معاناة (1)

36 3 1
                                    

يركض أحمد الى أرضه ... ليجدها محترقة بالكامل ... حتى بقرتهم التي تحرث الأرض قد ماتت ... يحاول أحمد امساك غضبه... لكن دون جدوى ... ليحمل نفسه الى بيت المختار ... فيضرب على الباب بقوةٍ و غضب ...
خليل " يتثاءب" : من الطارق ؟
أحمد " بصوت مرتفع ": أنا ... افتح يا خليل بيك
ماهر " يصل الى بيت المختار لاهثاً": لا تتهور يا أحمد
خليل " يفتح الباب ... ينظر الى أحمد بتكبر ... قائلاً باستهزاء ": ما هذا ... أتطرق بابي في منتصف الليل و أنت بهذا المنظر " مشيراً اليه "
أحمد" غاضباً" : أتستهزؤ بي " يضربه بقبضته ... وينهل عليه بالضرب "
************************************
في صباح اليوم التالي ... في مركز الشرطة البريطانية .... يقف احمد امام الضابط البريطاني ... بينما يجلس خليل على الكرسي يمسك الكدمات التي على وجهه متأوهاً
الضابط: أنت يا ... ما كان اسمك؟
خليل : أحمد اسمه أحمد
أحمد " يقبل عليه ليكمل الضرب فيمسكه ماهر " : أسكت يا *****
خليل : أنظر سيدي ... و يشتمني أمام حضرتكم
الضابط " موجهاً الكلام الى أحمد ": الا ترى ما فعلته بهذا السيد و تريد اكمال الضرب أيضاً و ماذا أمامي
أحمد : نعم لأنه أحرق ارضي
خليل : كيف احرقتها و أنا كنت نائماً في بيتي
أحمد " من بين أسنانه ": تبعث أحداً ليحرقها ليس ضرورياً أن تكون أنت بجلالتك
خليل : أها .... يعني أنك تفتري علي
أحمد : أنا ... و لم لا يكو..." يقاطعه الضابط "
الضابط : كفى ... كفا عن الشجار ... يا بني " ينادي على الشرطي الذي بالخارج "
الشرطي " يضرب التحية ": احتراماتي سيدي
الضابط : خذ أحمد و ماهر الى " النزارة "
" يخرجان بصحبة الشرطي ... ثم يُغلق الباب "
الضابط " يرفع سماعة الهاتف الذي يرن ": نعم سيدي ... انه أمامي الآن ... حاضر .." يغلق السماعة ... ثم يوجه حديثه لخليل " المندوب السامي يريدك فوراً
************************************
في بيت أحمد ... تجلس شريفة تندب حظها ... بينما تجلس خديجة مع ابن عمها الذي يصغرها بسنتين و هي تبكي ... فيسألها ببراءة : لمَ تبكين يا عزيزتي ؟
خديجة" تكفكف دموعها " : ألا تدري يا حسن بأن أبيك في السجن الآن
حسن : نعم أعلم ... و أعلم أيضاً أنه سيخرج لأنه مظلوم ...... أبي لا يمكنه ايذاء دجاجة
خديجة " تبتسم من بين دموعها ": يا صغيري " تحضنه " أنت لا تعرف شيئاً في الحياة
حسن " وهو في حضنها يرفع رأسه للأعلى" : لا بل أعرف كل شئ
يُطرق الباب ... لتفتح شريفة ...
شريفة : تفضلي يا أم محمود
أم محمود : أرأيت ما حدث لزوجي و زوجك
شريفة " تجلس القرفصاء واضعةً يدها على خدها متحسرة": نعم ... فكل هذا من تحت رأس هذه العقربة " مشيرةً الى خديجة " ما به و بأرض هذه الفتاة ... لو ماتت في ذلك اليوم مع أمها لكانت حياتنا أفضل
تقفز خديجة من مكانها ... لتفتح الباب و تركض بعد أن اغرورقت عيونها بالدموع ... لتجد نفسها أمام عيادة ذلك الطبيب ... تدق الباب و تدخل
الطبيب " يجهز معداته واقفاً بعكس اتجاه الباب ..." : أهلاً و سهلا ً فيكِ يا فتاة السكاكر ... كنتُ أنتظركِ ... لمَ تأخرتِ ؟هذه ليست من عاداتك..." يلتفتُ اليها ليجدها هالكةً بالدموع... يقبل عليها مستغرباً " ماذا هناك ؟ لمَ تبكين يا صغيرتي ؟!
خديجة " من بين شهقاتها ": لا أدري لمَ أنا هنا بالذات .... صراحةً لا أدري لمَ ساقتني قدماي الى هنا ... و لكن....
الطبيب " يجلسها على كرسي أمامه ": هيا أخبريني ما الذي حدث
"تخبره بكل التفاصيل "
الطبيب " متعاطفاً": كفي عن البكاء الآن و قولي لي " يقف " أأكلت شئ ؟
خديجة : لا و لا أريد أن آكل
الطبيب : لا يجوز ... فصحتك بدنيا ... اسمعي سأحضر لكِ الطعام
خديجة " مطأطئة الرأس " سأسألك سؤال ؟
الطبيب" و هو يحضر الطعام " : اسألي
خديجة : هل أنا نقمة على العالم
الطبيب " باستغراب و هو يضع الطعام أمامها ": بالطبع لا ... لمَ تسألين ؟
خديجة : دائماً تقول لي ذلك....
الطبيب : من ؟
خديجة : زوجة عمي ....
الطبيب : لا تسمعي منها ... فأنت فتاة ليس لها مثيل في العالم كله
خديجة: حقاً
الطبيب : بالطبع ... هيا كلي أو أطعمكِ
خديجة " تبتسم ": لا سآكل لوحدي
************************************
في مكتب المندوب السامي ... يُطرق الباب

High Commissioner: come in
المندوب السامي : ادخل
Khalil" he opened the door ": Good morning sir

خليل " فتح الباب ": صباح الخير سيدي

High Commissioner: good morning Khalil set down
المندوب السامي : صباح الخير خليل اجلس
" he completed " what do you do with Ahmed ?
" أكمل ": ماذا فعلت مع أحمد؟
Khalil: Nothing sir
خليل : لا شئ سيدي

High Commissioner: what ? " he stands up " what do you say ? I want this land as quickly and at any price
المندوب السامي : ماذا؟ يقف .... ماذا تقول ؟ أنا أريد هذه الأرض بسرعة و بأي ثمن
Khalil: l know that sir but Ahmed is tenacious person
خليل : أنا أعلم و لكن أحمد شخص عنيد

High Commissioner: No problem ... he is under our grasp now
المندوب السامي : لا مشكله .... هو تحت قبضتنا الآن
************************************
بعد اربع أعوام .... تجلس خديجة تحت شجرة مممسكةً بيدها ورقة تقرأ ... لتدمع عينيها ....
خديجة تقول لتفسها " اربع أعوامٍ و أنا أقرأ هذه الرسالة ... حفظتها سطر سطر ... و كلمة كلمة ... ذلك اليوم الذي ودعتني فيه لتذهب الى بيروت لاكمال دراستك هناك ... لا أحد صبرني على ما حدث لعمي غيرك أيها الطبيب ... ثم تمسح دموعها ... لترى من بعيد حسن مقبلٌ عليها ...
خديجة " مكفكفةً دموعها ... ثم تبتسم ": أهلاً حسن
حسن : أهلاً بكِ عزيزتي
خديجة : كيف الكُتَّاب اليوم؟
حسن : تعلمتُ فيه الكثير اليوم
خديجة : ماذا تعلمت أخبرني " تمسك يده ليسيران الى البيت معاً وهو يخبرها عن قصص الكُتَّاب... ليصلا الى البيت ... ما أن يدخلا البيت ... لتستقبلهم شريفة "
شريفة " متخصرة ": أهلاً و سهلاً ... شرفتما أخيراً...
خديجة : ماذا هناك ؟
شريفة : هناك مكتوب بعثه السجن وضعته هناك " تشير بيدها الى مكانه "
تتنافس خديجة و حسن للوصول اليه و امساكه ... لتصل اليه خديجة أولاً
شريفة : لا تخبريني بأنكِ تعرفين القراءة ؟!
خديجة : نعم أعرف القراءة " تفتح المكتوب ... فتدمع عينيها مصدومة 😲"
***********************************
Thank you for reading this novel ... don't forget vote and comments and if you like it share it with your friends...








🎉 لقد انتهيت من قراءة ألوان مزيفة 🎉
ألوان مزيفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن