6

86 3 3
                                    

مسك بحقيبته و بدأ يفتش بداخلها بينما أنا إستغليت الوضع لأختلس النضر إليه كان يرتدي قميصا أحمر قاني من الصوف بقلنسوة طويلة مع بنطال أسود جلدي ضيق و حذاء من نوع تمبرلاند أسود اللون ، يا إلهي نوعي المفضل

و كان يرتدي معطفا ثقيلا أسود اللون يصل الى الركبتين و حقيبة ضهر سوداء أيضا لا تستغربوا فهو يحب هذا اللون كما كان شعره مصففا بطريقة مثالية ، كانت بعض الخصلات تنساب نحو الاسفل بسبب بحثه داخل الحقيبة
أفقت من شرودي على صوته و هو يمد لي علبة بسكويت و علبة عصير كرتونية صغيرة

" خذي ، لا بد أنك لم تأكلي شيئا منذ الصباح " شعرت فجأة بالقذائف تنبعث من بطني نحو قلبي و فراشات تحلق حول معدتي
هل انا احلم ام انه يقدم لي العصير الآن
كنت سأرفض لكنه وضعها في حجري مجبرا إياي على تناولها شعرت بالدماء تغلي في وجنتاي و رأسي حمدا لله على أننا في الظلام و لن يكون قادرا على رؤية وجهي لكنت شعرت بالإحراج الكبير

المهم حاولت الحفاظ على رباطة جأشي أمامه لكي لا يظن أنني فتاة ضعيفة بدأت بتناول البسكويت من العلبة بينما هو إتخذ مقعدا مقابلا لي و جلس عليه يعبث بهاتفه
"فلتنتهي بسرعة و لنذهب سويا للبحث عن مخرج " غريب ، لم لم أعد أشعر بالخوف ؟! كنت أدعوا الله كل يوم أن يجمعني معه في مكان واحد و لكن لم أتخيل يوما أن يتحقق حلمي بهذه السرعة و بهذه الضروف العمياء أخبرتكم من قبل أن حضي متعفن

" هل إنتهيت ؟" سألني بينما يقف ، و أنا بدوري جمعت بقايا البسكويت في حقيبتي و رميت بعلبة العصير الفارغة في سلة القمامة ووقفت أحمل حقيبتي و هاتفي و لحقت به

بدأنا ندور في الأروقة و الممرات ، في الكافيتيريا ، الملعب مكاتب الأساتذة و لكن بدون جدوى و لكن طوال تجولنا و أنا أقف قريبة منه جدا فحتى لو كان بجانبي فلا تزال أعراض أزمتي قابلة للظهور
حتى هو لم يمانع إقترابي منه بتلك الطريقة

وصلنا عند ممر هو أكثرهم ضلمة رأيته و هو يتقدم من هناك فأمسكته من ذراعه
" أنت لا تنوي الذهاب ، أليس كذلك ؟؟!" لما لاحظت بانني تعديت حدودي قليلا سحبت يداي إلى جانبي بينما رأيت نضراته تحولت الى ذراعه

" لما ؟ قد يكون هناك مخرج " في الواقع هذا الممر يؤدي إلى غرفة المخزن ، أين يشاع بأن طالبا قتل هنا المكان نوعا ما كالقبو و لهذا فهو مظلم حتى في النهار ، فكيف بالليل ؟! حتى الأساتذة و العمال يتجنبون المرور من هنا ببساطة إنه المكان ألأكثر رعبا في كليتنا
أراهن أنهم لو صوروا فلم رعب هنا لنجح الفلم و حصل على ملايين المشاهدات

عندما لاحظ سام خوفي و توتري قام بفعل صدمني تماما قام بإمساك يدي و شابكها مع يده
" لا تخافي ، أنا معك و لن يصيبك مكروه ما دمت بجانبي " و لكم أن تتخيلوا كيف كانت حالتي بعد هذا كنت كالدمية بين يديه

سحبني خلفه نحو تلك الغرفة و بحث هو فيها مليا بينما أنا كنت ملتصقة به طوال رحلة بحثه
و بعد البحث لمدة بدون جدوى سحبني مرة أخرى خلفه و اأنا لا زلت عل نفس وضعي غائبة عن الواقع و جملة واحدة تتردد برأسي
(( أنا معك ... ما دمت بجانبي ))

رجعنا الآن إلى نقطة البداية عند البوابة الرئيسية إتخذت أنا مقعدا لي بينما هو جلس مقابلا لي من الجهة الأخرى بينما أنا اتجول ببصري من حولي حتى سمعت صوتا خافتا صادرا من هاتفي بينما ضوئه بدأ بالإختفاء تدريجيا تفقدته لأتفاجئء ببطاريته الفارغة حاولت تشغيله مرارا و تكرارا و لكن دون فائدة تبا على حظي اللعين " تبا ..."

تفوهت بها و أنا أتفقد الهاتف اللعين
"هذا سيء ، لا أظن أن هاتفي سيصمد أيضا " رفعت رأسي نحوه لا أرجوك ، ليس الضلام مجددا !!
"هل حاولت الإتصال بأحدهم ؟!!"
" فعلت ، و لكن الإرسال هنا ضعيف بسبب الجو "

أخذت نضرة من النافذة الطقس سيء ، الأمطار تتساقط ، و الرياح بدأت بالهبوب بقوة مما ينذر بحلول عاصفة بينما الجو يصبح قارصا أكثر أخذت أفرك يداي بذراعاي و أحيانا أنفخ عليهما طلبا للدفء

" هل تشعرين بالبرد ؟" لم أجبه ، فنهض من مكانه متوجها نجوي نازعا معطفة الثقيل واضعا إياه فوق اكتافي
" اوه لا تفعل ذلك ، انا بخير " لكنه لم يجبني بل عاد إلى مكانه السابق و جلس مكتفا ذراعيه واضعا قدما فوق الاخرى جلسته المعتادة
" لا أشعر بالبرد ، أنضري إلى نفسك مالذي ترتدينه " كنت سأتذمر من وزنه الثقيل لكنني عدلت عن ذلك عندما استشعرت دفئه

رائع ، أشعر أنني في النعيم لم أتخيل أن يكون معطفه بهذا الدفء كنت سأشكره لكنني توقفت عندما سمعت صوت صاعقة قوية أطلقت صيحة ذعر واضعة كلتا يداي على أذناي و مخفضة رأسي للأسفل بينما دموعي بالفعل سالت على وجنتاي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 07, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عودة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن