—تحقيقُ الحياةِ لأُمنياتِنا يَستغرقُ وقتًا ،
عدةُ أسابيعَ حتى تُغلفَ لك أُمنيتَك ..وعدةُ سنواتٍ حتى تَستَلِمها ،
قَد تَكونُ قد نسيتَ مُحتواها بالفِعل ،او نَدِمت لِتمنيها يومًا ولكن على الرغمِ من ذلك
،أنتَ ابدًا لن تستطيعَ ارجاعَها— يُونقي تَحلى بالصَبرِ قليلًا بَعد.
______________________دائمًا ما أتسائل ، مُنذ متى بدأتُ بالشُعور بهذِه الطريقة ؟ تِلك المشاعِرُ القاتِمة ، مُنذ متى إقتَحمت حياتي ؟
تَفكيري اليَومي بشأن موَتي ، تَرديدي الدائِمُ بكوني مُتعب ، بأني ضَعيفٌ أبحثُ عن الراحةِ بعيدًا عن هذه الحياة .
أينَ كانت نُقطةُ البدِاية ؟
أكان عِندما كُنت بالإعداديّة ؟
عندما بدأتُ برؤيةِ الحياةِ بوضوح ،برؤيةِ كيف أن الجميعَ يَستمرُ بالصُعود ، بِتخطي درجاتِ السُلم بأقدامٍ سريعةٍ بينما لا أزالُ انا عِند الدرجةِ الأولى ؟
عندما وَصل الآخرون لآخر درجةٍ بهذا السُلم ، عندما إستقبلهُم النجاحُ بينما أنا كُنت رفيقًا لِلفشل ؟
بدايةً هي كانت علاماتُ المدرسة ،
الجميعُ يستمرُ بالإرتفاعِ فيها ، جميعُهم يحصُلون على درجاتٍ رَسمت الفرحةَ على شِفاهِهم.سعادتُهم وتهنئةُ عائلاتِهم لهم ، رُبما تِلك كانت البداية ؟ عندما الجميعُ تلقى التهاني بإستثنائي انا ،
انا الوحيدُ الذي لم يَلقى سِوى نظراتٍ تحملُ خيبةَ املٍ كبيرة تجاهَه ، نظراتٍ إستَحقرت جُهدهُ الذي بُذِل وكأنهُ لم يَحدث حتى.
وَالدتي رَفضت التَحدُث معي لعدةِ أشهُر ، والِدي بدأ بالصُراخ عليّ بكوني لاشيءَ مُقارنةً بالطُلاب الآخرين ،
بأنه لم يَتمنى ان يَحظى بطفلٍ لا يعرفُ سِوى الفشل بدِراستِهِ ، بأنِي ان فشلتُ مرةً فسيكونُ الفشلُ صديقًا يُلازمُني طوال حياتي.
تِلك كانتَ البداية ،
نقطةٌ ليّست بعميقَة ، نُقطةٌ كان يُمكنُ إيقافُ عُمقها عن الإزدياد ، كان يُمكن إنقاذي مِنها ، ولكنهُم رَفضوا .وَالدي استَمر بِجعلِ تِلك النُقطةِ عميقة ، و والِدتي استَمرت بِدفعي نَحوها ،
هم رُبما لم يَعتقدوا ان لِتصرُفاتِهم هذه عواقبُ ، او رُبما هُم لم يهتموا بعواقِبها كونُها ليست ذا تأثيرٍ عليهِم.
اعتقدوا أن مَنعي من تَكويني لأي أصدقاءٍ حتى تَرتَفِع علاماتي هو الصواب ، ان بقائي بغُرفتي طوال اليوم بِرفقةِ كُتبي بعيدًا عنهم هو الصواب .
ان استَمِع لِضحكاتِهم وَقت تحدُث اخوتي عن يُومِهم في المدرسةِ بينما ادرُس لوحدي هو الصواب ،
شيئًا فشيئًا ، جدارٌ قد بُنيّ بيني وبين عائِلتي ،
شيئًا فشيئًا ، بدأتُ بالشعور بِكوني قطعةً إضافيةً تَكتملُ الأُحجيةُ بدونِهاوعندها ، أنا فَكرتُ ولأولِ مرة .
—لما أنا على قيدِ الحياة ؟كمُراهقٍ في الإعدادية ، أفكارٌ كهذهِ اعتياديّة .
الجميعُ يتسائل عن سببِ وُجودِهم بهذهِ الحياة
—انتَ في مرحلةِ بلوغٍ لذا ذلك طبيعي.ولكنَها ليّست كذلك ، ماكُنت أشُعربِه وَقتها ، ليسَ كما يشعُر الأخرون ،
شعُوري بكوني قطعةً إضافيةً كانت البداية.ذلك الشُعور بدأ بالتَفاقُم حتى أصبحتُ أُلقي اللومَ على نَفسي في أتفهِ الأمور ،
أرى أنني مُسبب المَشاكل ، أن الأمور ستكونُ افضل عِند اختفائي .أنني بِلا فائدةٍ وسأكونُ دائمًا .
لا أحدَ يُحبك ، لا أحد يُريدُك ، حياةُ عائِلتِك لن تَتغير دونَك ، أنتَ أصبحتَ لا شيء.
الأشخاصُ الذين أنجبوكَ لهذِه الحياة ، أصبحوا يتجاهَلونك ، لا يَهتمون بِك ولا يُعطون اي لعنةٍ بحالِك .
وذلك كان يُسببُ الألم لك كثيرًا يونقي ، الأَلم أصبحَ يُلازمُك مُنذ ذلك الوَقت ، مع كُنت نفسٍ كُنت تأخُذهُ انت تشعُر بقلبِك يتأَلم ،
وعِندها تِلك النُقطةُ بدأت تُصبحُ عميقةً ، اعتيادُك على الألم في صدرِك ، أفكارُك التي باتَت تتأثرُ بعمقُ تلك النُقطةِ التي اصبحَ الضوء لا يصلُ لها ،
فقدانُك للرغبةِ بفعل اي شيء.حتى أبسطُ ماكان يُسعدك ، اصبحَ لا يُحركُ فيكَ شيئًا، اردَت ان تهرُب واردتَ ان تشعُر بالراحةِ ولهذا انت بدأت بتَمني الموت وكأنهُ الحل الذي تحتاجة ، ولايزال.
وتلك كانت فعلًا البداية.
____________________
أنت تقرأ
عَميق | Y.M
Contoهي دوامةٌ عميقة لا يُمكنُك رؤيةُ نهايَتِها ، وأنا سقطتُ فيها عميقًا حتى باتَ المَخرجُ لا يُرى ، عميقًا حتى أصبحَ الهواء ثقيلًا ، حتى أصبح التنفسُ مُستحيلًا ، وأنا هُناك أقفُ مُختنِقًا .. فقط انتظرُ ان تُحيطَني حِبالُ الموت . _______________ ؛؛ لِلي...