الفصل الثامن (قرارت حاسمة)

102 11 20
                                    

عيناه المرهقتان يحدقان في غطاء سريره الرمادي ، كم مضى عليه و هو يتأمل في ما حدث قبل قليل و خطة أمه الغريبة و المفزعة في الوقت ذاته ، ألا تعلم قوة أولئك الناس أم أنها قررت و بطريقة ما أن تركب الريح ، و مع من! تلك الرابطة التي تذبح الناس تحت تهديدات مخيفة و ترهق أعضاءها حتى فما بالك بالضحايا.

فجأة ، لاحظ دخول أخيه الصغير و هو يحاول التملص من نظراته التي رمقته بإستخفاف ، "يفترض أن أفاجئك ، لذا مثل و كأنك لم تشاهدني أدخل". إبتسم (تشاد) لسخافته ، و قال و هو يرفع إصبعه السبابة نحوه و يشير له بأن يقترب. أخذ الامر من (إيدن) بضع دقائق يحارب فيها عقله الذي يخبره ألا يذهب لأنه لا يشعر بالإطمئنان ، و في قلبه الذي يضخ بالاندفاعات الطفولية التي تحثه على الركض نحو هذا الشاب الذي تبين أنه أخوه الأكبر. و كأي طفل عادي ، فما سيقوله عقلك ليس مهما بالقدر الذي سيعجبه الإنجرار و راء اللهو و المرح ، وراء قلبك بمعنى أدق ، أو على الاقل هذا ما ظنه (إيدن).

جرى بسرعة و نحوه و الابتسامه تزين وجهه الجميل بينما الجالس على السرير ينظر له و الدهشة تعلو محياه ، ما هذا!. إنتبه (تشاد) لأخيه و هو يقترب منه و يمسك بيه الباردة و يقول : ما رأيك أن نلعب فأمي مشغولة بتنظيف المطبخ الآن. تأمل وجهه اللطيف ، حينها قرر الدخول في التيار الذي يقوده (إيدن) ، لقد نسي معنى أن تلعب و تلهو هنا و هناك دون قوانين ، لقد بات يجهل تصرفات الاطفال لانه كان محبوسا مع حفنة من الشباب مثله ، تعلوهم ملامح جادة و جافة. انبثق لذاكرته الشخصان الوحيدان الذان كان لهما دور كبير في أنه ما يزال يقف على قدمية إلى الآن، (كساندرا) و (جوناه).

(كساندرا) !، أتراها تكون بخير الآن ؟، لقد وعدها أنه سيكون دائما متى ما إحتاجته بجانبها ليحميها من خاله المجنون ، ماذا عن جوناه صديقه المتهور و المندفع ، و لكنك في النهاية ستستشعر طيبة قلبه . فجأة دب في عقله ذكرى لشخص ثالث تمنى أن لا يتذكره أو لنقل أن ينكر أنه قلق عليه ، (ليونيل). أخوه الذي كان دائما بجانبه حينما كان يفشل في التدريبات القاسية، الآن عليه أن يُطمئن قلبه على الأقل و يطمئن عليهم ، و لكن كيف ؟، إذا عاد هناك فإن رجوعه إلى هنا أمر مستحيل ، و ربما قد يكون الآخرين من الرابطة في دوريات بحث مكثفة عنه لإحضاره من جديد ، أو ربما لقتله.

شعر بيد صغيره على خده لتعيده إلى الواقع. "هل أنت بخير؟". رفع يده لتزيل يد الصغير و يضمها بيده بقوة ، وقال: لما لا تشعر بالخوف مني؟. إبتسم (إيدن) ببلاهة و رد بسرعة و كأن الامر لم يحتج منه أن ينمق إجابته: لأن أمي لا تفعل ، و لأنك أخي. أقترب رأسه ناحية (إيدن) ، رد بنبرة هامسه: هذا ليس مسوغا مقنعا يا صغيري. لا يعلم لما حدق (إيدن) به بتلك النظرات العميقة التي من المستحيل أن يملكها طفل في مثل عمره ، فهو بالتأكيد لا يدرك ما مر به حتى يرمقه بنظرات التأنيب و العتاب. " تشاد لا تتركنا ، منذ أن أحضرتك أمي إلى هنا و هي تبدو سعيدة ".

رابطة القلنسوة السوداء ج١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن