الحلقة التاسعة عشر

17.9K 425 11
                                    


روكا بزعيق : أيوه كلام عيال ورجعت في كلامي وأحنا لسه على البر أحنا مش اول ولا أخر ناس فرحهم يتفشكل يوم الفرح ....خد الموضوع ببساطة وجنتله أنا قولت مفيش فرح ...أنت المفروض تتقبل كلامي بصدر رحب وتسمع الكلام
قاسم جز على أسنانه بغضب : أسمع الكلام واشرب اللبن قبل مانام
روكا بهدوء مفتعل : أيوه تمام
قاسم بغضب مكتوم : بصي بقا يابنت الراجل الطيب أنتي هتيجي معايا من سكات ووشك ده الابتسامة تكون عليه من الودن للودن والا
روكا : وألا أيه بقا
قاسم بغضب :بدل مالموضوع يبقا مش اول ناس فرحهم يتفشكل يوم كتب الكتاب هيبقا حاجة تانية...أنتي بقا لو مسمعتيش كلامي هخليها ليكي فضيحة بحق وحقيقي وهقول للكل وأنا ماسك الميكروفون وبغني أنك قضيتي معايا ليله بالالوان الطبيعة وأنا كنت عايز أصلح غلطتي وأنتي طلعتي مكليش فى الطيب ....وابتسم بشماته ...عندك مهله خمس ثواني هيتحدد فيهم مصيرك... ياالفضيحة هتلازمك انت وابوكي طول العمر ...ياأمري لله هعصر على نفسي ليمونة وأشربك بس لفترة مؤقته ونظر لساعته وابتدى فى العد
واحد ...اتنين ...تلاته
روكا بغيظ مكتوم وهى بتجز على أسنانها : همشي معاك
قاسم بابتسامة باردة : هاتي أيدك عشان نخرج وفين الابتسامة اللي من الودن للودن
روكا أتصنعت الابتسامة ورسمت على وجهها ابتسامة صفراء : حلو كده ...أنت بس أمر وأنا هنفذ علطول
قاسم : من ناحية الاوامر مش هبطل أوامر وأنتي غصب عنك هتنفذي
روكا الابتسامة أختفت وبنبرة حادة : مين دي اللي هتأمر وهتنفذ غصب عنها
قاسم بابتسامة : أنتي ياروحي وبلاش بصت الغباء دى ...وكمل بسخرية وفين الابتسامة ...مسك ذراعها متأبطا ...يلا بينا
نفضت يداه الممسكة بذراعها ودقت بقدميها على الارض بحركة طفوليه : مش همشي معاك الا لما افهم المقصود من كلامك
قاسم بنبرة مرعبة : أنا قربت أجيب أخري معاكي ....مش كفايه اني مغصوب على الجواز منك وأني أتدبست فيكى كمان بتتبجحي قصادى ...هتمشي معايا ولا هتفضلي هنا ...ليكي حرية الاختيار
روكا بهدوء ظاهري : أنا بعفيك من التدبيس من جوازك بيا وبقول ليك أنت حر من وعدك ليا
قاسم بغضب : أنا أديت كلمة لأبوكي ومش أنا اللي برجع في كلامي ...أخذ عدة أنفاس متتالية غاضبة ..هتمشي معايا ولا هتفضلي
روكا باستسلام : هجي ...
خرج قاسم من الغرفة ممسك بيد روكا
وتنهدت براحة كل من ليلى وهنا
ليلى حضنت روكا : مبرووك حبيبتي وربنا يهنيكي
روكا عيناها لمعت بالدموع : ربنا يخليكي ليا ماما
هنا بتأُثر: خلو المشاعر دي وقت تاني...يلا بينا عشان المأذون مستني من بدري
تم عقد القران ...وعلت التهاني بالزواج ...واشتغلت موسيقى هادئة... الجميع جالس وحالة من الملل ترفرف على الحاضرين ..العريس والعروس لا ينظر أى منهم للأخر
يوسف عيونه تتبعت هنا في كل خطوة ..أقتربت منه بخطى متهمله
يوسف بابتسامة : ياهلا ياهلااا بالقمر
هنا بضيق : مش وقته خالص
يوسف : مالك ...أيه اللي مضايقك بس
هنا شاورت باتجاه قاسم وروكا : شوفت منظرهم عامل أزاي ولا كأنهم في جنازة ...بذمتك دول منظر عرسان ...وشوف كمان المعازيم معظهم بيتاوب واكيد بيقولو في نفسهم أمتى نمشي
يوسف : ده بقا اللي مزعل القمر بتاعي
هنا : أيوه مش فرح صحبتي وأختي
يوسف غمز بحواجبه : أنا مستعد أخليلك الفرح ينطق ...بس بشرط
هنا بأمل : وأنا موافقة على أي حاجة تقولها
يوسف: أنتي قولتيلي أن باباكي وافق على الخطوبة
هنا بتفكير في مغزى كلامه : أيوه
يوسف بابتسامة ماكرة : يبقا كل حاجة وليها مقابل ...أنا هخلي الفرح يولع من الحركة وأنتي هتوافقي على اللي هعمله
هنا : أوافق على أيه بالظبط
يوسف : هقولك بعدين خليها مفاجأة ....هاااا موافقة على شرطي
هنا ضيقت بين حاجبيها بعبوس : مش هوافق الا لما تقولي انت عايز مني أيه
يوسف هز كتفه : خلاص خلي فرح صحبتك زي غرفة الانعاش بيطلع فى الروح
هنا : بطل رخامة يايوسف وقولي ايه المقابل
يوسف بابتسامة ماكرة: خليها مفاجأة
ذهب يوسف إلى منسق الدي جي... وامسك الميكرفون وجذب قاسم بصعوبة ليشاركه الرقص ولوح بيديه في الهواء كأشارة منه لدعوة الجالسين بالرقص... هنا جذبت روكا وبنبرة خافته : ابتسمي عشان خاطري وارقصي يلا معايا...
صدح صوت يوسف بالغناء

غمازات

يا عيون حبيبى غمازات... لوح بيده باتجاه هنا ورسم شكل قلب وراماه في الهواء تجاه هنا... احمرت خدودها بخجل والهت نفسها بالرقص مع روكا الغير واعية بمن حولها وابتسامة سعيدة تزيين ثغرها الوردي

حلو يا حلو غمازات

كل يوم غمازات دة يوم ويوم غمازات..

انا نفسى يوم غمازات اعشلى يوم بالغمازات

حب يا حب غمازات عشق يا عشق غمازات... غنى يوسف وعيونه لا تبارح هنا... غنى بصوت عاشق ولهان... سادت حالة من البهجة بين المدعوين مرددين معاه كلمات الاغنيه...ازدحم الاستيدج بصديقات روكا مشكلين حولها دائرة راقصة... والشباب مشكلين دائرة راقصة حول قاسم ويوسف

شوق يا شوق غمازات القلب فوق غمازات

الدنيا اكبر غمازات يوم تهزك غمازات ويوم توزك
غمازات وبيت بيضة غمازات
وفى كل حتة غمازات اة يا حتة حتة غمازات يا عيون حبيبى غمازات
اة عشق يا عشق غمازات
شوق يا شوق غمازات
والقلب فوق غمازات

لاحظت غادة جميع حركات يوسف تجاه ابنتها وأيضا عمار
عمار بغيظ مكتوم : شوفتي ياغادة حركاته اللي من تحت لتحت ...أنا خلاص قايم هجيب هنا ..هم بالنهوض ..أمسكت غادة ذراعه وأجلسته مرة أخرى
غادة : أقعد بس ياعمار وبلاش تلفت الانظار لينا ..هما يعتبرو في حكم المخطوبين
عمار زفر بحدة : مين دول اللي مخطوبين
غادة ضيقت بين حواجبها بعبوس : أنت اللى قولت لبنتك موافق ولا نسيت كلامك ليها
عمار بغيظ: مش نسيت ولا حاجة ...بس مش مشكلتي أني عايز لبنتي الوحيدة راجل أحسن منه ...راجل ميكنش عنده ولاد ..نظر ل غادة بضيق ...حقي ولا مش حقي أفكر للاحسن لبنتي
غادة بنبرة مهدئة : حقك طبعا ..محدش فينا مقالش مش حقك ...بس هي بتحبه وهو كمان وأنت سألت عليه كويس وعرفت أنه أنسان محترم ومتدين عايز أيه أكتر من كده
عمار بحدة : عايز الاحسن
غادة : أهدى ياعمار أحنا أتفقنا خلاص ووعدت بنتك انك موافق على خطوبتهم ..أدارت رأسها ونظرت لهم بهيام ...شوفت نظراتهم لبعض ياعمار ...صدرت عنها تنهيدة حالمة ...بيفكرونا ببعض أيام الشباب...نفس نظراتك ليا ...كنت زيه بالظبط
عمار بتأفف : أنتي هتقارني العيل ده بيا ...مين ده اللي زي
غادة امسكت كلتا يداه وقالت برجاء : فاكر ياعمار لما أهلي كانو رافضينك ...بلاش تعمل زيهم وتكون عقبة قصاد حبهم ...عشان خاطري ياعمار أضحك وفك التكشيرة دي من على وشك ...خلي بنتك تفرح
عمار أسترجع ماضيهم ومحاولاته المستميته فى أقناع والد غادة على أتمام خطوبتهم وبعد ذلك الزواج وتمسك غادة بيه بالرغم من اغراءات وضغوط أسرته لايجاد زوج أحسن منه ...أرتسمت أبتسامة خفيفة قائلا بحب ....حاااضر ياغادة ..هقبل يوسف كخطيب ل هنا ...كله عشان خاطر عيونك
وعندما أنتهى يوسف من الغناء ..مشى باتجاه هنا وهو مازال ممسك الميكرفون محدثا المدعوين ...ألنهاردة الفرحة فرحتين ( ساد الصمت في القاعة)...فرح أخويا وحبيبي قاسم ...والفرحة التانية موافقة سيادة المستشار عمار على خطوبتي ببنته هنا ...وأمسك ذراع هنا المذهوله ومشى بيها باتجاه الطاولة الخاصة بعائلتها تحت نظرات قاسم وروكا المتفاجئة ...علت أصوات مهللة من الشباب والفتيات
عندما وصل بالقرب من الطاولة وهو مازال ممسك بذراع هنا قال بابتسامة عكس مابداخه من توتر ...خائفا من الرفض...هنا مصابة بحالة من الذهول ونظرت لكلا من يوسف ووالدها
أخرج يوسف من جيبه علبة قطيفة ...فتحها وأخرج خاتم مصنوع من الذهب فى اعلاه حجر كريم لونه ازرق على شكل قلب ...أمسك يد هنا وأدخل الخاتم فى أصابعها ...بنبرة خااافتة : مبرووووك
علت الاصوات المهنئة مباركة لهم عيون مهنئة وعيون حاسدة لهذا العاشق الجرىء
غادة بابتسامة سعيدة : مبروووك حبيبتي
عندما هما عمار بالاعتراض ..أمسكت غادة ذراعه وحدثتها صامته بلغة العيون ..أرجوك لا تشوه هذه اللحظة السحرية في حياة أبنتك ...كتم غيظه مستسلما وزيين فمه بابتسامة ...خرج صوته باهتا : مبروووك
لما سمع يوسف نبرته المهئنة زفر بارتياح ...قائلا بابتسامة : أيه رأيك في المفاجأة دي ...أنخفض صوته ليكون مسموعا لها فقط ...انا كنت حاطط أيدي على قلبي ...لسيادة المستشار يبوظلي مفاجأتي بس تصدقي باباكي طلع جدع اوي
هنا لمعت عيناها بدموع السعادة غير مصدقة أنها تمت خطوبتها في هذه اللحظة...بنبرة خافتة : مجنون
همس يوسف : مجنون بحبك
أصبحت القاعة نابضة بالحياة ...أخذ يوسف يرقص ويغني مرافقا له قاسم
قاسم بابتسامة : ربنا يسعدك يايوسف ...بس أيه الجرأة دي مكنتش خايف يطلع طبنجته من جيبه ويطخك رصاصتين
يوسف ضاحكا : أسكت ياقاسم أنا كنت حاطط أيدي على قلبي ليعملها
قاسم بضحك : طول عمرك متهور

روكا بتأنيب: أنا زعلانه منك أوي ياهنا ....تتخطبي ياهنا ومش يهون عليكي تقوليلي
هنا : انا زي زيك بالظبط مكنتش أعرف أنه هيعمل كده ...هو كان قايل هيعملي مفاجأة ...مش عايزاكي تزعلي مني...أنا مكنتش بجد اعرف حاجة
روكا بعدم تصديق : بجد ...أزاي جاتله الجرأة يعمل كده من نفسه
هنا ابتسمت : أصله مجنون ومتهور
تأملت روكا ملامح هنا السعيدة وعيونها اللامعة ببريق الحب ....أمتلاكتها بعض مشاعر الغيرة ...نفضت روكا ما جال في عقلها من مشاعر حسد فهي أختها وصديقتها الوحيدة ....
روكا بابتسامة خفيفة : باين عليه أنه مجنون وباين عليه بيحبك اوي
هنا هزت رأسها بخجل: وأنا كمان
دلفت في هذه اللحظة شاهي وبجوارها أحمد ولما رأتهم روكا أرتعدت داخليا خائفه من شاهي
شاهي بابتسامة خبيثة : مبرووك روكا مع أني زعلانه منك عشان معزمتنيش على الفرح
أحمد : مبروووك روكا
روكا بخوف : الله يبارك فيكم ...معلش ياشاهي أتلاهيت فى تحضيرات الفرح
شاهي بمكر : أنا مش زعلانة حبيتتي أنا فرحانه ليكي وجاية أبارك ليكي للمرة التانية
روكا أقتربت من أحمد وهمست في أذنه : أرجوك ياحمد خد شاهي من هنا ...مش عايز فضايح ....أحمد قلبه رق فهو يكن لها مشاعر أعجاب ...رد خافتا ...حاضر ياروكا
قاسم اشتعل غاضبا عند رؤيتها لحركة روكا وهمسها في أذن راجل غريب ...مشى باتجاهم بخطى غاصبة
قاسم بغضب مكتوم : مش تعرفينا
هنا ردت بالنيابة عن روكا : شاهى وأحمد صحابنا
أحمد مسك ذراع شاهي وجذبها ناحيته : هنستئذن أحنا ..ومشى كلايهما مبتعدا
زفرت روكا بارتياح عند أنصرفاهم
هنا وجدت الجو بين قاسم وروكا يشع بطاقة سلبية ...
قاسم أشار ل يوسف ...يوسف ما صدق حتي يقترب من حبيته
يوسف بابتسامة : نعم ياقاسم بيه تطلب أيه
قاسم تصنع الابتسام : هنمشي دلوقتي أتصرف
يوسف : هو أنت لحقت ده يدوب الفرح لسه شغال
قاسم بحدة : ملكش فيه
يوسف : حاضر بس متزقش كده ولعب حواجبه.... ايوه بيضلك في القفص الليله دي.. وغني الليلة فرحي ياجدعان وهتجوز.. هتجوز.. وعندما رأى نظرات قاسم المشتعلة... ذهب سريعا لمسئول الدي جي وهمس في أذنه ...مرت ثواني وعلت موسيقي زفه خروج العروس ...تأبط قاسم ذراع سهى متجهين الى خارج القاعة
اجتمع حولهم المدعويين وهنا ويوسف وحسن وليلى
ليلي احتضنت ابنتها : مبرووك حبيبتي وربنا يتمملك علي خير
حسن عيناه لمعت بالدموع : خلي بالك من روقية ياقاسم
قاسم : رقية في عيوني ومتخافش عليها ....بنتك أمانة عندي
روكا ركبت بجوار قاسم وانطلق بسيارته ...وطول الطريق ظل كلايهما صامتا
بعد مضي فترة من الوقت ...اوقف قاسم السيارة ...نظرت للخارج مندهشة من توقفه في هذه المنطقة الشعبية
قاسم بحدة : أخرجي
