استيقظت في الصباح ونظرت في التقويم بقربي. كانت ذلك أول ما أفعله في الصباح، كنت أتفقد يوميا التقويم لكي أحسب كم مر على زيارتي للطبيبة .
حدثت نفسي.
-(اليوم هو الثامن من أغسطس، اذا فقد مر شهرين بالفعل مذ زيارتي للطبيبة)
عندها نظرت بقربي، كان ذلك ثاني ما أفعله،كنت أترقب دوما صباح أيام العطل حتى أرى وضعيات سامي الغريبة أثناء النوم. ضحكت ضحكة صامتة واضعة يدي على فمي، ثم نهضت من السرير وخرجت وأغلقت الباب خلفي، عندها فقط أطلقت الضحكة. بقيت أضحك و أنا أتوجه للحمام ، عندها راودني احساس مفاجئ بالغثيان، ورغبة بالتقيؤ.
توجهت الى الحمام بسرعة لكن لم يحدث شئ.
أعددت طعام الافطار، وما زال شعور الغثيان لا يفارقني. عندها سألني سامي بعد أن رأى تعابير وجهي التي تفضحني دائما.
-"هل انت بخير؟ تعابيرك توحي بالتعب"
وبسبب أني لا أستطيع اخفاء شئ عنه بالرغم من أني لا أريد اقلاقه.
-"أشعر بالغثيان قليلا فحسب ، ليس بالأمر الجلل"
همهم سامي وابتسم، فسألته باستغراب.
-"ماذا؟"
-"ربما أكلت بعض الشوكولا قبل الافطار سرا؟"
ضحكت على قوله.
-"ولم قد أفعل ذلك ؟"
-"لأنك تحبينها؟"
أجاب برفع كتفيه في حركة توحي بغباء سؤالي. بالطبع سآكلها لأني أحبها. ليس هناك سبب آخر أيتها الحمقاء ، مخاطبة نفسي.
لم آكل كالمعتاد في الافطار، أمسكت مجلة وبدأت بتقليبها، كانت الظهيرة وسامي قد أقفل على نفسه في مكتبه.
كنت أقلب صفحات المجلة الواحدة تلو الأخرى ، حتى وقعت عيني على سبق صحفي مع المرأة التي بلغت الستين ثم حظيت بتوأم!!
ابتسمت بهدوء، لكنني لم أكن حزينة ، كنت نوعا ما متفائلة أن يحدث معي ما حدث معها، أن أحظى بطفل بعد وفاة طفلي الأول واكتشاف أن الحمل التالي كان كاذبا.
عندما نهضت لان سامي نادى علي ، دار العالم من حولي فجأة ولم أستطع الوقوف جيدا وسقطت على الأرض.
أخذ الأمر مني لحظات لاستوعب ما حدث. اتسعت عيناي،وحملقت على السقف في دهشة.
لم يكن الدوار بعد الوقوف أمرا غريبا علي ، في الواقع كان يغشاني في أغلب الأحيان بسبب فقر الدم الذي أعاني منه بين فترة وأخرى.
لكن شيئا ما في داخلي كان يصرخ، و يصرخ ، ويخبرني... أن الأمر ليس كذلك، وأن هذا الدوار ليس كسابقيه...
أنت تقرأ
أريد طفلا!
No Ficciónحلم الانثى ان تصبح أما، هو حلم سهل المنال عند البعض. ولكن هل هو حقا بتلك السهولة؟ وهل الحمل هو ذلك الشعور الجميل بتكون حياة بداخلك؟ ام هناك اكثر من ذلك؟