يوم الجمعة ورائحة الهواء الزكية، والجو الدافئ ،وبعد شروق الشمس كانت فاطمة تعتدل من نومها حتى تستيقظ، لكي تقابل صغارها فهم احب مخلوقات عندها ودائما تقول ان(الأطفال احباب الله).
دخلت فاطمة الحمام تتوضأ ،وارتدت ملابسها لكي تستعد للخروج ،ولكن أثناء سيرها اوقفها صوت رجولي .
حمزه: انتي خارجه كده ورايحه فين.
تعثرت فاطمة في مشيتها لكي تصل إليه، وكان وجهها يملؤه علامات الفزع والخوف : أنا خارجه عشان النهاردة الجمعة ميعادي في دار الايتام.
حمزه بحدة: مش المفروض انك تاخدي ازني الأول قبل ما تحددي الميعاد.
فاطمة : اسفة يا حمزه بس انتا مكنتش موجود في البيت وانا اخدت ازن ماما.*****
جاءهم صوت انثوي ولكن يملؤه الحب والحنان ،وملامحها كانت تدل علي شخصيتها ،فهي منبع الامل والامان والحنان.سُميّه وعلي وجهها علامات التعجب المختلطه بعلامات الاستفهام: مالكم يا ولاد؟! حمزه : مفيش حاجة يا ماما ،بس بكلم فاطمة بسألها رايحة فين ،ردت عليا انها خدت ازنك.
سميه بابتسامه: ايوه ،اخدت ازني يا حمزة.
حمزه : خلاص يا ست الكل بس انا ادايقت انها معرفتنيش بس.
سمية : ماشي يا حمزة.
حمزه : ماشي يا ست ماما ،اتفضلي اخرجي يا فاطمة.
فاطمه بفرح : شكرا يا احلي ام واخ في الدنيا.
سميه بحده ونبره صوتها تعلو و ترتفع : حضرتك جاي تزعل اختك وخلاص، وانتا برا من امبارح يا استاذ.
ضحك حمزه علي طريقتها ولاول مره يري امه يعلو صوتها عليه : كنت في الشركة يا ماما ،في شويه مشاكل كده ف اضطريت اني اقعد انا وباسل.
سمية : حرام عليك باسل يابني،انتا بتتعبه معانا اوي.
حمزة بابتسامه علي رأفه امه بصديقه : هوا واخد علي كده ،وانا لازم اخد بالي منه بعد اللي حصله يا ماما.
سمية : صدق اللي قال من شابه اباه فما ظلم، كأنك نسخة منه.*****
كانت فاطمة تجلس في سيارتها ،تنتظر صديقتها منذ الطفولة فهي تُحبها الي ابعد الحدود ،تذكرت فاطمة ذكرياتها مع صديق عمرها وحبيبها الذي رحل بعيدا عنها ليكمل دراسته ، ويتابع عمل ابيه في الخارج ،قطعها رنين هاتفها فنظرت الي الشاشة وابتسمت.
فاطمة : السلام عليكم.
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،انا اتصلت عشان ابلغ حضرتك ان كل حاجه جاهزه.
فاطمة بسعاده: شكرا ،نص ساعة وهبقي عندك.
المتصل : تمام مستنيكي.
*****
سمعت فاطمة صوت خبط رقيق علي زجاج السيارة ،ورأت صديقتها مريم.
مريم 😉: كنتي بتكلمي مين ؟
فاطمة بتضحك على مريم : هتعرفي دلوقتي،يلا اركبي.
وبعد حوالي 20 دقيقة كانت فاطمة تصف سيارتها في جراج أحد المولات،وابتسمت لصديقتها: انزلي يا مريومه يلا.
نظرت مريم الي فاطمة باستغراب فهي تحب ان تراها دائما سعيدة ،ومع ذلك لم تراها تبتسم مثل اليوم : ماشي يلا.ذهبوا إلى المصعد وخرجوا الي الطابق الرابع و ذهبوا الي احد المحلات فنظرت مريم الي فاطمة : انتي جايباني هنا ليه.
فاطمة بابتسامه : عشان هشتري لعب.
ارتفع حاجبي مريم : نعم يا اختي.
انفجرت فاطمة في الضحك مما جعل مريم تبتسم لرؤيتها لفاطمه صديقتها : تعالي ندخل بس.
فاطمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البائع نظر الي ساعه معصمه: في ميعادك مظبوط يا هانم.
فاطمه : من فضلك عايزة الحاجات اللي طلبتها.
البائع: اتفضلي ياست هانم.
فاطمة : شكرا ، اتفضل حسابك.*****
ذهبت مريم وفاطمة الي احد المطاعم ،ثم ذهبوا الي طاولة تطل علي النيل وجلسوا عليها.
فاطمة : ها هنفطر اييه.
مريم : انتي متأكدة انه هيكون فطار، ولا غدا.
فاطمة بنفاذ صبر : عايزه اييه طيب.
مريم : عايزه ناجتس.
فاطمة شاورت الي النادل وذهب اليهم : عايزين اتنين ناجتس واتنين عصير مانجا.انتهوا من تناول طعامهم،وذهبوا بالسيارة الي دار الايتام استغربت مريم لتغيير صديقتها(ما هو مش يوم الاستغراب العالمي بقي😂).
*حب من تحب ولكن لا تدعه يهرب بعيدا* عنك