روكا برفض : أخرج فين ...أنا مستحيل أخطي برجلي برا العربية وامشي بفستاني في المنطقة البيئة دي ..
قاسم بغضب : لسانك ده يتعدل وتتكلمي باحترام عن المنطقة اللي هتعيشي فيها من يوم ورايح
روكا بصدمة : أعيش فين هنا أنت أكيد مش في وعيك
قاسم فتح باب العربية بغضب ...روكا بخوف بقولك مش هخرج ...وهقول لبابي يجي ياخدني
قاسم ضحك بشماته : مين اللي هيجي ياخدك ...أنا أصلا متفق معاه أنك هتعيشي معايا فى الحارة
روكا هزت رأسها بصدمة : مش معقول بابي يعمل فيا كده
قاسم : معقول ونص ...الراجل جاب أخره منك وقالي خلاص روقية بقيت مسئوليتك ...
روكا : مستحيل بابي يعمل فيا كده
قاسم رفع روقية بين ذراعاه غير مبالي بأعترضها ...مبتسم سخرية ...خلينا ندي مشهد رومانسي لاهل الحارة ويقولو العريس مشتاق لعروسته
وعلى السلم فتح يحيي وزوجته الباب منتظرين رؤية قاسم لتهنئته
يحيى بابتسامة : مبرووك يابني ...كان نفسي أحضر الفرح انا والحاجة بس انت عارف الظروف
قاسم : عارف ياعمي
كريمة زرغدت بفرحة : مبرووك ياغالى
قاسم وهو مازال حامل روكا : الله يبارك فيكم ...هستئذن بقا ...وغمز بعينيه ...أصل العروسة تعبانة
واول مااغلق قاسم باب شقته أنزل روكا بحدةعلى الارض فكادت تقع
روكا بغضب وهي تدق بقدميها على الارض: انا مش هعقد دقيقة واحدة هنا ...وتجولت عيناها على كل ركن في الشقة بقرف ....أنا روكا هقعد هنا ..وأشارت على الشقة باشمئزاز ..أنا هقول لبابي
قاسم ببرود : مش بتفهمي وكمان بتنسي ...هعيد كلامي تاني ..عمي عارف أنك هتعيشي معايا هنا ومواااافق
روكا بعند : أنا مش مصدقاك ...بابي عمره ماهيقول كده
قاسم أخرج تليفونه وقام بالاتصال بحسن : أتصلت بيك زي ماقولتلي ...عشان اطمنك اني وصلت خلاص
حسن : وهي عاملة أيه
قاسم بابتسامة خبيثة : هتولع في الشقة وأعطى التليفون ل روكا ...خدي كلميه وبالمرة تتأكدي
روكا بحزن : حاضر بابي ححاول أكون هادية واسمع الكلام
وعندما قفلت التليفون ...نظر لها قاسم ببرود ...صدقتي ولا لسه مش مصدقة
روكا بدموع : ازاي بابي يخوني ويقبل بي كده ...نظرت ل قاسم باتهام ...أنت السبب أكيد بتهددو بحاجة عشان كده وافق
قاسم ببرود : وليه متقوليش أنه زهق منك ومن تهورك واستهتارك وماصدق أني أتجوزتك عشان أربيكي من اول وجديد
روكا بغضب : أنا متربية غصب عنك
دخل قاسم في نوبة ضحك : ههههه متربية ...كله على أيدي
روكا كادت تنفجر من الغيظ : أنا هخرج من هنا يعني هخرج ...مش هقعد في الشقة دي دقيقة واحدة
قاسم أغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه قائلا بلامبالاة : عايز أشوف هتخرجي أزاي
روكا ضربت على الارض بحدة بقدميها : خرجني بالذوق والا
قاسم بسخرية : ولا أيه
روكا لسانه عجز عن الرد فهي لا تعلم ماذا سوف تفعل لكي تخرج ...أقتربت منه في محاولة شبه مستحيلة لتخرج المفتاح من جيبه وبكل سهولة لوى ذراعها خلف ظهرها ..
قائلا بابتسامة : هي دي بقا محاولتك العقيمة عشان تخرجي
روكا دخلت في نوبة هستيرية من الزعيق : أنت واحد همجي ...حيوووووان ..حيواااااااان
سمع قاسم تشكيلة من السباب المنقي ياخيار خارج من هذا الفم الرقيق...مبتسما داخليا فهو لم يكن يتخيل سماعه وصلت ردح على الطريقة الافرنجه ...كان شىء جديد عليه فهي بالأكيد سوف تكسر حالة الملل والرتابة في حياته
استمرت لفترة تزعق وتسب حتى شعرت بالتعب والصداع
قاسم ظل صامتا طول فترة صراخها الهستيري ...قائلا ببرود : خلصتي
روكا بتعب : أيوه
قاسم بهدوء : أدخلي الاوضة ..شاور بيداه ناحية الشمال ....دي هتبقا أوضتك أدخلي يلا غيري هدومك عشان تحضرليلي العشا
روكا نظرت له ببلاهة : عشا
قاسم بضيق : غبية وكمان طرشة مش بتسمعي
روكا رجعت لحيويتها مرة أخرى عندما اهانها ونفضت عنها عبائة الاجهاد ...ردت بغضب:عشا ايه اللي بتقول عليه اعملهولك ...هو أنت فاكرني الخدامه الفلبينية بتاعتك... عشي نفسك بنفسك
قاسم نظر لها نظرات مرعبة ...جعلتها ترجع عدة خطوات للخلف خائفة منه
قاسم بضب: أنتي بقيتي مراتي وحتى لو لفترة قصيرة ...هتكوني ست البيت وهتعملي اللي يتطلب منك من غير ماتنطقي بحرف واحد ...وأشار بيده تجاه شىء معلق على الحائط ...شايفه الكرباج ده ...جايبه مخصوص لشخص معين وضغط على كل كلمة ببطء شديد ...ومرة واحدة صرخ ...مفهوووووم كلامي
روكا بمفاصل ترتعد من الخوف وصوت مرعوب : مفهوووم
قاسم أشار تجاه المطبخ
روكا بحركات مضطربة خائفة ذهبت الى المطبخ وفتحت الثلاجة واخرجت تشكيلة من الجبنات ومربي ووضعتهم فى الاطباق
دخل قاسم المطبخ وبنبرة حدة ..أشار تجاه الاطباق : أيه ده
روكا بنبرة مرتعدة : ده العشا
قاسم بسخرية : ده مش عشا يامدام ...
روكا بخوف : طب قولي أنت عايز أيه
قاسم بابتسامة خبيثة : حمري بادنجان وبطاطس
روكا بتردد : معرفش يتعملو أزاي
قاسم بتأفف : أمري لله ...بصي عليا كويس عشان تتعلمي...عشان بعد كده هتعملي كل حاجة بنفسك ...قام بتقشير الباذنجان والبطاطس ووضع الطاسة على النار
...قائلا لها ...كل اللي هتعمليه هتحطي البطاطس فى الزيت واول ماتتحمر هتشيلها ...ثم تاركها مغادرا المطبخ والابتسامة تزيين فمه عندما تذكر ملامح وجهها المذهولة وهو يشرح لها كيفية تقطيع البطاطس والباذنجان وطريقة تحميرهم ولا كأنه قادم من كوكب أخر
لم يكد يجلس قاسم في غرفة الصالون منتظرا أنتهائها من تحضير العشاء ...حتى سمع صرخة مدويه هزت الاركان ...فهب من مكانه مسرعا الى المطبخ وهو مذعور

وفي شقة فاطمة
كانت الايام الماضية عذاب خالص بالنسبة لسهي ..كانت فاطمة فى كل وقت تستغل الفرصة وتهين سهى بكلام مبطن من تحت الى تحت...بالرغم من الحاح فارس لكي تغادر وتذهب الى شقتها لكنها رفضت حتى تشفى فاطمة نهائي
رن جرس الباب ...قامت سهى بفتح الباب
السلام عليكم
سهى : وعليكم السلام
أنا صاحبة الحاجة فاطمة ودي بنتي جميلة
سهى بترحيب : أتفضلو معايا وقامت بأدخالهم في الصالون ...ثواني وهبلغ طنط بوجودكم ..تشربو ساقع ولا سخن
عفاف : شكرااا
سهى باصرار: لا مش معقولة أول مرة تشرفونا الشقة ومش تشربو حاجة
جميلة ببرود : أحنا علطول بنجي هنا ...بس دي المرة الاول نيجي فيها وانتي موجودة
عفاف بابتسامة : خلاص خليها اى حاجة ساقعة
سهى خرجت وهى مستغربة من عدائية المسماه جميله تجاهها
عفاف بضيق : لازم ردك البارد ده ....مش عارفة تمسكي نفسك شوية
جميلة : غصب عني ياماما ...أول ماشوفتها اتغظت اوي ....أزاي يسبنى أنا جميلة ويروح يتجوز المعصعصة دي

دخلت سهى الى غرفة فاطمة
سهى : في ضيوف برا عايزين يقابلوكي
فاطمة : ضيوف مين دول
سهى : صحبتك عفاف وبنتها جميلة
ترتسم ابتسامة واسعة على وجه فاطمة : طب روحي اعمللهم أي حاجة يشربوها بسرعة
وعندما همت سهى بالخروج ..فاطمة نادت عليها ...أيه رأيك في جميلة
سهى باستغراب: من ناحية أيه بالظبط مش فاهمة
فاطمة بخبث : أصل أنا جايبلها عريس ...رأيك في شكلها
سهى : بصراحة هي أسم على مسمى بس حسها مغرورة شوية
فاطمة بزعيق : مين دي اللى مغرورة ...دى بنت صاحبتي وست البنات ولسه بلفتها ...مش زيك بضاعة مستعملة ...يلا أمشي اعملي عصير للضيوف
سهى خرجت من الغرفة مكسورة الخاطر ودموع المهانة والالم تنساب بصمت على وجنتاها


مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن