عَميق ؛؛ ١

3.9K 251 248
                                    








كُنت أشعُر دائِماً بالفَراغ ، لاشيءَ يَحوي تِلك البُقعةَ الفارِغةَ فيّ ، ولاشيءَ يجعلُني أَتماسكُ وأتشبثُ بِما يُسمى بالحّياة.



فراغٌ هو ما ملأَ حياتي ، ظَلامٌ هو ما يظهرُ بِبالي عندَ تخيُّل مُستقبلي ، كئيبٌ أنا وبائِس ، مُنهارٌ ومتعبٌ من هَذِه الحياة التي لا تَجلبُ لي سِوى السيء.



وحيدٌ قَرر المّوتَ في أَحد لَياليِ الشتاءِ الباردةِ ، وحيدٌ وَقف على حافةٍ كانت تَفصلُ بين الجَحيم والجّنة ، بينَ الحّياةِ المُتعبةِ والموتِ المُريح.



كُنت قَد قررتُ ذلك اليوم ، ان اموت وان اجعلَ الحياةَ تَتحملُ مَوتي ، ان أُلقيَ باللَومِ عليها وان كَانت تَمتلكُ ضميراً حتى ، فليُعذبها.



خَطوتُ راغِباً بإلقاءِ نفسي ، قدمٌ علقتْ بالهَواء وأُخرى تَتلهفُ فرحًا وتَنتظرُ ان تَتبعها ، مُغلقًا عيّناي بينما أخذُ اخرَ نفسٍ لي بهذِه الحياةِ ، مادًا ذِراعايّ بقوةٍ وكأنني أُودعُ هَذا العالَم البائِس.




دفعتُ نَفسي بهدوءٍ راغِبًا بالسُقوطِ لِلأسفلِ والغَرق ، أُريد فَقط ان اختَفي.



ودونَ أن أُدرك ، جسدي سُحِب لِلخلف مُصطدمًا بصدرٍ ما ، ذِراعانِ أحاطتا خَصري بقوةٍ بينما لُهاثٌ سريعٌ وغير عميقٍ كان كُل ما يُسمع في ليلةٍ باردةٍ كهذه.



بصوتٍ رقيقٍ امتلأَ بالتَعب واللُهاثِ هو نَطق.



" إِياكَ ان تَقفِز ، إياكَ ان تَستَسلِم بِهذهِ السُهولة ! "



جَسدي سَقط بعيدًا عن الحافةِ وبشكلٍ أدقَ فوقَ جسدِ الشخصِ الذي سَحبني ، مُتشبثًا بي بقوة ، يداهُ اعتصرتا خَصريّ مُسببًا لي الأَلم.



بعُنفٍ وقوة قُمت بإِبعادِ يداهُ قبل ان أَعود نحو خَلاصي ، هَذِه الحافةُ هي حبلُ نجاتي الوَحيد ، هي سَتقومُ بِتخليصي وإنقاذي مِن هذهِ الحياةِ المُؤلمة.




" تَوقف يُونقي ! أنا أترجاكَ توقف ! "



برجاءٍ هو صَرخ ، قَبل أن يبدأَ بالبُكاء ويُعاودَ الوُقوفَ ومَنعي ، يَداهُ أحاطتْ خصري تَسحبُني نحوهُ بقوة.



لا أُخفي أني تَفاجئتُ كثيرًا لكونِه يعرفُ إسمي ، ولكني فعليًا لا أَهتم ، أنا فَقط أُريد الموت ، أُريد لِهذا الفَراغِ ان يَختفي ، أُريد ان أموتَ وقتلَ مَشاعري . . أُريد ان أرتاح.




" يُونقي أنا أترجاك ، لا تُجرِم بِحق نَفسِك ! لَيس بَعد أن تجرأتُ وقَررتُ التَقرُبَ مِنك ، أرجوكَ لا تَقتُل الشَخصَ الذي أُحب. "




عَميق | Y.M حيث تعيش القصص. اكتشف الآن