1

178 2 3
                                    

كنت قد خرجت هذا اليوم مسرعة من الصف عندما تلقيت اتصالا من والدي يخبرني فيه بانه قد اتى لزيارتي مع والدتي يا الهي كم اشتقت لهم
لقد مرت فترة منذ التقينا حوالي الثلاث اسابيع

و لانني حصلت على معدل قبول مرتفع فقد اخترت تخصص إدارة الأعمال في المدينة المجاورة و قد اضطررت معها على الانتقال من مسكن والدي الى المسكن الجامعي الخاص بالكلية
انا الآن في سنتي الثانية و بما ان دخولنا المدرسي كان حديثا فالدخول و الخروج من المحاضرات كان مسموحا به و كم كانت فرحتي كبيرة بملاقاتهم

جلسنا معا و نتحدثنا فيما بيننا كثيرا حتى حل الظلام و قد اضطر والداي الى المغادرة بحكم انشغالاتهما ودعتهما بدموع حارة سالت على وجنتاي فانا لا التقيهما الا في العطل بينما والدتي انتزعت من رقبتها قلادة ذهبية جميلة و علقتها بعنقي موصية اياي بالحفاظ عليها

بعد ان وعدتها بالحفاظ عليها غادرا عائدين الى المنزل
في الصباخ الباكر استيقضت مبكرا على غير عادتي فالدموع التي ذرفتها و التفكير العميق الذي قام به عقلي المسكين ارهقه و سبب لي صداع حادا و لم استطع اخذ كفايتي من النوم
اغتسلت و ارتديت ثيابي و خرجت دون ان اتناول افطاري فانا لا اتناوله عادة

اتجهت نحو الجامعة بخطا بطيئة فمسكني تابع للجامعة و لا يبعد بمسافة كبيرة حوالي الربع ساعة مشيا على الأقدام
اتجهت نحو قاعة المحاضرات و بما ان الوقت مبكر فهي خالية من الطلاب او هذا ما اعتقدته !
ما ان وطأت بقدمي القاعة حتى لاح لي شخص ما يتخذ مقعدا له في وسط القاعة بينما يضع باذنيه سماعات و يستمع الى موسيقى صاخبة جدا حتى انني كنت قادرة على سماعها من مكاني

لم اتمكن من التعرف عليه لانه كان يمدني بضهره اقتربت ببضع خطوات عازمة على اتخاذ اقرب مقعد لي و الجلوس عليه لكي لا ينتبه علي الجالس هناك فانا لا احب جذب الانتباه لنفسي هذه هي طبيعتي !
اخترت اقرب مقعد جلست في مقعدي و قمت باخراج دفتري و اقلامي و انغمست بكتابة بعض الفروض و الملاحضات

بعد بعض من الوقت سمعت صوت تحرك كرسي ما و بعده صوت خطوات ثابتة لشخص ما تقترب مني لم يكن صعبا علي ان استنتج بأن الشاب الذي كان يبعدني ببضع امتار وقف و هو متجه نحوي الآن
لم اعطي الامر اهمية كبيرة ، و ركزت اكثر على كراستي دون ان القي له بالا
"عفوا !" نطق بها الشاب الواقف عند رأسي بصوت خشن جوهري

شعرت ببركان اشتعل بداخلي عندما ميزت صوته  بينما قلبي تسارعت نبضاته
ارتفعت بأنضاري إليه اتأكد مما استنتجته بتلك اللحظة يا الهي ليس مجددا !!
إنه هو .... وجهي قد اصطبغ باللون الاحمر كليا بينما جسدي تصنم بمكانه و عيناي ابتا النظر الا له خيال ذكرى مضى عليها اكثر من سنة مرت بذاكرتي

هو عندما لاحظ تحديقي به بتلك الطريقة ، تحمحم رافعا يده يخدش بها مؤخرة رأسه قائلا بحرج ربما :
" مرحبا ، كيف حالك ؟؟"
أخذت دقيقة كاملة لأستوعب السؤال الذي نطق به ، هل يسألني عن حالي للتو ؟؟!
أجبته بعد وقت : " بخير ، و أنت كيف حالك ؟؟ "

