استيقظت جوليا باكرا فى الصباح التالى ، وتسللت على رؤوس اصابع قدميها الى الغرفة المجاورة فوجدت كارول ، ابنة الثمانية اشهر تجلس فى مهدها ، رافعة ذراعيها استعطافا . حملتها جوليا وهى تقول : لاباس يا فاتنتى ، سالبسك ثيابك ثم نتناول بعد ذلك الفطور 0
تمتعت بتلبيس الجسد الصغير الدافئ المتلوى ثيابها المؤلفة من سروال صوفى وكنزة . وبعد ان انهت عملها هذا اصبحت مستعدة لتناول الفطور فى المطبخ المشرق الذى فيه خزانة خشبية معدة لادوات الطعام وستائر قطنية صفراء ونباتات اصطفت على حافة النافذة 0
وضعت جوليا الطفلة فى مقعدها المرتفع وسالتها : ماذا تفضلين ... الدجاج ؟ ما رايك بالعصير يتبعه بيضة مسلوقة ؟
-عظيم !
كان هذا رد ليديا التى تثاءبت اثناء دخولها الى المطبخ : اعدى فطورا لثلاثة . كيف حالك هذا الصباح ... ؟
-بخير ، شكرا ... لقد نمت كلوح الخشب . حضرى القهوة اما انا فساحضر ما تبقى 0
بتعاونهما سرعان ما وجدتا نفسيهما تاكلان وتطعمان كارول الصغيرة 0
-سنصحبها معنا جوليا ... انها لا تسبب المتاعب ... ولو خرجنا باكرا لاستطعنا ان نوقف السيارة اما ذلك المتجر الذى اكتشفته 0
-وماذا عن اسعاره ؟ انها باهظة دون شك 0-يحصل المرء على ما يدفع ثمنه حبى ... ثم انا لا اذكر انك اشتريت ثوب سهرة منذ اجيال ... ماذا ستختارين ؟
-تعرفين ما احب ليديا ؟ اريد ثوبا جنونيا غير عملى ... لا ادرى بالضبط ما هو ، ولكننى اريده من الحرير الانيق . مؤخرا كنت ارتدى ثيابا بسيطة 0
وقفت ليديا تغسل الصحون بسرعة 0
-فلننطلق اذن ... انا واثقة ان لدى سيليسيت ما يعجبك . لا اظنها فرنسية حقا ... انها صورة تحاول اظهارها ولكنها تملك ذوقا رفيعا 0
وسرعان ما انطلقتا الى كوفنترى فى سيارة ليديا المينى الحمراء ، وكانت معهما الطفلة التى راحت تثرثر بلا توقف فى مقعدها الخاص 0
قالت جوليا بطريقة عفوية ، وهما تقتربان من المدينة : لدى بيرس سيارة بورش 0
-رائعة ! هل ركبت فيها ؟
-اقلنى الى المنزل فى احدى الليالى ، ثم عاد واصطحبنى فى الصباح الى العمل ، لان الطقس كان عاصفا 0
بدت ليديا متاثرة بما سمعت مع انها حاولت عبثا الا تبدى دهشتها وهذا ما جعل جوليا تغرق فى الضحك ... غضبت ليديا : آه جوليا ... لم تخبرينى شيئا عن هذا ليلة امس . ايتها اللئيمة ! لقد تغير مستوى علاقتكما جذريا عن الاسبوع الماضى ...
-انه فى الواقع فاتن ساحر حين لا يكون ساخرا . وانا الان اعرف لماذا كان هدفا للنساء العزباوات وربما المتزوجات منهن ايضا ...