عَميق ؛؛ ٢

1.9K 188 97
                                    








- أَحدُ أكبرِ مخاوفي ، هو أن أفقد قُدرتي على التحدُث ، لعدمِ تواجُد مَن أُشاركُهُ أحاديثي.
______________________________



بِالنسبةِ لعائِلتي أنا كُنت الإِبن المُتعطِش
لِلإِهتمام ، الإِبن الذي فَقد وزنًا بشكلٍ مُفاجئ لأَجلِ الإهتمام ،

الإِبن الذي شَحُب لَونُهُ ، وعيّناهُ قد ذَبُلت وَسط
السَواد الذي يُحيطُ بها لأجلِ الإهتمام ، الإِبنُ الذي أصبحَ بُكاءُهُ يَرتفعُ ليلًا لأجلِ الإِهتمام ،




الإِبن الذي حَاول الإِنتحار لأجل الإِهتمام ، ولأَنهُ فَشلِ بذلك هو بدأ بتَكوينِ جروحٍ عميقة تُظهر مدى يأسِه .. لأجلِ الإِهتمام.





الإِهتمام الذي لَم يَحظى بِه قَط .






لا أَحد يَرى مَدى حُزني ولا أَحد يفهمُ ما أُعانيِه ، عائِلتي تراني دائِمًا إِبنًا مريضًا سيُفسدُ عُقول أشقاءِه الأصغر سِنًا ويُحرضُهم على المَوت .




لازلتُ أذكرُ ذلك اليوم ، كانت ليلةً باردةَ كهذِه الليلة ، كُنت اجلسُ وحيدًا في غُرفتي المُظلمة قبل ان يدخُل عليّ احدُ أشقائي الأصغَرُ سِنًا.



لازلتُ أذكُر دموعهُ وبُكاءهُ وترجيهِ لي لأُحادث والدتي حَتى لا يَذهب لبيتِ جدتي حيثُ يَجتمعُ أقاربُنا مرةً كُل شهر.


" هُيونقي ، أَنتَ لا تحضُر الإِجتماعاتِ العائِليةِ وتبقى بالمَنزل ، ارجوك هيونق أنا أكرهُ مُقابلةَ أقاربي حادِث والدَتي لِتَترُكني مَعك . "


يداهُ الصغيرةُ أحاطتْ خاصّتي بينما دموعُهُ كانت تُبلِل وَجنتيّهِ المليئة ، لَم أستطِع رفض طَلبِه ، لم أكُن أجرؤ حتى على قَولِ ' لا ' له.





وَعدتُهُ أن أُحادث والِدتي عند عَودتِها ، ولأَنها تعملُ حتى وقتٍ مُتأخرٍ هو إنتظرها معي ، بين أَحضاني ..



وتِلك كانت المَرةَ الأولى مُنذ وِلادتِه ، ان يَستوطِنُ فيها شَقيقي حُضني هكذا ، شعرتُ بشعورٍ غريب لَحظتها ، شعورٌ دافئٌ لم أجُربهُ قبلًا.



أصابِعي إرتفعت نحو عينيّ التي بدأت تَلمعُ مُنذرةً بتراكُم الدُموعِ بجُحرها ، مسحتُها خوفًا ان يُلاحظها شقيقي ،



لأَسمعَ عِندها صوتَ والدتي وهي تَتحدثُ مع شخصٍ ما ، بهدوءٍ أبعدتُهُ عن حُضني جاعِلًا من جسدِه يتوسطِ سريري ،





لأقِف وأخرُج من غُرفتي متوجهًا لها ، لو أستطيعُ العودةَ بالزَمنِ لتِلك الليلة ، لقمتُ بقتلِ نفسي قبل أَن أصلَ لوالدتي ،





عَميق | Y.M حيث تعيش القصص. اكتشف الآن