مسرحيَّتي و مُحاكمَتي الأولى :
أغلالٌ فلاذيَّة ...
قُضبانٌ حديديَّة ...
مِلفُّ قَضيَّة ... و ميزانُ عدالةٍ ذهبيٍّ صدِءْ ...
نادوا باِسمي وَقفْتُ فَرفعتُ رأسي فَمشِيت ...
إلتَحقتُ بقسمي و الكلابُ خلفي نَبحُوا فما خَشِيت ...
دخلتُ فرأيتُ مِن دونِ كلِّ البشرِ أُمِّي ...
تحدَّثُوا بِمصطلحاتٍ غريبةٍ ...
أنا البَريءُ شعَرتُ أنَّنِي أُمِّيّ ...
قاضٍ يصرخُ : هدوءٌ في المحكمة ! ...
تكلَّم يا محامي، أين العدل ؟
ألا يُمكنُ أن أدافعَ عن نفسي، فأنا أملك أقلامي ؟ ...قال : أُصمُت عليكَ اللَّعنة يا مُتَّهم ...
لماذا قتَلتَه ؟لماذا قتَلتُه ؟ ...
اَجِبني أنتَ أوَّلا سيادتُك ما شأْنُك لماذا تدخَّلتَ ؟قال : أَغلِق فمَك ! ، أنا هنا من يطرحُ الأسئلة لا أنتَ.
حسنا سيدي ...
إذن اسألني عن مَن قتلتُ لا لما قتلت ؟قال : من قتلت ؟
قلتُ : نفسي فما شأنُكم فيما أحرقتُ وما طرقتُ ؟
أنا أعترفُ بجريمتي ... قتلتُ نفسي لِأنَّني اِستحققتُ الموت ...
... فلتقوموا بالقصاص، و تُعدِموا جسَدي ...
أنا لن أُهطِل عليكم اللَّوم ...ما هذه المهزلة الَّتي تدعُونها عدلا يا قوم ؟ !
أنتم مُثيرونَ لِلشَّفَقة، لا أظُنُّ أنَّ أحدا فيكم يستطيع النَّوم .
أهذا ما تُخبرون به ضميرَكم لِيغُضَّ بصرُه أنَّكم عدالةُ اليوم ؟
أنتم عدالةُ اليوم ؟
و تَمَّ تأجيلُ الجلسة .