3

66 3 2
                                    

تمنيت لحظتها لو ان الارض انشقت و ابتلعتني قبل ان ارى مشهدا كهذا تمنيت لو ان شهابا سقط علي الآن و هشم راسي لارتاح من هذا الالم الفضيع الذي اشعر به لم اشعر بنفسي الا و قدماي تركضان للامعلوم المهم فقط ان ابتعد عن هذا المشهد الذي ترك ندبة عميقة في قلبي

ليس الامر انني وجدت حبيبي يخونني مع احداهن و لكنني كنت قد بدأت افكر بالاعتراف له بمشاعري
لكن بعد ما رايته و عدم رفضه لها قطع آخر ذرة امل و شجاعة انبتها في داخلي
عدت ذلك اليوم الى شقتي و القيت بنفسي على سريري حتى دون ان اغير ثيابي وسادتي تحول لونها الى الرمادي من كمية الدموع التي ابتلعتها

حتى ان الفتاة التي نتشارك انا و هي السكن قد قلقت علي بالرغم من اننا لسنا قريبات من بعض الى تلك الدرجة
اذكر يومها انني مرضت و رفضت بعدها الذهاب للكلية كنت اعاني من ارتفاع شديد في درجات الحرارة كادت ان تقتلني
رفيقتي واصلت اقناعي باصطحابي للمستشفى و لكنني فقط عنيدة و كنت اقابلها بالرفض حتى استسلمت امام عنادي و بقيت تعتني بي في شقتنا اصبت بالاكتئاب حتي صديقتي التي كانت تاتي للاطمئنان علي لم اكن اكلمها
لم اذهب للكلية لمدة اسبوع كامل لم يكن بسبب المرض الذي اتخذته كذريعة بل بسبب انني لم اكن اريد رؤيتهما معا كان ذلك ليقتلني مئة مرة في اليوم و يعيدني الى نقطة الصفر

و لكن بسبب ذلك فاتتني الكثير من الدروس و وصلتني الكثير من الايمايلات من اساتذتي يسألون فيها عن سبب تغيبي الطويل عن الحصص مالذي علي فعله الآن ؟

إن واصلت الاختباء كفأرة جبانة سيعتقد أنه تغلب علي و هذا ما لن اسمح به لن اضيع دراستي و مستقبلي من اجل شخص مثله حسمت امري و قررت ان اتابع حياتي و كانه غير موجود فيها سأعامله من الآن فصاعدا و كانه شبح غير مرئي ليس و كانني ساموت ان اعترفت له و رفضني من اجل تلك الفتاة

استيقضت صباح اليوم التالي و انا كلي امل و تفاءل و مشاعر ايجابية ارتديت ثيابي و خرجت متجهة نحو الكلية متجاهلة ذلك الوخز في قلبي المهم ، اذكر انني من يومها ركزت على ما فاتني من دروس دون ان القي بالا لأي لعنة تجري من حولي
حاولت تجاهله قدر المستطاع فاذا وجدته في مكان ما اعود ادراجي و اذا تواجد هو في مكان ما كنت انا اغادره
كنت ارفض كل طلبات المواعدة التي تأتيني من قبل العديد من الشبان لا تتفاجأوا ، انا فتاة جميلة بعد كل شيء حتى الاعمى يمكنه رؤية ذلك،  طبيعي ان يطلبني الشبان للمواعدة
لكنني لم اشا الدخول في علاقات كالحب ، فقد عانيت و اكتفيت من حبي ذا الطرف الواحد و لست مستعدة لأعاود نفس الشعور

مرت ايام و اسابيع هدأت فيها مشاعري و ارتاح بالي كنت اتجاهل سام بكل براعة حتى انني حرت في نفسي كيف انني افعلها المهم انني لم اعد التقي به في الكافيتيريا ، في المدرج ، قاعة الرياضة ، قاعات الدروس ، الساحة
لم اعد استطيع رؤيته في اي مكان لا انكر انني شعرت بالقلق و الضيق
لقد دمرني ، و تحطم قلبي بسببه و لا زلت اقلق عليه. اي عقل جوزة املك !

سمعت بعدها اشاعات من بعض زملائي قالوا بانه غادر البلاد مع عائلته بسبب اعمال والده و قالوا ايضا بانه لن يعود الا وقت مجهول !!

مشاعر غريبة انتابتني لحظتها لم اعلم هل افرح لان قلبي سيرتاح الآن ام أحزن لأنني اريد رؤيته و الآن شعرت و كأن روحي تستل ببطأ من جسدي يا الهي !
انا حقا اشتاق اليه و اريد رؤيته الآن لم اتخيل يوما انني سأندم مثلما ندمت الآن قلبي يتالم الآن أضعافا ما كنت اعانيه عندما وجدته مع تلك الفتاة
كل ذلك بسببي لو انني اعترفت له بمشاعري لما بقيت اعاني هذا الحمل الثقيل على قلبي لم انتظر دقيقة واحدة و ركضت مسرعة الى العاملة المسؤولة عن شؤون الطلبة

طلبت منها ان تريني القوائم التي تحتوي على معلومات الطلبة لكنها رفضت بحكم انها معلومات خاصة و لا يجوز لاي كان الاطلاع عليها تلك العاملة رفضت و رفضت ، تمسكت بالرفض ، و رفضت ايضا انها عنيدة جدا
و لكنني أعند منها و قد تمكنت من رؤيتها في النهاية قمت بتصوير ما استطعت عليه بهاتفي من رقم هاتفه و عنوان مسكنه حاولت الاتصال به مرارا لكن هاتفه خارج الخدمة اعدت الاتصال و لكن بلا فائدة
ارجو الا اكون تأخرت !

لم تمر ربع ساعة حتى كنت واقفة أمام بوابة منزلهم
اخذت اطرق الباب عدة طرقات و ارن الجرس عدة مرات لكن ما من مجيب فقدت الامل كليا في ان اراه مرة اخري فاخفضت راسي اضعه على البوابة الحديدية و سلمت امر مشاعري لدموعي التي تساقطت منسابة علي وجنتاي نحو الارض

مرت احدى العجائز من خلفي و عندما لاحظت يأسي و عجزي ربتت على كتفي بكل حنان انا عندما لاحظت يد احدهم على كتفي التفت مسرعة فزعة
"يا الهي ! انا آسفة ! هل افزعتك ؟؟!"
نطقت تلك العجوز بتساؤل مسحت دموعي بكم قميصي و ابتسمت لها قائلة :

"لا يا جدة ، انا آسفة و لكنني حزينة " ربتت الجدة علي كتفي بحنان الام على طفلها و قالت بابتسامة :
"لا بأس يا عزيزتي ، مهما كان ما يحزنك فهو لا يستحق ان تهدري مزيدا من اللآلئ بسببه "

يا الهي ! تذكرت أمي بذات اللحظة قالت لي نفس الكلام عندما كنت حزينة بسبب نقطة سيئة حصلت عليها في الصف الثاني ازدادت حدة بكائي

لا اعلم السبب ربما لانني اريد والدتي بجانبي الآن تلك العجوز ضمتني اليها و بقيت تربت على راسي بكل حنان حتى هدأت قليلا

"لا تندمي على ما فوته بنفسك يا عزيزتي ، و اعلمي انه لكل مشكلة حل و بعد كل انتظار طويل لقاء " للحظة بقيت احدق بتلك العجوز التي يبدو انها كشفت بواطن نفسي هل حقا ان انتظرته سأراه في النهاية شكرت تلك العجوز بابتسامة ردتها لي قائلة :

"لا تبكي مرة أخرى ، فالإبتسامة تليق بك اكثر "

اخذت بعدها إجازة مرضية لمدة اسبوع قضيتها مع أهلي في محاولة يائسة مني لنسيان ما حدث مؤخرا و بالفعل قد نجح الامر فرؤية عائلتي و جيراني ابهج قلبي و اسعدني

قررت بدأ صفحة جديدة في حياتي خالية من شيء يدعى ' الحب ' و من شحص يدعى "سام " عشت بعدها حياة طبيعية كاي فتاة جامعية
لكنني عدت الآن الى نقطة الصفر و ها هو قلبي اللعين لا يتوقف عن النبض و انا التي ضننت ان امره قد انتهى بالنسبة لي

عودة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن