كانت أصوات الفرحة تملأ بيتنا ذا الألوان البنية المناخية ، فقد كان كل شيء فيه يسيطر عليه اللون البني اكطبيعة بيوت منطقة جدا ، ولعل ذلك تأثير البيئة ، فكل ما تراه فيها بني . وفي تلك الليلة بالذات ، حيث يعقد قراني على ابنة عمي نورة ، أي ما تعرف لدى العامة ب ( الملكة ) ، فقد كان المأذون هو ابن عمي وشقيق زوجتي المستقبلية نورة . وعندما تأخرت نتائج تحاليل الزواج قال لي المأذون : ما دام أننا حددنا موعد ( الملكة ) ، فالأفضل أن تعقد لك على أختي وبعدها ننتظر التحاليل ، ومن ثم نكمل إجراءات إصدار دفتر عقد القران الرسمي . وفي تلك الليلة المخالفة لأنظمة وزارة الصحة ، كانت وجوه الحاضرين من أبناء عمي وإخوتي وأخوالي تعانقني بابتسامة جعلتني ابتسم ويبتسم معي شلل الأطفال الذي بات صديقي الذي لا يفارقني أينما حللت أو رحلت ، بالرغم ما سيبه لي من ألم وهم ، فهناك أحياناً أصدقاء بالرغم من حقارتهم اوسوء نيتهم وأذاهم لك إلا أنك تراهم في منزلة الأصدقاء ، وأنت منهم أيتها الإعاقة . كنت أرى في وجوه الحاضرين عيني زوجة المستقبل التي أتخيل أنها تضيء لي الحاضر والمستقبل ، فأكاد لا أصدق نفسي ، ولولا أني أقبّل هذا وأصافح هذا لظننت أنني في غرفة العمليات التي سكنتها مدة أكثر من غرفة نومي ، فكأنني تحت
تأثير مخدر كلي أهذي بأوهام وأحلام وردية . ما أروع شعور من هو مقبل على الزواج ممن تحسبها حبيبة القلب ، حب زرعه والدي وعمي في قلبينا ونحن أطفال ، فقد كان كل الأقارب يدركون أن نورة هي زوجة لخالد ، كعادة الآباء في ذلك الزمن ، فكان شعارهم الذي يتغنون به دائماً هو « بنتنا لولدنا ) كلها أيام قليلة وأكون عريساً وزوجاً ثم - بإذن الله - وأصير أباً لطفل أراه أفضل مني ويحقق أحلامي التي لم أستطع تحقيقها من قبل . لم تكن نورة كأي عروس ؛ إنها رغم جمالها ورقتها الفطرية ، ورغم ظروف قدمي التي أنهكها شلل الأطفال فأجبرني على ارتداء حذاء طبي ليساعدني في إخفاء عرجت رجلي ، رغم ذلك وغيره كثيراً ما تراني أجمل الشباب ، كما أخبرتني أختي مها والتي تقارنها في العمر وصديقتها المقربة . كل هذه الخواطر جالت في نفسي وأنا الظاهرية للعريس في غرفتي أكتب ما احتاجه من أغراض شخصية لتكتمل الشخصية عطر . . ملابس داخلية . . . غترة . . بشت . . . إلخ ) . نعم نورة تملاً دنياي ، ولكن رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على فراق أختي الحبيبة ، والتي تذكرتها بكل مشاعر الأخوة النبيلة في هذه الأيام ، وتمنيت أن تكون معي في هذا اليوم لتشهد زواجي ، فكم كانت رحيمة حنونة ، أختي لؤلؤة ، تلك التي ذقت بفقدها طعم اليم رغم حنان أمي العارم . أخرجت ورقة كتبتها بخط يدها أحتفظ بها في محفظتي ، وما أدري أيهما كان أسبق إلى الورقة ؛ دموعي التي ابتلت بها أم دعواتي لها بالرحمة والمغفرة .
أنت تقرأ
متعايش في الرياض
Romanceانا هنا انقل قصه لكتاب جميل بكل ما تعنيه الكلمة لـ عبدالله صايل مبارك بن علي الدعيلج نبذهة: لم أعد أدري هل أنا بين الأحياء أم الأموات ؟ هل سأموت قريباً دون أن أتزوج أو أصبح أباً ؟ هذا إن لم يتم القبض عليّ وعزلي وفضيحتي . . من أين الإصابة أي...