حين وصلت السندويشات والقهوة ، سالت جوليا الساقى اذا كان يعرف محلا لتصفيف الشعر يستقبلها بدون موعد مسبق 0-كابليرو سنيورا ؟ طبعا !
كانت ابتسامة الشاب البيضاء فى وجهه الادكن تلمع وهو يشرح لها ان شقيقته تعمل مع اشهر مصفف شعر فى الفندق ، السنيور كابليرو ، وسياخذ لها موعدا اذا سمحت له السنيورا باستخدام الهاتف ؟
وسمحت السنيورا ، وبعد سيل متدفق من الكلام البرتغالى لم تتمكن من فهم الا نصفه عاد اليها منتصرا وابلغها ان الموعد بعد نصف ساعة ، وهذا اكثر بكثير مما كانت تامل به ، فنقدته مبلغا سخيا 0
-موتشى اوبريغارو سنيورا 0
وانحنى لها بسعادة 0
منتديات ليلاس
انهت جوليا غداءها ثم زينت وجهها وتوجهت الى صالون الحلاقة . كان السنيور كابليرو ، رجلا شابا نحيلا انيقا ، مستعدا لاى شئ ليرضى السيدة الانكليزية ، خاصة وانها تتحدث لغته بمثل هذا السحر . بعدما غسلت فيولينا شقيقة الساقى شعرها بالشامبو وصلت الى يدى الرئيس الذى ادار وجهها الى هنا وهناك وبقى صامتا فترة يتاملها ، ثم اقترح ان تترك له كل شئ ... حين سمح لها اخيرا ان ترى النتيجة النهائية فى المرآة ، احست جوليا انها تحولت . كان شعرها قد التف حول راسها فى طبقات مسترسلة وصلت الى كتفيها فقط ... وكانت غرتها قد قصت على شكل اهداب ناعمة فوق جبينها ، بدت التسريحة متلائمة مع جمال وجهها واحست جوليا انها اخف وزنا واصغر سنا كما شعرت بانها طائشة لعوب . وحين سمع كابليرو برحلة التسوق ، طلب من احدى الفتيات الاتصال بصديق له يملك تاكسيا ، واكد لها بانه جدير بالثقة . كانت السيارة بالانتظار حين خرجت الى اشعة الشمس وسرعان ما كانت فى طريقها الى المدينة والى "كتوز اوفيدور" 0حين وصلا ، ابدى السائق استعداده لانتظارها ساعة . وثبت لها ان "روا اوفيدور" كان زقاق حديثا ضيقا وكانه ممر مقوس فراحت تجوب الزقاق جيئة وذهابا من جانب الى اخر ، غير راغبة فى ان يفوتها شئ من جمال الاشياء المعروضة ... اخيرا اجبرت نفسها على التوقف لاختيار ما تريده فاشترت محفظة نقود من جلد التمساح لهنرى وفستانا ابيض مطرزا بالفراشات لكارول ، وبغلا خشبيا من صنع يدوى لكل ولد . وبعد توقف قصير ، وجدت مناديل شاى مطرزة للسيدة هيكنز ، ثم اطالت التفتيش عن شئ مميز لاختها ، اخيرا اقرت رايها على سوار ذهبى ، يحمل طلسم الفيفا وهو طلسم الحظ السعيد فى البرازيل 0
منتديات ليلاس
لم يبق امامها الا بعض الوقت قبل ان تعود الى التاكسى المنتظر ، فارادت ان تشرب العصير لانها ظماى ولكن فيما كانت تبحث عن مقهى لمحت فى احدى الواجهات ما اسر نظرها ، ففى الواجهة عرض فستان من الساتان نارى اللون . كان الفستان من الحرير الاسود الضيق فوقه وشاح ابيض منقط بالاسود ، وامتلات نفس جوليا رغبة فاندفعت الى المحل الانيق وما هى الا لحظات حتى كان الفستان منزوعا عن الواجهة وجوليا تجربه . وكلفها الفستان الصغير كل ما تبقى معها من شيكات سياحية تقريبا ، فخرجت وهى تشعر بالذنب الى حيث كان التاكسى منتظرا 0