ما بعد الشهرة [قيد التعديل]

حقيقة مشاعر كانامي

لا تشعريني أن عمري

كان عندك ليلة ثم انتهت

ومضت كما يمضي الزمن . .

فالعمر بعدك لحظة خرساء

تسبح في الوجود بلا وطن

لا تشعريني أنني

أصبحت يوما عابرا وطويته

أنا لا أبيع العمر ياعمري

ولا أرضى الثمن

-فاروق جويدة

:
:
:

سار وحيدًا بين زحام  الشوارع و الأرصفة  و هذه هي محاولته العاشرة و الأخيرة في الاتصال عليها ، لقد كان يتعطش شوقًا لحلول لحظة ذهبية كهذه معها منذ زمن طويل لكن حظه النحس لم يترك له أي فرصة تدله لمعرفة سبب عدم ردها عليه

حل الإحباط  على وجهه العابس ليزيح هاتفه عن أذنه بحيرة و أعاد تخبئته داخل جيبه بيده الخائبة

"لماذا لا تردين؟ ، ألم نتفق أن نذهب سوية؟ ، أنها حتى فرصة مناسبة لنحاول إصلاح أخطاء الماضي"

أطلق تنهيدة ليحاول إزاحة كتلة الهم التي تثقل كاهلة و قد استفاق على أثرها ذكرى أنفصالها عنه

كان الجو غائمًا ذلك اليوم  مما حفز الغيوم المتجمعة  في قلب السماء على الاختباء بين احضان السحب المظلمة ، هطلت أمطار صيفية غزيرة لتغسل الشوارع و الأبنية بقطراتها العذبة و ارتوى كل ما ينبت على أرضها على ليحين وقت الدوام الدراسى في تلك المدرسة التي  تقع عمق مدينة أزومي

توجه الطلاب  للدخول من خلال البوابة  و كل فرد منهم بحمل مظلته الخاصة به بيده ليحتمي من التعرض للبلل الامطار و بعدها مباشرة كانت تلك الساحة الواسعة وجهتمها نحو بناء المدرسة الذي حمل طرازًا قديمًا و تقليديًا ،.. تميز بضخامته و احتواءه على ثلاث طوابق ف مخصصِة للصفوف مختلفة من الفئات العمرية أما الرابع فهو خاصًا بمكاتب المعلمين  و على ذكر الخامس  فقد شمل الأندية الخاصة بالنشاطات المدرسية  و على أخر ممرة تقع قاعة طعام بمساحة كبيرة

دخل كانامي بكل هدوء إلى  غرفة صفه بعد انقطاعه لمدة شهرين متواصلين عن الدراسة و تعافيه من تلك المأساة  التي حلت على حياته مما جعل حضوره لافتًا و  بمثابة مفاجئة غير متوقعة على جميع من في الداخل

كانت الغرفة ذو مساحة متوسطة و عريضة كبقيتها من غرف الصفوف المجاورة و بها نافذة واسعة تطل على المدخل الرئيسي لبوابة المدرسة ، شملت صبورة الشرح حيزًا من الجدار الأمامي  الذي صبغ بلون البيج وعلق فوقها ساعة دائرية  بإطار أسود و أمام طاولة المعلم  رتبت الطاولات إلى ثلاثة صفوف مع كراسيها و خلفها وقعت خزانة طويلة بها أدوات التنظيف الخاصة بالصف