صحيح ، لا تنظروا إلي بتلك الطريقة لقد سألني عن حالي ، سيكون من الوقاحة الا اسأله انا أيضا !
" انا بأحسن حال " أجاب بنبرة محرجة
لم هو هكذا ؟ أنا التي يجب أن أدفن وجهي بالأرض من شدة خجلي ! أضاف بعد وقت من التردد :
" تعلمين لقد كنت بعيدا لفترة و علي أن أعوض ما فاتني من دروس هل اطلب منك معروفا ؟ "
أجبته مع إبتسامة صغيرة كادت تمزق وجهي حتى خرجت :

"بالطبع ، تفضل " مشيرة بيدي إلى المقعد أمامي جلس امامي على المقعد و قد بدى انه مرتاح اكثر من الأول ، بينما أنا أشعر بداخلي يحترق لا اتباهى بنفسي و لكنني حتما بارعة في إخفاء ما بداخلي
" تعلمين ، لقد كنت خارجا لفترة ، و لهذا علي تعويض ما فاتني من دروس ، هل يمكنك إعارتي بعضا من دفاترك ؟ "

لم أجبه لبعض الوقت و بقيت أتأمله للحظة
صحيح ، سمعت أنه ترك البلاد لفترة من الزمن بسبب أعمال والده الذي اضطر للسفر مع عائلته و لهذا فاتته الدروس المهمة و عليه ان يستدركها
ياللقدر ، أي صدفة جعلتك تأتي إلي دون أي أحد هو عندما لاحظ تحديقي المستمر و شرودي بوجهه بتلك الطريقة توتر و اصبح يتلعثم بالكلمات :

" أعني ، لقد درسنا سنتنا الأولى بنفس المجموعة ، أقصد ... إذا لم يكن فيه إزعاج لك طبعا !!"
قاطعته ساحبة دفترين من حقيبتي مقدمة اياهما له م متضاهرة بالبرود " يمكنك إستعارة هذا للآن ، و سأحضر لك الباقي غدا "
أخذ تلك الدفاتر شاكرا إياي مع إبتسامة مشعة جميلة جعلته يكبر في قلبي أكثر فأكثر توجه نحو مقعده السابق ثم لم أعلم بعدها مالذي كان يفعله

بصعوبة حرضت قدماي على الالتفات و الابتعاد هروبا منه ما ان خرجت من القاعة و اغلقت الباب خلفي حتى استندت عليه ممسكة بقميصي جهة قلبي في محاولة مني لتمالك نفسي ارجوك يا قلبي !
لا تنبض له ارجوك هذا اللعين لم يفعلها

لم يتجرأ و ينبض له مجددا لكن عبثا ، مهما حاولت و مهما فعلت فانه يأبى إلا الخفقان له
لا تستعجلوا ، ساخبركم بكل شيء عندما يهدأ صندوق الخردوات هذا الموجود بداخلي

حثثت الخطى سريعا متجهتا سريعا نحو آلة العصائر و ابتعت لي مشروبا باردا بالرغم من الجو البارد
اظن ان من وضعها هنا فكر بمثل وضعي اتحدث عمن وضع المشروبات الباردة هنا

اعلم ان كثيرا منكم ينتابه الفضول حول ما حدث و حول الشخص الذي لا اريد التحدث عنه او حتى آلة العصائر
لا باس ساحدثكم بالمفيد هي قصة حزينة و لا اريد ان ارهقكم بها كما ان تذكرها يسبب لي الاكتئاب و الارهاق لكن لا تقلقوا فلقد عودت نفسي على تقبلها بالرغم من ان مخلوقا لم اخبره بها

قبل سنة ...
(يتبع)
---------
هاي
كاتبة مبتدأة اول قصة ليا
اتمنى تدعموني و لو بككومونت صغير
❤❤
^*^

عودة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن