رسالة

2 0 0
                                    

     إلى كل أحبائي الذين أرجو من الله أن لا يتبعوا
الزينة حتى تفسدتهم في حشمتهم و حيائهم و أخلاقهم،
فقد أصبحنا اليوم نرى أشكالا متعددة في حلاقة
الشباب، بل أن الأمر سار بهم إلى الكتابة في
رؤوسهم، فيدعونه عصرنة ألا إنه الفساد بعينه ألم
تظهر هذه الأشكال من الحلاقة عند الفاسدين فكيف
نتبعهم، ربما لأننا نهوى الفساد، و اعلموا إخواني
الشباب أن ذلك لا يؤدي إﻻ إلى طريق مسدودة و مهما
طالت تغلق على أصحابها يوم القيامة فإن امتﻷت من
كثرتهم يلقون في جهنم إﻻ من تاب و عمل صالحا أو من
كانت له حسنات يغطين عن سيئاته فلت يكون، ولكن هنا
تبد المفارقة فهذه الأشكال من الحلاقة و اللباس ظهرت
مع الفاسدين فكيف يعقل أن تؤدي إلى طريق الخير ولو
كانت كذلك لما كان الله تعالى ليرسل لنا رسولا يخرجنا
من الظلمات إلى النور، أما بالنسبة للملابس الممزقة
فالأمر لا يقل خطورة عن سابقه، أحبتي الكرام لقد
سرى بنا كل هذا إلى ما ﻻ نريد، كيف ﻻ وقد اتبعنا
الزينة حتى نسينا ما دونها، وهنا أخي الكريم أسألك
سؤالا هل تنسى يوماً أن تقف أمام المرآة قبل أن
تذهب إلى المدرسة أو العمل؟ بالتأكيد لا، ولماذا تنسى
أو بالأحرى تتناسى النظر إلى دروسك و لو لمثل ما
تقف أمام المرآة؟ هذا سؤال أيضا أعرف جوابه، نعم
أعرف ﻷن من طبيعة الإنسان الميل إلى الهوى حتى
يلقى في الهاوية و هذا الجانب فيه يسمى بالهو،
إخواني إن الحياة ﻻ تستدعي الزينة قبل العمل،
و تخيل معي أنك تلميذ بالثانوية مثلا و أوتيت حظك من الجمال والأناقة فأعجبت بك الفتيات هل تلك هي الحياة؟
بالتأكيد ﻻ،ﻷن الفتاة ستحبك لأيام تأخد فيها من أبيك فإن
لم تجد لنفسك بعد انقطاع مد أبيك هل ستبقى معك؟
بالتأكيد ستبقى إن لم يكن يرغب فيها أحد، و حتى لو
إفترضنا أن حبكما أقوى من أن تهزمه الأمور المادية،
فذلك يعني ضعف الإمكانيات وليس انعدامها. أما كون
الله سبحانه وتعالى أمر بالتزين فكما أمرنا عز و جل
وليس أمرتنا أهواؤنا.
و بالنسبة لكن أخواتي فاسمحن لي أتدخل في شؤونكن قليلا، والأمر يخص التبرج و لن أقول التزين ﻷن التزين
أمر به الله تعالى وليس كما يفعل البعض منكن قال
تعالى"و قل للمومنات أن يضربن بخمرهن على صدورهن "
و ليس قل للمومنات أن يظهرنا مفاتنهن و أنا لا أحرم
و ﻻ أحلل إنما ذلك لله و رسوله و أهل العلم و أما أنا
فما أعالج الأمر إلا من حيث أرى و إلا يكون علي حجة
يوم القيامة، أخواتي لنتحدث في الأمر بواقعية أكبر،
وهنا أسألكن سؤالا لماذا تحببن أن ﻻ تغطين شعركن؟
لماذا تحببن الكثير من التبرج؟ و كما أقول للشباب
أقول لكن، أعرف لماذا، ﻷنكن تبحثنا عن نيل إعجاب
الجنس الآخر كما نفعل نحن الشباب أيضا، و لكن هل
تلك هي الطريقة المثلى لذلك؟ نعم إنها كذلك إذا كنتن
ترغبن في فاسد ﻻ يرى منكن سوى مفاتنكن ﻷنكن
أظرتنها له وﻻ يريد سوى إشباع شهوته كما يفعل الكلب
و الحمار أعزكم الله، و لأن لكن الاختيار فاخترن ما تريدن؛ طماع يريد جمالكن و بعد زوال الجمال يبحث عن غيركن
أم تريدن من يطمع في الخلق ليكون الجمال له جائزة
و ﻷن من عادة الجائزة أنها لا تدوم و الإنسان يعلم ذلك
فلن يترككي الحبيب بإذن ﻷنه أحبك في الله أولا، و ثانيا
ﻷن المتحابون في الله يوم القيامة على منابر من نور
و من يفوت أجرين إﻻ أحمق؛ جمالك في الدنيا و جزاء
الله في الآخرة، ثم أنكما تجتمعان في جزاء عمل
اشتركتماه في الدنيا، و ما أجمل مشاركة الحبيب!
أخواتي إني أنا الذي أتحدث كواحد من الشباب ﻻ أحب 
إﻻ محتشمة ما أريد منها إلا إعانتي على طريق الله، 
و ﻻ أقول أﻻ تنظروا للجمال بل أنظروا أيها الناس
ﻷن الشباب أو الشابات يكونوا في طيش ولذلك يقل
طيشهم إن كان الحبيب يلبي رغبتهم في رؤية الجمال.
لكن دعيني أتحدث معك أنت نعم أنت بالظبط ﻷنني أحبك،
لقد رأيت فيك من حسن الخلق ما أنا بحاجة له ليرقى
خلقي و رأيت فيك من الجمال ما كفا رغبتي ولكنني
أريد من تحبني ﻷن التي تحبني لن ترغب في دخولي
النار خاصة بسببها ﻷن أحد الأربعة الذين ﻻ ينظر الله
لهم يوم القيامة كما قال الشبخ عبد الرحمن السكاش
هو الذي يرضى بتبرج زوجته أمام العامة من الناس،
ولذلك إن كنت تحبينني فاحميني شرور أنفسنا لأفعل
الأمر نفسه معك، أنا لا أريد أن تزوج ثم أقول لك ضعي
الفلار على رأسك، كيف يعقل هذا وقد أردتك من قبل
من دونه، ولئن كنت ترفضينني ﻷن متخلف في العقلية فاتبعي ذلك المتفتح وأنظري في كتاب الله إن تجدي
أي تبرير لذلك استعدادا لسؤال يوم القيامة، لكن ربما
يجب أن تنظري لمن تظنينه يحبك هل هو كذلك وقارني
بين حبي وحبه ولمن تظنين الدوام و إن هو لله سبحانه وتعالى و علم ذلك أيضا له.أخواتي كي ﻻ أطيل عليكن
إن الفولار ستر لكن وجمال الطبيعة لا يزول إن أردتنه
فهو لكن و إن أردتن غيره فهو لكن و عليكن، و في ذلك اسألنا المتسترات منكن، فانظرن ما يجيبنكن و ما
يظهرنا لكن من فضل الله عليهن أن من عليهن بالحشمة والحياء، ثم اعلمن أنما الجمال حياء و عفة فإن كنتن
تريدن الدنيا فلكن وعليكن و إن كنتن تريدن الدنيا
والآخرة فلكن، و ختاما أقول لكن إنالحشمة والحياء لا
ينقصان شيئا من إمكاناتكن العلمية والعملية.

الأنوتة حياء و ليست أزياء و الرجولة أخلاق لا ملامح زرقاء



                                  



لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 20, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

منطق الزينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن