المحاكمة : الجزء الأول

1.1K 33 7
                                    

مسرحيَّتي و مُحاكمَتي الأولى :

أغلالٌ فلاذيَّة ...

قُضبانٌ حديديَّة ...

مِلفُّ قَضيَّة ... و ميزانُ عدالةٍ ذهبيٍّ صدِءْ ...

نادوا باِسمي وَقفْتُ فَرفعتُ رأسي فَمشِيت ...

إلتَحقتُ بقسمي و الكلابُ خلفي نَبحُوا فما خَشِيت ...

دخلتُ فرأيتُ مِن دونِ كلِّ البشرِ أُمِّي ...

تحدَّثُوا بِمصطلحاتٍ غريبةٍ ...

أنا البَريءُ شعَرتُ أنَّنِي أُمِّيّ ...

قاضٍ يصرخُ : هدوءٌ في المحكمة ! ...

تكلَّم يا محامي، أين العدل ؟
ألا يُمكنُ أن أدافعَ عن نفسي، فأنا أملك أقلامي  ؟ ... 

قال : أُصمُت عليكَ اللَّعنة يا مُتَّهم ...
لماذا قتَلتَه ؟

لماذا قتَلتُه ؟ ...
اَجِبني أنتَ أوَّلا سيادتُك ما شأْنُك لماذا تدخَّلتَ ؟

قال : أَغلِق فمَك ! ، أنا هنا من يطرحُ الأسئلة لا أنتَ.

حسنا سيدي ...
إذن اسألني عن مَن قتلتُ لا لما قتلت ؟

قال : من قتلت ؟

قلتُ : نفسي فما شأنُكم فيما أحرقتُ وما طرقتُ ؟ 

أنا أعترفُ بجريمتي ... قتلتُ نفسي لِأنَّني اِستحققتُ الموت ...

... فلتقوموا بالقصاص، و تُعدِموا جسَدي ...
أنا لن أُهطِل عليكم اللَّوم ...

ما هذه المهزلة الَّتي تدعُونها عدلا يا قوم ؟ !

أنتم مُثيرونَ لِلشَّفَقة، لا أظُنُّ أنَّ أحدا فيكم يستطيع النَّوم .

أهذا ما تُخبرون به ضميرَكم لِيغُضَّ بصرُه أنَّكم عدالةُ اليوم ؟

أنتم عدالةُ اليوم ؟

و تَمَّ تأجيلُ الجلسة .











و تَمَّ تأجيلُ الجلسة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



















المتمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن