الحلقة الثالثة "
كان رافل يسير في النادي وهو يبحث عن اليس وبينما هو يسير رن هاتفه وكان المتصل يزيد واثناء ماكان يحادثه ويحاول يزيد اقناعه بالتوقف عن البحث عنها نظر رافل بجانبه واتسعت عيناه بصدمة وذهول وهو يراها امامه تقف امام احدي احواض الورود بأحد محلات الزهور وهي ترتدي فستان نهاري ابيض به بعض الزهور البسيطة طويل وواسع وشعرها ينسدل علي ظهرها بأنسيابية بينما الهواء لم يتركه ثابت بل اراد ان يضيف جمالاً علي جمال المشهد بأن يجعله يطير من حولها وهي تضحك ضحكة رقيقة وبجانبها رجل كبير بالسن يساعدها بترتيب احدي الزهور وعلي مايبدو انه يعمل بهذا المكان بينما علي الطرف الاخر من الهاتف كان يزيد يهتف قائلاً :- ياعم رافل انت يابني روحت فين !
افاق رافل من شروده بها علي صوت يزيد فهتف قائلاً بفرحة :- انا لاقيتها يايزيد سلام .
واغلق الهاتف دون ان ينتظر منه اجابة وظل يقف بمكانه وهو يراقبها فهي تبدوا كوردة بجانب كل هذه الورود لم يعطي لنفسه فرصة اكثر من ذلك حتي يظل شارد بها بل تحرك من مكانه فور ان رأها انتهت من ترتيب الزهور ودلف الرجل الذي يساعدها الي داخل محل الزهور وصل اليها ووقف علي بعد عدة خطوات منها ولم يعلم ماذا يقول فلقد ضاعت الكلمات بعقله فتنحنح بحرج قائلاً :- احم لو سمحتي .
كانت اليس بداخل محل الزهور الخاص بها فهي قد افتتحته منذ يومان ويساعدها به العم محمود وهو رجل كبير بالسن كانت تعرفه منذ زمن كان يعمل مع والدها بالشركة والان اصبح يعمل معها هي استمعت الي هذا الصوت وتذكرته علي الفور فهو كان يأتي كثيراً علي مسامعها باستمرار ف الايام الماضية توترت اليس واهتزت ابتسامتها وهي تتذكر توبيخه لها حاولت ان تحافظ علي ابتسامتها قدر المستطاع تحركت عدة خطوات باتجاه الصوت ثم توقفت وابتسمت بهدوء :- ايوة اتفضل .
بينما رافل قد شاهد توتر ملامحها واهتزاز ابتسامتها فور ان استمعت صوته فأدرك انها تعرفت عليه فهي بالتأكيد تستطيع تميز الاصوات بسهولة تنحنح بتوتر بسيط وهو يقول :- انا كنت جاي علشان ...
قاطعته اليس قائلة بنبرة رقيقة :- انا اسفة .
رافل بصدمة :- نعم اسفة علي ايه !
اليس بهدوء :- علي موقف المره اللي فاتت حقيقي مكنش قصدي اناا ...
قاطعها هو هذه المرة وهو يقول بأسف :- متعتذريش انا من يومها وانا بدور عليكي .
اليس باستغراب :- بتدور عليا !! ليه !!
رافل بهدوء وندم :- علشان اعتذرلك علي اللي قولته انا مش عارف انت قولت كدة ازاي بس صدقيني مكنتش اعرف انا عمري ما جرحت حد كدة .
ابتلعت اليس غصة بحلقها وهي تشعر انه يشفق عليها وهتفت قائلة بابتسامة بسيطة :- مفيش داعي للاعتذار اي حد مكانك كان هيعمل كدة حصل خير .
رافل بابتسامة هادئة :- يعني مسمحاني خلاص .
اليس بابتسامة جميلة :- ايوة وحابة اعزمك علي فنجان قهوة تعويض عن بتاع المرة اللي فاتت .
سعد رافل بطلبها كثيراً ووافق علي الفور قائلاً بفرحة :- والله طالما هيبقا معاكي ف انا اكيد موافق .
خجلت اليس من مغازلته وهتفت بهدوء :- طيب اتفضل اقعد علي مااجي .
رافل باستغراب :- تيجي منين !
اليس بهدوء :- من جوة هدخل اعمل القهوة واجي .
رافل بصدمة :- هو انتي اللي هتعملي القهوة لوحدك وكمان بتشتغلي هنا .
شعرت اليس بالضيق من هذه الاسئلة وشعرت من خلال نبرة صوته بأشفاق زائد عليها وهذا اكثر ما تكرهه ان يشفق عليها احد لذلك هتفت بحدة دون ان تعي لنبرة صوتها :- انا بعرف اعمل كل حاجة لوحدي مش محتاجة مساعدة من حد وكمان المحل دة بتاعي مش شغالة فيه .
تفاجئ رافل بهذا الضيق الذي اعتراها علي فجأة وهتف بسرعة قائلاً :- انا مش قصدي اضايقك والله بكلامي انا بس ....
قاطعته اليس بابتسامة بسيطة قائلة :- حصل خير اتفضل اقعد لحد مااعمل القهوة .
تحركت الي الداخل للخلف خطوتان واستدارت ورحلت الي الداخل بينما هو ظل يتابعها بعيناه وهي تسير بخطوات واثقة ولكن حذرة حتي اختفت الي الداخل فتحرك هو باتجاه طاولة صغيرة بجانب احدي احواض الورد وجلس ينتظرها وبعد مرور بعض الوقت رأها قادمة باتجاهه وتحمل بيدها صينية عليها كوبان من القهوة نهض مسرعاً واخذ منها الصينية فحاولت ان تتمسك بهدوئها قائلة :- اخدتها ليه من ايدي انا بعرف امشي كدة عادي .
حاول رافل ان لايجعلها تشعر انه يشفق عليها فهتف بمرح قائلاً :- يعني من نوع الذوق لما يبقا راجل قاعد مينفعش بنوتة تشيل وتودي وتجيب ولا ايه .
ابتسمت اليس وهتفت قائلة :- صح معاك حق .
جلسوا سوياً علي الطاولة وبدأوا في تناول القهوة فهتفت اليس بتساؤل :- هو انت اسمك ايه .
رافل بابتسامة :- رافل عامر الجيزاوي وانتي اسمك اليس صح انا سمعتهم بينادوا عليكي بالاسم دة المرة اللي فاتت .
اليس برقة :- ايوة اسمي اليس عبدالله الراوي .
رافل باستغراب :- عبدالله الراوي رجل الاعمال .اليس بهدوء :- ايوة انت تعرف بابا .
رافل بهدوء :- اة اعرفه ليه حساب عندنا ف البنك اللي بشتغل فيه .
اليس بتساؤل :- انت شغال ف بنك ؟
رافل بجدية :- ايوة انا رئيس قسم بالحسابات .
اليس بهدوء :- ممممم انا عمري ماكنت بحب الرياضة والارقام .
رافل بابتسامة :- انا بعشق الارقام عشان كدة مرضتش اشتغل مع والدي ف شركته بعد مااتخرجت وانتي بقا،خريجة ايه .
اليس بهدوء :- خريجة كلية اعلام واشتغلت ف الصحافة سنتين ونص .
رافل بتعجب :- اشتغلتي سنتين ونص .
اليس بهدوء يشوبه الحزن :- ايوة انا كنت بشتغل .
كاد رافل ان يسألها عما حدث لها ولكن في ذلك الوقت رن هاتفها فأجابت قائلة :- الو .
الين بمرح :- انا برة النادي ياحجة وعايزة اكل .
اليس بضحك :- طيب تعالي يامفجوعة وناكل سوا
الين بمزاح :- طيب اوكي انا بركن اهو وداخلة يلا اختفي انتي بقا .
اغلقت معها الهاتق وحاولت ان تقوم بصف سيارتها وبينما هي تصف السيارة اصطدمت بسيارة اخري خلفها فهتفت بضيق :- يادي اليوم اللي مش معدي كنت ناقصة كمان عربيتي تتخبط .
ثم ترجلت من السيارة لتري ماحدث لسيارتها بينما هتف صاحب السيارة الاخري وهو ينظر الي سيارته المدمرة :- ياخراب بيتك يايزيد العربية الجديدة اتخبطت يايزيد اتعلم عليك ف عربيتك يايزيد .
ثم نظر الي السيارة التي اصطدمت به وهو يهتف بعصبية :- انت ياعم مش تحاسب علي عربيات الناس .
وجد باب السيارة يفتح وتترجل منها فتاة وبالطبع تذكرها علي الفور عندما رأها ولكنه وجدها قادمة اليه بسرعة وهي تهتف بفزع دون ان تعير يزيد ادني اهتمام :- عربيتي حبيبتي انت عملت فيها ايه .
صدم يزيد من حديثها وهتف قائلاً :- عملت فيها ايه ياماما ركزي انتي اللي خبطة عربيتي .
نظرت له الين وتذكرته ايضاً ولكنها لم تعير للامر اي اهتمام وهتفت بعصبية :- وانت عايزني اسيب عربيتي وابص علي خبطة عربيتك ولا ايه .
يزيد بمرح :- ياست اهدي انتي مالك نرفوزة كدة ليه .
الين وهي علي وشك البكاء :- اووووف انا مش فايقة للاستظراف دة انا عربيتي بتحتضر .
يزيد بضحكة ساخرة :- دة انا علي كدة عربيتي الله يرحمها .
نظرت الين الي سيارته وهتفت بخضة :- يااالللههوووي دة انت كمان عربيتك اتخبطت .
يزيد بدهشة مصطنعة :- لا بجد ياشيخة مكنتش اعرف شكراً ع المعلومة .
ضحكت الين فهتفت يزيد بمرح :- الله اكبر اهي ابتدت تمطر اهي .
الين بتساؤل :- هنعمل ايه دلوقتي .
يزيد بجدية :- بصي احنا كدة كدة داخلين النادي وانا رايح لصاحبي وهو اصلاً مع صاحبتك ف احنا ندخلهم دلوقتي ونبقا نشوف حل لما نخرج .
الين باستغراب :- صاحبك وصاحبتني مين انت بتقول ايه !
يزيد بتوضيح :- رافل صاحبي كان ف النادي وشاف صاحبتك اللي دلقت عليه القهوة المرة اللي فاتت وكان عاوز يعتذرلها علي الموقف يعني فاهمة وهو معاها جوة دلوقتي .
الين بتوضيح :- اليس قصدك اليس دي اختي مش صاحبتي .
يزيد بتعجب :- بجد اختك .
الين باستغراب :- ايوة اختي ف حاجة ولا ايه !
يزيد بابتسامة :- لا ابداً يامحاسن الصدف يلا بينا ندخلهم .
الين بهدوء :- ثواني هعمل مكالمة وندخل .
هاتفت الين تاليا واخبرتها ان تأتي علي الفور الي النادي وقام يزيد ايضاً بارسال رسالة الي ايهم يحثه فيها علي المجئ الي النادي فوراً وبعد ان دلفوا الي الداخل تعرفت اليس علي يزيد وقصت عليهم الين سبب مقابلتها مع يزيد وبعد قليل من الوقت اتت تاليا وبعدها لم يلبث ايهم واتي هو الاخر وبعد مرور بعض الوقت هتفت الين قائلة :- بقولكم ايه انا جعانة يلا ناكل .
يزيد بمرح :- والله لسة كنت هقول نفس الجملة .
ايهم بجدية :- تمام شوفوا هتاكلوا ايه وانا وتاليا هنروح نجيب الاكل ونيجي .
حاولت اليس ان تعترض علي هذا الحديث ولكن رافل لم يعطيها فرصة فهو قد ادرك انها محرجة ان تأكل معهم ولكنه رفض اعتذارها عن الطعام وبالفعل ذهب ايهم وتاليا ليحضروا الطعام وبينماوهم يسيرون همس ايهم بجانبها :- ع فكرة العزومة دي ملهاش علاقة بعزومتنا دي حاجة ودي حاجة .
