عكس الهدوء الذي كان يغلف غرفة دلال كان أحمد يقف في منتصف غرفته الفاخرة داخل شقته..بعد أن أقنع أسامة بضرورة رحيله الآن لغرض مهم..
كان يتنقل من مكان لآخر بحيرة..غير قادرٍ على اتخاذ موضع أو الإلتزام بالهدوءٍ حتى..جلس على طرف السرير بينما يفرك راحة يده اليسرى بأنامل يده الأخرى..
يشعر أنه على وشكِ الجنون بالفعل لشدة التوتر و الضياع الذي يعيشه..
حبيبته دلال.. دلال عمياء..!!!
لم يكن يتخيل ذلكَ حتى في أسوء كوابيسه !!..رمق نفسه في المرآة أمامه بسخرية..لقد تكبد عناءً كبيراً في ترتيب نفسه حتى تراه في أبهى حلة..
لكنها لم تره..و لن تراه !!
مزيج من مشاعر العجز..و الألم و الغيظِ من نفسه تستولي عليه و هو يفكر أنها عانت كل هذه الفترة لوحدها بينما كان هو منشغلاً في تحقيق نجاحاته و الإزدهار في عمله..
تعرضت لحادث و كادت أن تموت و هو لم يكن معها.. فقدت بصرها و لم يكن معها..حتى أنها فقدت أملها في تحقيق حلمها..و لم يكن معها !!
لطالما شاركته آمالها و طموحاتها و أحلامها المستقبلية..كانت تريد أن تكون -طبيبة-..لكن... لكن........
أسند جبينه على يديه بتعبٍ بينما يضغط جانبي رأسه بقوة..يشعر أنه عاجز عن التفكير..بل عاجز عن كل شيء!!..
ملامحها -المنكسرة- بضعفٍ تكاد أن تستولي على كل عقله..مع أنها تعمدت أن لا تظهر ذلكَ لكنه استطاع أن يلمح انكسارها جيداً خلف نظرة -الجمود- التي غلفت نفسها بها..
لقد كانت تحاول أن تبدوا قوية أمامه..قوية رغم ضعفها الواضح له..و هو.......لحظة !!
رفع رأسه بسرعة و هو يسترجع تفاصيل اللقاء بينهما..ليتوقف عند نقطة واحدة..نظرتها التي ألهبت قلبه بعد حركته -الغير مقصودة- تلك !!!
وقف بسرعة و هو يضرب جبينه بيده لمراتٍ متتالية شاتماً من بين أسنانه بغضب من نفسه ؛
تباً..تباً..تبا لي..
اسند كلتا راحتيه على خصره و هو يهمس بصوتٍ خافتٍ لاهث غارق في الحسرة و الغضب ؛
_اللعنة عليكَ يا أحمد..اللعنة علي!!
أغمض عينيه بقهر للحظاتٍ حاول فيها ضبط أنفاسها و الهروب من ذلكَ الموقف و لو للحظاتٍ..
عزاءه الوحيد هو -صفاء نيته- تجاهها..و حبه الأسطوري الذي لا يمكن أن يؤثر به أيَّ شيء..أيَّ شيءٍ على الإطلاق !!
_________________________
_نعم !!
قال و هو يفتح مكبر الصوت بهاتفه بينما يقف أمام انعكاسه في المرآة..يعدل من ربطة عنقه السوداء بملامحٍ عاد لها لونها و بريقها المشتاق لمالكة قلبه الوحيدة..
أنت تقرأ
أقســمُ لـعينيـكـِ
Truyện Ngắnأخبرْنـي ،كيفٓ لفراقنـا أن يزيدنا قرباً.. و كيف لحُبـي أن يتضاعفٓ و أنت بعيد ؟! أخبرني يا حبيبي..أخبرني !! أخبرني كيفٓ الحيـاة من دوني مرّٓت عليك.. و سأخبركَ كيف قضيتُ سنِين البعد أشتـاق إليكْ.. أخبرني من الأولـى و من أتـت بعدي.. و سأخبركٓ كيف لم ت...