مجلس آل مشعل
الساعة 11 و40 دقيقة ليلاناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:
راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!
راكان أنتفض بغضب وهو ينظر لناصر نظرة حادة: وش تقصد؟؟ناصر هزَّ كتفيه: لمعلوماتك أنا أعرف سرك من 8 سنين..
كل سنة تمر كنت أحسبك بتعقل وتنسى..راكان بتوجس: أي سر؟؟
ناصر ابتسم: اللي أنت كاتب لها ديوان شعر كامل..
راكان يقف بغضب هادر وهو يرتعش من شدة الغضب:
أنت أشلون تسمح لنفسك تقلب في أغراضي..ناصر مازال مستمرا في الابتسام: اقعد بس لا ينقطع لك عرق..
أنا لا قلبت أغراضك ولا شيء..
قبل حوالي 8 سنين كنت جاي أصحيك لصلاة الفجر..
شفته جنبك والقلم عليه.. قلبت فيه بدون قصد..راكان يشتعل غضبا: حد غيرك يدري؟؟؟
ناصر بغضب هذه المرة: أظني إنك تعرفني يا ولد أبي..
لو بأقول لأحد كان قلت من زمان..
وبعدين أنت تدري إنه موضوع مثل ذا ما ينقال..ثم أكمل وهو يتمالك نفسه: والليلة خلاص ماني بمخليك لين أعرف السالفة كلها..
يومك تحبها ليه خليتها؟؟؟
قبل ذلك بحوالي نصف ساعةبيت مشعل بن محمد
يوم اعتيادي جدا في حياة لطيفة ومشعل
يمثل نظام حياتهم طيلة السنوات الماضيةلطيفة في غرفتها بعد أن نام أولادها..
تقلب كتب أولادها وتعد لهم مراجعات
حتى يحلوها في الغدكانت ترتدي بنطلونا أحمرَ من الساتان الثقيل
مع بلوزة بيضاء (هاي نك) بدون أكمام
تلتصق بجسدها عليها ورود حمراء..
وشعرها المدرج يتناثر على كتفيها..
ووجهها تكاد ملامحه تذوب رقة وجمالا
مع أحمر شفاهها الشهي الساكن على شفتيها البهيتين..
كانت فتنة مجسدة.. بل شيء يتجاوز حدود الفتنة إلى درجات الاغواء والهلوسة..دخل عليها مشعل وألقى السلام دون أن يلتفت إليها
وهو يلقي غترته على السرير ويدخل إلى الحمامردت لطيفة السلام بهدوء
فهي اعتادت على سلامه البارد هذا..
وقامت لتأخذ غترته وتضعها في سلة الغسيل
ثم فتحت الدولاب لتخرج له ملابسه.. عطرتها بعطره المفضل
ووضعتها على السرير..
وأغلقت التكييف لأنها تخشى عليه أن يمرض..
ثم عادت لعملها في الكتب..بعد دقائق خرج مشعل بفوطته الملفوفة على خصره..
وضعت لطيفة الكتب جانبا وقامت لتعطيه ملابسه..
كما اعتادت.. وكما اعتاد!!
تناول منها ملابسه..وهو يتمتم بشكر بارد
وعاد بها لغرفة التبديل وارتداهاولطيفة توجهت للحمام لتنظفه بشكل سريع
ثم ألتقطت ملابسه وفوطته الملقاة على أرضية غرفة التبديل
ووضعتها في سلة الملابس
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...