٤

18.1K 228 17
                                    

واشنطن دي سي
جامعة جورج تاون
الساعة 2 ظهرا بتوقيت واشنطن

في حديقتها الشاسعة.. يجلس على الأرض
يمدد ساقيه الطويلتين اللتين يحتضنهما بنطلون أسود بقصة مستقيمة يرافقه على صدره العريض كنزة صوفية خفيفة رمادية اللون رفع أكمامها وأزاحها عن ذراعيه الأسمرين القويين وهو يقلب مجموعة من الأوراق بين يديه 
استعدادا لمقابلة البروفسور المشرف بعد نصف ساعة..

رنَّ هاتفه المحمول، تناوله ونظر لشاشته.. ابتسم وهو يرد: هلا سعيد
....................
موجود طال عمرك
...................
عند الشجرة اللي أقعد عندها دايم

بعد دقائق كان سعيد يصل بجلبته المعتادة: هلا والله بالشيخ مشعل..

رفع مشعل عينيه لسعيد المتأنق بربطة العنق الرمادية الغامقة والقميص الرمادي الفاتح والطقم الرسمي الكحلي الأنيق : وش عنده الأخ كاشخ؟؟ مهوب عوايد

ضحك سعيد: طول عمري كشخة..

ابتسم مشعل: لا صدق الكشخة ذي شكلها سبيشل.. وش عندك؟؟

سعيد بمرح: على طول كاشفني.. جاي من السفارة طال عمرك كان عندي معاملة أخلصها.. وعلى فكرة ترا الملحق الثقافي يبيك

مشعل بهدوء: قال لك وش يبي مني؟؟

سعيد هزَّ كتفيه: لا... وهو يضع جريدة تحته حتى لا يفسد طقمه ويجلس بحذر إلى جوار مشعل حتى لا يتجعد بنطلونه

مشعل يضحك: يا المتيح ضاق عليك المكان إلاَّ تضيق علي..

سعيد يتجاهل شكوى مشعل وهو يضع كتبه جواره ويقول باهتمام: مادريت بأخر أخبار الشعب القطري في واشنطن..

مشعل وهو يقلب أوراقه ويضع ملاحظاته عليها: من وين أدري ووكالة الأنباء توه واصل الحين

سعيد يصطنع الغضب: الشرهه علي اللي أبيك تتواصل مع العالم.. وإلا أنت يمكن لا تقوم الحرب العالمية الثالثة مادريت بها وأنت دافن روحك وسط كتبك

مشعل وهو مستغرق في عمله: زين قل لي وش صاير.. لانك لو خليت العلوم في بطنك، بيجيك حاطي باطي.. (العلوم= الأخبار)
سعيد يضحك: مالت على عدوك.. ياطويل العمر صايرة علوم.. دريت بها من رئيس نادي الطلاب القطريين.. قابلته في السفارة

مشعل بنفاذ صبر: اخلص علي.. موعدي مع البروفيسور بعد شوي

سعيد يلقي الخبر بنبرة مذيعين الأخبار الجادة: البنية اللي اسمها هيا اللي كلمتك عنها قبل كم يوم.. تلاغت مع ولد في المدرج.. والولد شد حجابها.. 

مشعل لم ينتظر بقية الخبر لأنه قفز بانفعال كاسح..وترتسم على وجهه انفعالات عنيفة كأنه أسدٌ على وشك التهام فريسته

سعيد باستغراب : وين بتروح؟ ما كملت لك..

مشعل بغضب دموي: وهي فيها تكميل يا الكمخة.. بناتنا يفسخون حجبهم في الجامعة، وأنت مخليها سالفة.. بأطلع الحين لمدير الجامعة وعقب للسفير

اسى الهجران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن