تلك_العمياء
#أية_صبري

جعلتني اعشقها تلک العمياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن