غرفة لطيفة ومشعل
لطيفة كانت مازالت عاجزة عن استيعاب فكرة ذهاب مشعل للقنص
(أي جنون يصطرع في رأس هذا الرجل
عاد من ألمانيا منذ أيام
وهاهو يريد الطيران للقنص
لم يكن يوما من هواة القنص
ماهذا الولع المفاجئ؟؟)مشعل أنهى صلاته
ولطيفة مازالت سارحة تفكرمشعل أطل عليها وهو يقول بهدوء: تصبحين على خير بأنام
لطيفة همست بهدوء فيه رنة جزع:
مشعل وش طاري عليك روحة القنص؟؟مشعل ابتسم بانتصار وهو يجلس على الأريكة المقابلة لمكتبها
ويقول بهدوء مدروس..مدروس تماما: راكان ومشعل بيروحون قلت بأخاويهملطيفة تتنهد وهي تحاول أن تتحكم في انفعالاتها التي تكاد أن تهزمها:
بس أنت ما تحب سوالف القنص ذي؟؟مشعل بخبث: نجرب ليش لا؟؟ لكل شيء مرة أولى
يمكن يعجبني الحال وتلاقيني كل يوم رايح القنص(مهوب كفاية علي شغلك
تطلع لي سالفة القنص بعد؟؟!!)لطيفة بدأت تتوتر فعلا ولكنها مازالت تتحكم بدرجة صوتها الهادئة:
زين وعرس العيال عقب كم يوم؟؟
تبون تروحون كلكم وتخلون المعاريس والشيبان يبلتشونمشعل بهدوءه الخبيث: أولا العرس باقي عليه حوالي 8 أيام
وكل شيء مرتب والحجوزات انتهت والبطاقات وزعت
واحنا 5 أيام وبنرجع.. يعني بنرجع على وقت ترتيب مكان الحفل
ولين هاذاك الوقت ماعندنا شيء نسويهلطيفة توترت لا تستطيع الاخفاء أكثر من هذا
فهي لا تريده أن يسافر
يكفيها كل هذا الضغط الذي تعانيه
وجوده جوارها يطمئن روحها
لن تحتمل غيابه مع كل هذا الضغط
لكنها مازالت تكابر: بس مشعل حتى ولو.. مايصير كلكم تسافرونمشعل بخبث: خلاص بأخلي راكان يقعد
وبأروح أنا ومشعل دامش لذا الدرجة خايفة على الشباب المعاريس يتعبون عمارهم(أيها الخبيث
لن ترتاح حتى تنبشني)
لطيفة بهدوء: بس يا مشعل.....مشعل قاطعها وهو ينظر لها بشكل مباشر ويقول بنبرة خاصة:
بدل ذا الحجج كلها قولي السبب بصراحة
وأنا أوعدش أقعد وألغي فكرة الروحة كلهالطيفة تبتلع ريقها: أي سبب؟؟
مشعل يبتسم: إنش أنتي تبيني أقعد
لطيفة بغضب مكتوم: تدري إنك مغرور
مشعل وقف وهو يقول بابتسامة شاسعة: يحق لي
اللي عنده لطيفة إذا ماصار مغرور ماعنده سالفة إذا ما اغتر بذا الجوهرة(أيها اللئيم
لا تفعل هذا بي)
لطيفة تنظر للكتاب في يدها: زين.. يعني بتروح أو لا؟؟مشعل يتوجه لسريره.. ابتسم وهو يعطيها ظهره: بأروح
والله انتظرت حد يقول لي اقعد عشان خاطري
بس ماحد عبرني
الظاهر روحتي وقعدتي سوا
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...