الفصل السادس
…
صوت ضحكتها الرنان صدع بأذنه ليصعد راكضاً ويصطدم بحوارها مع المدعو أحمد
-لا بجد يا دكتور الدرس ده صعب جداً
أحمد بضحكة
-انتِ الي مش مركزه يا نونه ..
ناولته دفترها قائلة
-خد الدفتر شوف إجابتي… والحصة الجاية نشوف… تناولة أحمد ودخل الشقة المواجهه لهنا ..
وصل إليها سيف متسائلا بضيق
-واقفة كده ليه… ؟
ابتسمت برقة واجابت بهمس كاد يثنية عما يريد فعله
-كنت براجع حاجه مع دكتور أحمد .
هتف ببرود لا يخلو من السخرية
-والمراجعة محتاجه الضحك ده كله…
تبدلت ملامح وجهها وقطبت جبينها متسائلة
-يعني ايه… ؟
اشار سيف قائلا بنفس بروده
-يعني تراجعي بأدب… .ثم اشار لخصلاتها المتمردة ولكن الاشارة لم تكفي اقترب وجذب حجابها حتى مقدمة خصلاتها قائلا بتحذير
-نص شعرك باين ليه… ؟ قبل ما تطلعي تظبطي الحجاب كويس .
تسمرت مكانها ترمش بعينيها لتهتف بغضب يشوبه الارتباك
-أنا… مش قليلة الادب… وبعدين الحجاب هوالي بينزل
مد يده مره أخرى وجذب الحجاب مؤجدا
-بينزل… يا سلام ماهو لو بيتثبت كويس مش هينزل يا دلوعة مامي… ولا يمكن قاصدة بقا ..
شهقه لم تتعد حدود شفتيها لتردف بصوت اشبه بالصراخ
-تقصد ايه حضرتك… .?
ليهتف بثبات وثقة
-اقصد الي فهمتيه…
تخصرت عازمة على إغاظته وردعه
-أنت مين علشان تقولي أعمل ايه ومعملش ايه…؟ وبعدين ايوة انا دلوعة مامي أنت مالك بقا ..ولا حشر والسلام يا مستر ..اقصد يا ابيه ..اتبعت جملته بإبتسامة ماكرة
دهس شفتيه السفلى بأسنانه ليلكم بعدها الحائط ويهمس بفحيح
-سبق وقولتلك تخصيني… يبقا معناها خلاص… الي أقوله يتسمع من غير نقاش .
مصمصت بإستفزاز هاتفه
-يعني أيه اخصك دي…؟ .موقعها من الأعراب ايه يا مستر… .اقصد يا ابيه
اقترب منها عينيه تقدح شرراً ،لكن خروج أحمد ابعده ..عنها
-ازيك يا سيف ..واخبار الوالده
هتف سيف من بين اسنانه ،وهو يطالع هنا التي تعمدت ازاحه حجابها للخلف لإغاظته
-بخير الحمدلله ..
ابتعدت هنا هاتفة بنظرات ارشقتها كسهام
-دكتور احمد ممتاز فكل المواد وصراحة لما اطلب منه حاجه مبيكسفنيش .
ضحك أحمد هاتفا بإمتنان
-أنتِ عارفه إنك غاليه عندي يا نونه… ومقدرش ارفضلك طلب .
همست هنا برقة
-ميرسي أوي لذوقك يا دكتور علشان كده قررت استعين بيك فكل المواد .
تحطيم رأسها أقل شئ قد يفعله الأن ،وإن ترك لغضبه العنان سينفجر فيها ويدفعها لشقتها… لكنة تصّنع البرود… ورسم ابتسامة جذابة وهمس ليغيظها
-كويس… حتى علشان بصدع من الأغبياء الي مش بيفهمو بسهولة.
أحمر وجهها من شدة الغضب ،لينسحب أحمد بعد ذلك مستأذناً ويغادر للأسفل .
همست هنا برفض
-أنا غبية… ؟
هز سيف رأسه بتأكيد
-ايوة ..يا تلميذتي اللمضة .
ركضت تضرب قدميها بالأرض بتزمت طفولي حرك مشاعره ،ليهتف بتحذير مؤكدا
-اصبري عليا يا هنا… .الحلال برضو له لذة… وكفاية بركتة
التفتت له هاتفة
-مكدبش الي قال. مدرسين النحو عقلهم بيطير وبيخف وبيكبرو… .وي… ..ولا اقلك الطيب احسن يا ابيه… .
ابتسم سيف مردفاً بصلف
-ايوة ..فخلي بالك علشان عقلهم طاير خلقة… .وخفيف… خافي على نفسك .
هتفت وهي تقف على الباب
-امشي طيب علشان اقفل الباب
سيف وهو يبتعد
-وانا مالي اقفلي
هنا وهي تخفض رأسها
-دي قلة ذوق… .وانا مبعملهاش… حتى لو الشخص ده بكرهه… ومخنوقة منه يا ابيه ..
ضغطت على حروف كلماتها… فاضطر أن يعود ويقترب هامساً بتشديد
-عارفه لو قولتيلي تاني أبيه… هتشوفي مني وش تاني يا هنا .
شعرت بالسعادة لانها استطاعت إغاظته وإخراجه من بروده ،وهمست بضحكة
-حاضر يا ابيه… ..
اغلقت هنا الباب بسرعة،فيما ظل هو واقفاً تنتفخ اوداجه غضباً من تلك الماكره الصغيرة… .ابتسامة غزت وجهه وبدلت غضبه ليصعد بعدها للأعلى… .
فتحت هنا شراع الباب وهتفت قبل ان يختفي للأعلى
-ابيه… متنساش… .تشرحلي… تخصيني دي محلها ايه من الأعراب علشان انا غبية جدا يا ابيه .
ترافق غلقها للشراع مع استدارته ليرد… .لتنفجر هنا بعدها ضاحكة ويصعد هو للأعلى .