-رُبما ، بِوجودك حَولي .. قَد تَستطيعُ ملأَ الفَراغِ الذي أصبَح عُنوان حَياتي.
_______________________" بارك .. جِيمين "
بارك جيمين ؟ إِسمٌ لَم يَكُن غريبًا على مَسامِعي ، اتَسعت عيّناي فور تَذكُري لِإسم الجَار الذي كان يَسكُن بِجوار مَنزل عائِلتي ،
أَنا أبدًا لَم أُقابِل أبناءهُ بشكلٍ شَخصي ، ولَكني أذكُر حديثهُ الدائِم لي عن اِبنِه الذي يُشاركُني صُفوفي عِندما كُنت في الإِعدادية ،
فَصلتُ العِناق بهدوءٍ ليَبانَ لي وَجهُه المُحمرُ وعيّناهُ التي إنتَفخت قليلًا بِسببِ بُكاءِه ، مَسحَ دُموعهُ لأَفعل أنا ايضًا وامسَح خاصّتي ، بأكمامِ كَنزتي السوداء الخَشنة ،
" .. هل والدُك هو الذي يَعيشُ بِجوارِ منزلِ عائِلتي ؟ "
سألتُ لأَلحظ شِفاهَهُ تَتسعُ مُبتسمة ، هو مَسحَ دموعهُ سريعًا بينما يُومئ بقوة ، ليتَحدث بصوتِهِ الذي امتلأ سعادةً ،، وأنا فقط تسائلت ..
هل هو سعيدٌ هكذا لأنني علمتُ بأنهُ إبنُ جارِنا ؟
أَلّا يُبالِغ ؟" نحنُ لَم نتَحدث ابدًا مِن قبل ، مُنذ ان انتَقلتُم وأصبحتُم جِيرانَنا ، أنا وأنتَ لم نَتقابل او نَتحدث .. كُنت تَرفضُ الحضور عندما تَأتي عائِلتُك ، وكُنت مُنعزلًا كثيرًا في المَدرسة ، لذا انا كُنت دائِم المُراقبةِ لكَ مِن بعيد. "
ذلك صَحيح ، لقد إِنتقلنا لِسيؤل مُنذ تِسع سنوات .. ومع ذلك أنا ابدًا لَم أقابِل احدًا مِن الجِيران أو أحضُر لِمُناسباتِهم ،
كُنت دائِم البَقاءِ بغُرفتي ، مُتجنبًا أشقائِي ووَالدِاي ، ارفُض الخُروج لِلإجتماعاتِ العائِليةِ ولِمنازِل الجِيران عِندما يَقومون بِدعوتنا ،
لأَنني ظَننتُ أن وُجودي سَيُفسدُ الجّو وَان الجميع سيتأثرُ بي ، هَالتي الكئيبةُ سَتجعلُهم يُصابُون بالكآبة ، كَما ان جُلوسي بينَهم سيجعلُ التَوتُر بين عَلاقتي وَوالدَتي واضِحًا.
وعِندما تَجذبُهم بُنيةِ جسدي الضعيفةِ ، وشُحوب لَوني وذُبول عيّناي وما يُحيطُها من سَواد ، سينهالونَ عليّ بالأسئلة ، وَذلك أكثرُ ما اكرهُه ..
حُضوري بالمدرسةِ كان كَعدمِه ، اجلسُ وحيدًا طَوال اليوم بِزاويّةِ الصّف ، لا أَحد يجرؤ على الَحديثِ معي ظَنًا أنهم قَد يلتَقِطون كَآبتي ،
أنت تقرأ
عَميق | Y.M
Short Storyهي دوامةٌ عميقة لا يُمكنُك رؤيةُ نهايَتِها ، وأنا سقطتُ فيها عميقًا حتى باتَ المَخرجُ لا يُرى ، عميقًا حتى أصبحَ الهواء ثقيلًا ، حتى أصبح التنفسُ مُستحيلًا ، وأنا هُناك أقفُ مُختنِقًا .. فقط انتظرُ ان تُحيطَني حِبالُ الموت . _______________ ؛؛ لِلي...