نظرت تاليا الي الارض بخجل وابتسمت قائلة :- ربنا يسهل .
وذهبوا بطريقهم حتي يحضروا الطعام وبعد ان اتوا قضوا وقتاً ممتعاً سوياً واندمجت اليس معهم بفضل مرح الين ويزيد وايضاً رافل فهو لم يعطيها فرصة لتشرد بعيداً عنهم .....
******************************************
في منزل السيد عبدالله :-
دلف السيد عبدالله والسيد كارم الي المنزل بعد يوم عمل طويل وجدوا السيدة هناء والسيدة هالة يشاهدون التلفاز فهتف السيد عبدالله :- السلام عليكم عاملين ايه .
السيدة هناء بهدوء :- وعليكم السلام .. الحمدالله بخير .
السيدة هالة بتساؤل :- حمدالله ع سلامتكم امال البنات مجوش معاكم ليه ؟
السيد كارم بهدوء :- في المحل مع اليس وشوية وهيجوا كلهم علي هنا .
السيد هناء بحنو :- انا فرحانة اوي ان اليس رجعت تخرج وبتعيش حياتها من تاني .السيدة هالة بفرحة :- انا ياهناء فرحانة بيها اوي عقبال كدة مانفرح بجوازهم .
السيد عبدالله بهدوء :- ان شاء الله كل شئ بأوانه .
السيد كارم بتساؤل :- احنا مش هنتعشي ولا ايه !
السيدة هالة بضحك :- انت بتفكرني بألين ياكارم بتموتوا ف الاكل .
السيد كارم بمزاح :- وهو في احلي من الاكل .
ضحكوا جميعاً علي حديثه وبعد قليل من الوقت اتت الفتيات والقوا التحية عليهم فهتف السيد عبدالله موجهاً حديثه لاليس :- ها ياحبيبتي مبسوطة انك رجعتي فتحتي محل الورد تاني .
اليس بابتسامة جميلة :- الحمدالله يابابا مبسوطة جداً .
السيد عبدالله بحب :- الحمدالله يابنتي ربنا يسعد ايامكم كلكم يارب .
بعد مرور بعض الوقت دلفوا الفتيات الي غرفتهم وبعد ان ابدلوا ملابسهم واستلقوا علي الفراش هتفت الين باستغراب وهي تنظر الي السقف :- ايه اللي احنا عملناه النهاردة دة !!
تاليا بصدمة :- احنا كنا قاعدين النهاردة مع 3 ولاد يانهاري .
لم تنطق اليس بحرف فنظرت اليها تاليا قائلة بتساؤل :- ايه يااليس مش هتقولي اي تعليق علي اللي حصل النهاردة !!
اليس بهدوء :- هقول ايه يعني معنديش حاجة اقولها .
الين بتساؤل :- مقولتيش يعني ايه رأيك ف شخصياتهم ف كلامهم كدة يعني .
اليس بضيق :- مش عارفة انا مش قادرة احكم عليهم كنت متوترة اوي النهاردة وخايفة .
تاليا بحنو :- حسينا بيكي ياحبيبتي عشان بقالك كتير بس مقعدتيش واتعاملتي مع ناس .
الين بمرح :- لا يوم ماتتعامل تتعامل مع 3 صبيان مرة واحدة اااةة منك ياسافلة .
ضحكوا علي حديث الين فهتفت تاليا بمزاح :- يوم ماتشطح تنطح زي مابيقولوا .
اليس بضحك :- انتو بتهزروا وتضحكوا عليا دة ع اساس انكم مقطعين السمك وديلها ماانتو زيكم زي .
تاليا بحسرة :- علي رأيك ياختي .
الين بمزاح :- طول عمري ف المدرسة وبعدها الجامعة اشوف البنات دي حبت ودي اتخطبت واحنا قاعدين شيييكل المطلقين .
انفجروا ضاحكين علي حديث الين فهتفت اليس قائلة بضحك :- بقولكم ايه خلونا ننام احسن بلا كلام فاضي .
الين بحسرة مصطنعة :- علي رأيك والنبي مالينا الا بعضينا .
تاليا بضحك شديد :- نامي بقا يابنتي احنا مش قادرين نضحك ع اللي بتقوليه حتي .
الين بمزاح :- نامي ياعجوزة منك ليها نامي .
ظلوا يتضاحكون سوياً لبعض الوقت ثم ذهبت كلاً منهم في ثبات عميق وسؤال يطرح نفسه بعقل كلاً منهم ماذا تخبئ لهم الايام الماضية .....
******************************************
بعد مرور شهران تطورت العلاقة كثيراً بين تاليا وايهم فقد ظلت تجمعهم علاقة العمل خلال تلك القضية التي كان متهم بها السيد عياش وبالفعل نال السيد عياش عقابه هو ومن ساعده وقد اعجب السيد كارم والسيد عبدالله بذكاء ايهم كثيراً بعد ان قابلوا وتحدثوا معه بخصوص القضية ومن وقتها وتكررت مقابلات ايهم وتاليا وشعر ايهم بانجذاب شديد تجاهها ولكنه يحاول ان يعبر لها ولكنها دائما تقوم بصده فهي الاخري تخشي ان ان تقع ف حبه وتحاول بشتي الطرق ان لا تتعلق به لكي لا يتحطم قلبها بالاخير ولكننا لانعلم مالذي سيحدث بينهم بعد ذلك ..
اما بالنسبة لالين ويزيد فقد تقابلوا عدة مرات في البنك الذي يعمل به يزيد اثناء انهاء الين لبعض الاجراءات المتعلقة بحسابات الشركة خاصتهم وقابلت هناك يزيد وكان يقوم بمساعدته دوماً وقد شعر يزيد ببعض الاعجاب نحو الين ولكن الين تقوم بتجاهله دوماً ولا تعطيه فرصة للتعبير عن مشاعره فهي ايضاً تخشي الوقوع في الحب ...
بينما عند اليس ورافل تطورت العلاقة بينهم كثيرا وشعر رافل بالحب تجاه اليس وقد بات يأتي كثيراً الي النادي حتي يراها ويتحدث معها وكثيراً مااصبح يقضي معها النهار بطوله بمحل الورد ويقوم بمساعدتها حتي يكون بجانبها بينما اليس لا تعلم كيف سمحت لعلاقتهم بالتطور اكثر من ذلك ولكنها تشعر باحاسيس مختلفة بوجوده ولكنها تحاول بقدر المستطاع ان تتجاهل هذا الشعور فهناك شئ بداخلها يخبرها دوماً انها لاتصلح للزواج وتحمل مسئولية منزل وزوج واولاد وهذا ماكان يؤرقها دوماً ....
وفي احدي الايام وعندما كان رافل مع اليس بمحل الورد كان رافل يقوم بنقل احدي احواض الزهور فهتفت اليس بتساؤل :- رافل انت عارف هتحطه فين !رافل بجدية :- ايوة يابنتي بطلي بقا الخوف الزيادة دة هي اول مرة انقلهم يعني .
اليس بضحك :- معلش انت عارف انا بخاف علي ورداتي ازاي .
رافل بضحك :- ورداتي !! شوهتي اللغة العربية قال خريجة اعلام قال .
ضحكت اليس علي حديثه وبعد ان قام بنقل الاحواض الي مكانهم جلسوا علي الطاولة الموجودة بالمحل وظل رافل ينظر لها بأعجاب وحب وهو يريد ان يصارحها بحقيقة مشاعره ولكنه يخشي ان ترفضه افاق من شروده علي صوتها الرقيق وهي تقول :- ساكت وبتبصلي كدة ليه .
رافل بتعجب :- عرفتي منين اني ببصلك .
اليس بابتسامة جميلة :- لما بيكون حد موجود معايا قريب مني وفجأة يسكت بحس ان في عيون متسلطة عليا فسألتك وانت أكدتلي اني صح .
ضحك رافل بهدوء وهتف بحنان :- بحب ابصلك اوي واسرح ف ملامحك .
خجلت اليس كثيراً وحاولت ان تتجاهل نبضات قلبها المتسارعة فنهضت وهي تقول بهدوء :- هعمل قهوة اعملك معايا .
امسكها رافل من يدها سريعاً وهو يقول بعيون تنبع منها الحنان :- اليس لو سمحتي اقعدي عاوز اتكلم معاكي .
شعرت اليس بتوتر غريب لم تشعر به من قبل وحاولت ان تفلت يدها من يده حتي تذهب فهتفت قائلة بتوتر :- اما اعمل القهوة ثواني وهاجي .
شدد رافل من امساكه ليدها ثم هتف بترجي وحنو :- لو سمحتي اقعدي محتاج اتكلم معاكي ومعرفش هقدر اقول الكلام دة تاني ولا لا .
جلست اليس وهي تشعر بالخوف من القادم فهتفت بتوتر قائلة :- اتفضل سمعاك .
اخذ رافل نفساً عميق حتي يرتب الكلمات بعقله ثم نظر لها بعمق وهتف بحب وحنان :- اليس صحيح انا عارفك من فترة قريبة بس بحس معاكي بحاجات عمري ماحسيتها مع حد قبلك قبل كدة انا عرفت بنات كتير بس انتي الوحيدة اللي اثرتي فيا بالطريقة دي بحب كلامك وضحكتك بقيت بحب اتفرج عليكي وانتي بتاكلي او وانتي سرحانة اليس اناا ...
كاد ان يعترف لها بحبه بينما هي هتفت بخوف قائلة وهي تنهض من مكانها :- بااااس متكملش .
نهض رافل وهو يقول بتعجب :- في ايه يااليس اديني فرصة اكمل كلامي .
انفجرت اليس في البكاء وهي تقول :- مش عايزة اسمع حاجة ابعد عني وامشي .
اقترب منها رافل وامسكها من كتفيها وهتف قائلاً باصرار وهو ينظر بداخل عيناها بعمق :- يعني ايه امشي انا مش همشي غير لما تردي عليا انتي في حد ف حياتك .
اليس بعصبية وبكاء صرخت ف وجهه قائلة :- مفيش حد في حياتي لاني مش عاوزة حد في حياتي امشي بقا وابعد عني .
رافل بحنو :- طب ليه عايزاني ابعد عنك اليس انا بحبك صدقيني مش هقدر ابعد عنك .
اليس ببكاء :- انا مبحبكش ومش بحب حد عشان بعد كدة حد يجي يقولي ياعامية انا مينفعش للجواز والحب او غيره سيبني بقا .
رافل بصدمة :- ايه اللي انتي بتقوليه دة انا يستحيل اعمل كدة اليس اديني فرصة واحدة بس وانا هثبتلك اني مش كدة .
اليس بضعف وهي مازالت تبكي :- انا مش عايزة اعرف انك كدة او لا انا مش عايزة اتجرح مش هقدر استحمل .
احتضنها رافل بتلك اللحظة بقوة وحنان وهتف قائلاً بحب :- انا مصدقت لاقيتك يااليس يستحيل اسيبك او اجرحك وعمري ماهخليكي تندمي بس اديني انتي بس فرصة واحدة وانا هثبتلك بحبك ازاي بس متبعدنيش عنك مش هقدر صدقيني .
ظلت اليس تبكي وهي تحاول ان تبعده عنها ولكنه كان يشدد اكثر من احتضانها حتي استسلمت له وسكنت بين ذراعيه ولكنها ظلت تبكي وهو يربت علي رأسها بحنو ورفق وعندما شعر بها هدأت قليلاً ابعدها عنه قليلاً واحتضن وجهها بين كفيه ومسح دموعها وهتف بحب :- اليس تتجوزيني .
اليس بحزن :- انت مش عارف انت بتقول ايه فاهم يعني ايه واحدة في ظروفي دي تتجوز انا مش شايفاك مش هشوف شكل بيتنا مهما اتخيلت مش هشوف ولادي بعد كدة مش كل حاجة هقدر اعملها معاهم صعب اوي يارافل ابعد عني صدقني انا منفعش .
رافل بحنو :- شششش انتي تنفعي ونص كمان وكل اللي انتي بتقوليه دة انا معاكي فيه هنعمله سوا ومع بعض هكون عينك اللي بتشوفي بيها .
اليس بضعف :- رافل ااا ...
قاطعها رافل قائلاً باصرار :- خلاص مفيش كلام اديني بس فرصة واحدة مش هتندمي يااليس انا بحبك وهحافظ عليكي محدش هيحبك قدي صدقيني .
صمتت اليس وهي لاتعرف ماذا تجيبه فهي ايضاً تشعر بمشاعر جميلة معه ولكنها تخشي ان تخوض معركة الحب فتخرج منها خاسرة وهي لن تتحمل تلك الخسارة ظل رافل يتحدث معها بمرح وحنان حتي يخرجها من حالة الشرود التي سيطرت عليها وبالفعل استطاع يجعلها تخرج من تلك الحالة وبعد مرور بعض الوقت اوصل رافل اليس الي المنزل بعد ان هاتف الين وتاليا فاخبروه انهم سينتظرونهم باسفل المنزل وبالفعل اوصل رافل اليس الي منزل اهلها وبعد ان صعدوا الي الغرفة اخبرتهم اليس بكل ماحدث معها اليوم وفرحوا كثيراً لاجلها وتمنوا لها السعادة وبينما هم يتحدثون دق باب الغرفة فسمحوا للطارق بالدخول والذي كان السيد عبدالله وهتف قائلاً بهدوء :- عاملين ايه يابنات .
الين بحب :- الحمدالله يابوب .
تاليا بحنو :- الحمدالله ياعمو عبدالله هو بابا وماما ناموا صح .
السيد عبدالله بهدوء :- ايوة طلعوا اوضتهم من شوية بس انا كنت عاوزكم في حاجة تانية او بمعني اصح عاوز اخد رأي اليس في حاجة .
اليس باستغراب :- حاجة ايه يابابا اتفضل .
السيد عبدالله بحب :- انتي متقدملك عريس ياحبيبتي ...
******************************************
في منزل رافل :-
وصل رافل الي منزله وهو يدندن وسعيد بكل مايحدث فهو حقاً يشعر بالحب تجاه اليس ولم يكن يستطيع تحمل فكرة انها ستبتعد عنه او تكون لرجل غيره لذلك صارحها بمشاعره وايضاً مااسعده اكثر انه شعر انها تكن له مشاعر وحتي ان لم تكن حب ولكنه سيجعلها تعشقه كاد ان يصعد الي غرفته حتي استمع الي صوت من الخلف ينادي قائلاً :- رافل استني لو سمحت .
لم يكن هذا الصوت سوي صوت والده التفت له رافل وهو يقول باستغراب :- خير يابابا في حاجة !
السيد عامر بجدية :- ايوة في موضوع كنت عاوز اكلمك فيه .
رافل بجدية :- انا كمان في موضوع عايز حضرتك فيه .
السيد عامر بهدوء :- تمام تعالي نقعد ونتكلم .
جلسوا بغرفة الصالون فهتف السيد عامر بتساؤل :- موضوع ايه دة اللي عاوزني فيه !
رافل بهدوء :- اتفضل قولي الموضوع بتاع حضرتك الاول .السيد عامر ببرود :- تمام كنت عاوز اقولك تعمل حسابك ان بكرة هنروح انا وانت مشوار ع الساعة 8 .
رافل باستغراب :- مشوار ايه دة !
السيد عامر بجدية :- هنروح نخطبلك ....
********************يتبع******************
#جعلتنى_اعشقها_تلك_العمياء
#أية_صبري
![](https://img.wattpad.com/cover/169991013-288-k387465.jpg)