مغامرة حب

تمرد!

كانت تائهة بعدما غدروا بها جميعا ! وتركوها كقطعة قماش بالية ، لم يبقى بجوارها احد يساندها لا عزيز ولا صديق ولا حبيب كلهم خذلوها واوجعوا قلبها!
كانت تسير هائمة لا تدرى اى الشوارع تسلك الى بيتها وهى تحفظها عن ظهر قلب!
  تسيرعلى رصيف الشارع والظلام يطغى على انحاءه لا شئ سوى ضوء خافت لمصباح انارة مكسور عند طرف الشارع!
صوت العدم يكسو ارجاء المكان يقطعه مواء قط شارد مثلها بلا رفيق ! رق قلبها لحاله فجلست على ركبتها تواسيه ، هى تعلم جيدا انها لاتواسى الا حالها . جلست تحدثه كأنما تحاور روحها لتتغمدها بالامان الذى افتقدته طوال عمرها.
قررت انها لن تتركه شارد مثلها ، ستأخذه انيس لوحدتها .فهى تعلم انها حين تعود ادراجها لن تجد احد ينتظرها . لاحضن امها ولا لهفة ابيها . فقد رحلوا عنها منذ زمن وتركوها تواجه الحياة بتمرد
تقتل مرة وتقاتل الف مرة ببسالة!
لكن ضربتهم اوجعتها هذه المرة
حسنا هى ستعود قوية كما عهدت نفسها يوما ما مهما طال الوقت ام قصر!
حملت قطها واكملت طريقها وهى تداعبه ، لم تدرك ذاك الغريب الذى يسير خلفها كظلها ، حين وصلت شقتها كانت تطلب الدفء والامان
ولكن من اين يأتى الدفء وقلوبنا بارده كالثلج!
اما هو فاطمأن لوصولها و عاد ادراجه مرة اخرى، يراقبها منذ عام اسرت قلبه منذ اللحظة الاولى . ضحكتها الآسرة و عيونها الخلابة انبتت الزهر فى قلبه واحيته بعد موت دام عدد عمره !
يحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب ويعرف خبايا يومها ، اين تذهب ، ماذا تحب ، كيف تبتسم ،يعرف كتابها المفضل ، صوتها المحب ، اصبح يحب موسيقى الجاز مثلها!
ذهب الى حصص لتعلم الرسم من اجلها حين علم ولعها بالمعارض والرسامين. وحين رسم اول مرة لم يجد فى خياله سوى وجهها!
كأنما اصبحت له النجوم والكواكب و المجرات والكون اجمع ، لكنها بعيدة كالشمس لا احد يدركها وحين تقترب حتما ستحرقك بنارها! فكان خياره ان يحبها من بعيد فى صمت! لكن هذه المرة لن يستطيع ان يتركها تواجه الحياة وحدها بعدما اوجعوا قلبها!
ماذا بإمكانها ان تفعل حين يأتيها دعوة زفاف لصديقة عمرها وحبيبها! كيف بإمكانها ان تثق فى اى حد بعد ذلك! كان يرقب المها من بعيد ولا يجرؤ على الاقتراب ولكن يكفى بعاد هكذا ، لقد حان الوقت ان يعوضها عن كل الالم ويعيشا مغامرة حب تليق بأميرته المخذولة !
بدا بمحاولة احضار دعوة للزفاف ! يعلم يقينا انها ستذهب الى الزفاف وستواجه خوفها ببسالة ، هو يعلم كم ان حبيبته قوية!
جلست تداعب قطها ونيس وحدتها الجديده
 
رهبة اول يوم فى الجامعة كانت كارثة بالنسبة لها
قد اعتادت ان تبقى وحيدة دائما لا تعرف كيف تحادث الناس او تتصرف ! ليست اجتماعية بالمرة
جلست تنتظر اولى محاضراتها فى احد الاركان بعيدا عن تكتلات رفاقها! وجدتها تقبل عليها بثغر متبسم
كيف حالك
بأفضل حال !
انا مريم ، وانت
جورى ؛اسمى هو جورى!
تحادثتا طويلا وتبادلنا ارقام الهواتف على وعد بلقاء جديد ،توطدت علاقتنما واصبحنا لانفترق!
استفاقت على مواء قطتها كمن تنبهها ان تستيقظ من اوهامها هى كانت مجرد ورم خبيث رافقها بضع سنوات وغدا ستقرر استإصاله نهائيا، لقد قررت ان تحضر الزفاف لتريهم انهم لم يزيدوها الا قوة وانهم لا يهمونها بتاتا!
31 ديسمبر!
غدا العام الجديد ، وتغير جذرى لمسار حياتها بعدما كشف الله لها نوايا كل من حولها واوشكت على التخلص منهم!
قررت التمرد بفستان احمر وصبغ شفاة احمر!
الاحمر لون القوة والتمرد ياعزيزى!
وحين تقرر المرأة ان ترتدى الاحمر فحتما تنوى ان تشن حربا ما !
اطلقت شعرها الكستنائى واصبحت جاهزة لتحتفل بزفافهما ، ليسا لديها اغلى من كليهما!
وضعت عطرها من الجورى ، وكحلت زيتونتيها
وخرجت وكأنها تعلن حربها ولن ترحم احد!
ركبت سيارتها الخاصة ووصلت ف غضون عشر دقائق الى فندق الزفاف
كانت نظرات الضيوف تتجه اليها ، كيف اتت ألم يكن هذا حبيبها !
كانت تسير بتمرد كأنها تغلق افواه الجميع ، جلست ورفعت ساقها على الاخرى ، واخذت تتفحص وجوه الجميع ! ثم اتجهت بنظرها اليهما فنظرت بشئ من الامبالاة ثم اشاحت نظرها عنهم!
اتسمحين بمشاركتى هذه الرقصة يا انستى!
كانت ستهم بالرفض ولكنها قالت فى نفسها ولما لا!
اشارت برأسها ان نعم!
وامسكت بيديه الممدودة
كانت تتمايل بخفة مع الموسيقى ،تتحرك كأنثى صقر جريحة وجراحها غائرة !
كان يود ان يحتضنها ويعلن للجميع انها ملكيته الخاصة !
هل اعلنتى حربك انستى؟
عفوا!
الاحمر يليقك بك كثيرا ، يشبه تمرد عينيك!
انسحت بخفة للخلف وافلتت يديه وعادت لمجلسها ثانية !
ذهب خلفها ووقف تجاه نظاريها!
لدى عرض لمغامرة لك
وما الذى يجلعنى اقبل!
القويات المتمردات يهوين المغامرات انستى!
لم يمهلها ان ترد! وضع كارت خاص يحمل رقم هاتفه و ذهب!
واشار لها : انتظر مكالمتك انستى !
عادت لبيتها و قد كرهت دور ادعاء القوة هذا ، ان روحها هشة للغاية كغزل السكر . عادت تطلب الامان من جدران منزلها ، تفكر فى ذلك الغريب الذى اقتحم خصوصيتها !
هى تحتاج شئ من التغير ، تحتاج ان تبدأ من جديد