أعددت لكلينا كوبي شاي. وجلسنا في أريكة التلفاز. كانت مكاننا المفضل ، كثيرا ما كانت تحضر أطفالها ليلهوا في الباحة بينما نشرب الشاي بهدوء في الداخل.
ارتشفت ليلى رشفة من الشاي ثم تنهدت واسترخت على الأريكة.
-"هذه الأريكة هي الأفضل بالفعل!، اشتريت مثلها لبيتي ولكنها لسبب ما لم تكن مريحة مثل هذه! ههه هذا حقا غريب"
ضحكت على كلامها، ثم قلت بفخر.
-"ربما أريكتي مصنوعة بطريقة خاصة وليس لها مثيل!"
ضحكت ليلى بدورها وقالت.
-"ربما!" ثم أردفت.
-"هل سمعت عن تخفيضات الأواني هذه الأيام؟"
-"تخفيضات؟ أين؟"
استمررنا بالحديث عن الأواني والتخفيضات، وعندها فجأة توقفت ليلى عن الحديث ونظرت الي، ثم ربتت على رأسي بلطف وقالت.
-"هل أنت بخير؟"
كانت تلك الكلمات الثلاث كفيلات بأن أدرك أنها كانت تسأل عن حالي، حالي بعد أن أخبرتها أن حملي كان كاذبا.
كان ذلك أسلوبها في السؤال عن حالتي النفسية، بكلمات بسيطة، أفضل من السؤال الكثير الذي يسبب لي الصداع.عندها ابتسمت و أجبتها.
-"في الواقع، كان حالي سيئا جدا بعد الذهاب للطبيبة. استمررت أياما أتنقل بين السرير و هذه الأريكة. لكنني أفضل الآن، فقد مر أسبوعان بالفعل!" ضحكت بعفوية بعد أن قلت عبارتي الأخيرة، حدقت بي ليلى للحظات وكأنها تتفقد صحة كلامي كجهاز كشف الكذب. ثم نظرت للأرضية وابتسمت قليلا قائلة بهدوء.
-"هكذا اذا" ثم أردفت.
-"أنا حقا آسفة أنني لم آتي في وقت.."
قاطعتها حينها عندما علمت ماذا كانت ستقول، وعلا صوتي قليلا .
-"ماذا تقولين ؟هل أنت حمقاء يا ليلى؟ لن أسمح لك بأن تلومي نفسك أو تعتذري عن شئ كهذا! لديك مشاغلك أيضا ! في الواقع أنت مشغولة أكثر مني!"
حملقت فيني ليلى بدهشة ، ثم ضحكت وعاد وجهها بشوشا مرة أخرى، وتنهدتُ براحة عندها. ثم قالت وهي ما تزال تضحك على انفجاري.
-"هكذا كانت عادتك دائما، لا تسمحين لي بالاعتذار عن أي شئ، كان لديك شعار أيضا أليس كذلك؟"
-"اااه، وتتذكرين ذلك أيضا؟ أعتقد أنه كان (الأصدقاء لا يعتذرون لبعضهم على أشياء لا تستحق ذلك) ؟"
-"ههه أجل هذا هذا"
ثم استمرت ليلى بالضحك على شعاري. أحسست حينها بثقل ينزاح بهدوء عن صدري، جاعلا قلبي يتنفس الصعداء أخيرا.
همت ليلى بالمغادرة، وعند عتبة الباب توقفت وقالت.
-"هند، ستكون زيارتي المرة القادمة عندما أهنئك بطفلك"
ابتسمت على تحفيزها وقلت.
-"من يدري، ربما!"
وغادرت ليلى. تاركة اياي في راحة نفسية.
عندما عاد سامي ليلا ، وجد وليمة على الطاولة، فسألني.
-"ما كل هذا؟ "
-" كنت في مزاج جيد للطبخ الليلة"
ضحك سامي وقال بينما وضع كيسا على الطاولة، وابتسم بفخر.
-"وأنا الذي ظننتك محبطة هذه الأيام فاشتريت لك الشوكولا التي تحبينها"
عندما ادركت كلامه ، فتحت الكيس ووجدت شوكولا جلاكسي.
-" ولكن أليس هذا النوع غالي الثمن؟"
-" اذا كان من أجل انعاشك فلا يهم الثمن "
لم أعرف كيف أرد على كلامه فنظرت الى الأرض وشكرته.
عاتبت نفسي بعد ذلك، عاتبتها على نظري للجانب المظلم من الصورة، نسيت أن هناك من يحبونني ويدعمونني،ويأخذون بيدي الى الضوء مهما كانت حالتي حالكة الظلام ، فهم يستطيعون اخراجي منها.
تلك الليلة نمت كطفل قدمت له والدته حليبا دافئا قبل النوم، كان نوما عميقا دون كوابيس.
![](https://img.wattpad.com/cover/164024700-288-k61961.jpg)
أنت تقرأ
أريد طفلا!
Non-Fictionحلم الانثى ان تصبح أما، هو حلم سهل المنال عند البعض. ولكن هل هو حقا بتلك السهولة؟ وهل الحمل هو ذلك الشعور الجميل بتكون حياة بداخلك؟ ام هناك اكثر من ذلك؟