Part 23 || باقةُ وردٍ

1.4K 115 43
                                    

" شوتو .. ما الذي ستفعلُه لو متتُ ؟ "

بقيتُ صامتاً بينما كنتُ اشدّ على عناقِنا

" ألنْ تُجيب ؟ " تسائل
" سأموت معك "
" ما الذي تعنيه "
" اذا متتَ سأموتُ معك "
" كيف ؟ "

سكتتُ مجدداً ليقول
" شوتو .. هل تنوي الإنتحار ؟ "
" لا اعلم "
" كيف ذلك "
" انا لا اعلم حقاً "

تنهّد ثمّ استدار ليُضبح ظهره مُقابلاً لي و اخذ جهاز التحكّم ليشاهد التلفاز

" انتَ تعلم بأنّي سأكون حزيناً لو انتحرتَ حتّى لو كنتُ ميّتاً "
" لماذا تتكلّم عن موتك و كأنّه امرٌ متأكّدٌ مِن حدوثه ؟ هذا مُزعج "
" و لماذا تتكلّم و كأنّك مُتأكّدٌ مِن انّني سأعيش ؟! " قال بغضب

ثمّ اكمل
" انا اُحاول مُساعدتَك شوتو ! انا اخاف عليك ! هذا لانّي اُحبّك ! "

اجتمعتْ الدموع في عينَيّ لاُخبئ وجهي في ظهره
شعر بأنّ ظهره قد تبلّل ليستدير و يقول بفزع

" ماذا ؟! ما بك لمَ تبكي ؟ انا اسف "
" كاتسكي انا خائف .."
" انا آسف لقد ضغطتُ عليك اكثر مِن اللازم "
" لـ لقد حلمتُ بأنّك قد مُتتَ "

سكت هو بينما كان ينظر لي بصدمة

اكملتُ
" انا حقاً خائف .. كلّ مَنْ احببتُه يموت .. لا اعلم لمَ .."
" شوتو .. الموت افضلُ لكلَينا "

نظرتُ اليه ثمّ اكمل
" ما دُمنا هنا فسنُعاني .. حتّى لو كنّا الى جانب بعضنا البعض ، المُعاناة كانتْ شرط وجودنا الوحيد "
" انتَ تعني .."
" اجل ، عندما اموت يجب أنْ تموتَ ايضاً "
" لـ لكنّك—.."
" توقّف عن الكلام .. لنجعَل نهايةَ قصّتِنا هادئة ، إتّفقنا ؟ "

اومأتُ له برأسي ثمّ عدنا الى النوم

غفَوتُ لساعةٍ و نصف تقريباً ثمّ استيقظتُ على صوتِ ضجّةٍ في الحمّام
استقمتُ ثمّ فركتُ عينَيّ و اتّجهتُ نحو الحمّام لاُصدَم بذلك المنظر

" كاتسكي ماذا اصابك ! "

كان وجهه شاحباً جداً و كان جالساً عند المرحاض ليتقيأ

" لـ لا اشعر أنّي بخير ..." اجابَني بإرهاق
" هل آخذُك الى المستشفى ؟! "
" كـ كلا .. لا تفعـ—.."

عاد ليتقيّأ مُجدداً و يسعُل
اقتربتُ منه بفزع لألمسَ وجنتَه

" انتَ ساخنٌ جداً ! "
" شـ شوتو .. انا اُ.. اُواجه صعوبةً في .. التنفّس .."

نظرتُ الى رقبتِه لأرى انتفاخاً واضحاً على جانبَيها

" سأتّصل بالإسعاف "

اخذتُ هاتفي و اتّصلتُ بهم و بعد مدّةٍ ليستْ بالطويلة جاؤوا مُسرعينَ و حملوا كاتسكي في السيّارة و جسلتُ بجانبِه ثمّ انطلقنا نحو المشفى

كانوا يضعون له بعض الادوية في الطريق بينما كنتُ امسح على رأسه

وصلنا الى المشفى ليحملوه و يدخلوه بسرعة الى قسم الطوارئ و لمْ يسمحوا لي بالدخول
كنتُ خائفاً جداً
جلستُ على احدى المقاعد الموجودة في الممرّات و امسكتُ رأسي بينما كنتُ ادعو ألّا يُصيبَه أيّ مكروه
و بعد دقائق وصلتْ ميتسوكي سان والدةُ كاتسكي و هي مفزوعة لتنظر إليّ و تقول

" هل انتَ هو تودوروكي ؟! اين ولدي ؟ "
" انّه في غرفة العمليّات .." اجبتُها و انا انظر نحو الارض
" يا الهي "
غطّتْ عيناها بيدَيها و بدأتْ تبكي و تدعو لكاتسكي بالشفاء

بعد فترةٍ مِن الزمن رأيتُ فتاةً تمشي في الممرّ ذهاباً و إيّاباً بينما كانتْ تبكي و تدعو بـ " يا الهي ارجو أنْ تحفظه و أنْ تجعلَه يعيش ارجوك يا الهي "

ثمّ جاءَتْ اليها امرأةٌ اكبرُ سنّاً تبدو امّها لتُعانقها و تربّتَ على رأسها و تبدأ الفتاة بالبُكاء و الإنتحاب في حضنِها

" احتاجُ حضناً للإنتحابِ فيه ايضاً " همستُ بذلك

ثمّ اكملتُ
" ارجوكَ كاتسكي .. كُن بخير "

غفَوتُ عن غير قصد بعد أنْ انتظرتُ مدّةً مِن الوقت و عندما بدأ رأسي بالسقوط استيقضتُ

فجأة خرج الطبيب لأذهبَ اليه فوراً مع ميتسوكي سان

" كيف حاله ايّها الطبيب ؟! هل هو بخير ؟! " قلتُ
" كيف حال كاتسكي !! " قالتْ ميتسوكي

ابتسمَ الطبيب ليقول
" لا تقلقا .. لقد قمنا بعمليّةٍ جراحيّة لإستئصالِ غدده اللمفاوية و الان هو بحاجةٍ لأن يستريح لذا هو نائم ، لقد تخلّص مِن السرطان "

اتّسعتْ ابتسامتي و تجمّعتْ دموع الفرح عند عينَيّ ثمّ همستُ

" شكراً لك ايّها الرب .. انا حقاً ممتن "

بينما كانتْ ميتسوكي تبكي بصوتٍ عالٍ و هي تبتسمُ مِن شدّة الفرح
ابتسم الطبيب لنا ثمّ قال
" انا سعيدٌ لأجلِكُم "
" شكراً لك ايّها الطبيب " اجابتْه ميتسوكي

" ميتسوكي سان " قلتُ لها
" همم ؟ "
" سأذهب لإحضارِ شيءٍ ما لذا انتظريني قليلاً لو سمحتي "
" بالتأكيد خُذ وقتكَ " اجابتْني بإبتسامة

خرجتُ راكضاً الى بائع وردٍ بالقُرب مِن المشفى
اشتريتُ باقة وردٍ حمراء كي اُهديها لكاتسكي
عدتُ الى المشفى و عندما وصلتُ الى الممر الذي تجلس فيه ميتسوكي سان رأيتُ تلك الفتاة مجدداً وهي تنتحب مع عائلتها بينما كان الطبيب واقفاً امامهم وهو ينظر الى الاسفل بحزن
يبدو انّ شخصها العزيز قد رحل
اتساءل ما الذي ستفعله بعد هذه النقطة

قاطعني مجيء الينا الطبيب ليقول
" لقد استيقظ للتو .. يمكنكما رؤيتَه الآن "

يُتبع

The cancer || TodoBakuحيث تعيش القصص. اكتشف الآن