غرفة مشعل ولطيفة / الساعة 10 وربع مساء
معركة على وشك البدء ونيران على وشك الاشتعال
لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود
مشعل قفز وهو يقول بغضب كاسح: وشو؟؟ زقاير؟؟ ماعاد إلا ذا؟؟
كان ثائرا بشكل مرعب لم تره لطيفة مطلقا بهذه الثورة
وكان يريد الخروج لولا أن لطيفة تمسكت فيه بشدة وهي تهمس برعب: وين بتروح؟؟مشعل بذات نبرة الغضب المرعبة: بأروح أكسر رأسه
حن شيبان ماعمر حد منا عرف الزقاير.. وذا أبو 12 سنة قده يعرفلطيفة مازالت تمسك فيه وهي تقول بنبرة تهدئة لمشعل: تكفى مشعل هذا مهوب حل
أصلا هو الحين راقد
وثاني شي عمرنا ماضربنا عيالنا.. ولا عمر الضرب كان أسلوبنا معهم... تبي تجيء تضربه الحينمشعل غاضب فعلا: بس عمرها ما وصلت الزقاير.. زقاير مرة وحدة ياحمود
لطيفة بذات النبرة المهدئة لمشعل رغم أنها داخلها يذوب ألما وقلقا:
ضرب لا لا
بكرة الصبح أبي أكلمه انا وياك بالهداوة.. لأنك عارف إن العند والتهديد يمكن يخليه يزيد ويعاند
وبعدين حن ماندري بعد وش سالفة الزقاير ذي.. خل نسمع منه.. ونحل المسألة بالهداوةمشعل يتناول غترته ليلبسها وهو يهمس بمرارة: أنا ماني بطايق أقعد
بأطلع أي مكان لين أهدأ.. لا أصحي ولدش وأرتكب فيه جريمة
وأنتي لو إنش منتبهة لعيالك.. ماكان وصلت إن ولدش يدخن وأنتي ماتدرين عن شيءلطيفة بصدمة حقيقية وألم مر: أنا ماني بمنتبهة لعيالي؟؟
مشعل يستعد للخروج وهو يقول بغضب مكتوم: إيه أنتي
لطيفة بغضب مكتوم مشابه: مشعل أنا ما أسمح لك تقلل من اهتمامي بعيالي
أو تحسسني إني قصرت في حقهم
لأني متأكدة إنه مافيه أم مهتمة في عيالها قد ما أنا مهتمة بعيالي
لكن دامك بتتهم.. شوف من اللي لاهي في شغله عن أشياء كثيرة
وأنت عارف إن ولدك داخل على سن مراهقة.. والحين هو محتاجك أكثر
والولد ما يربيه إلا أبيه على المراجلمشعل يعود وهو يصر على أسنانه: لا لطيفة أنا اللي ما أسمح لش..
صحيح إني مشغول.. بس عمري مالهيت عن عيالي
وخصوصا حمود وعبود دايما معي في المجلس وعيني عليهملطيفة تتنهد: شوف مشعل لا تسمح لي ولا أسمح لك
عندنا مشكلة نبي نحلها بكرة الصبح واحنا مبينين قدام حمود متفاهمين وهادين
عندنا عتب على بعض.. خله نتعاتب بيننا عقب
غرفة فارس والعنود
الساعة 11 مساءفارس يدخل للصالة أولا
كانت الصالة مضاءة
ولكن غرفة النوم معتمة جزئيا
تنهد بعمق
ودخل للغرفة
كانت تتمدد على السرير ومتغطية بالغطاء بدون أن يظهر منها شيء
شعر بالألم يجتاحه
كيف يحبها كل هذا الحب وفي ذات الوقت لديه كل هذه القدرة على تجريحها؟!!
أنت تقرأ
اسى الهجران
Romanceرواية قطرية بقلم أنفاس قطر يومٌ خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشة تسربت بحدة موحشة للروح قبل الجسد إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير تقلبات الأجواء.. واصفرار الأشجار.. ووجع الغربة وآه يا وجع الغربة.. ما أقساها على روحه الحر...