اشتباك

50.2K 1.5K 113
                                    

إن الأشياء تنطفئ سريعا..تنطفئ سريعا بسرعة توهجها
و إن الدمار يطول في ثوانٍ معدودة ما تم بناؤه حجر فوق حجر
لسنوات طويلة..
ما نبينه..تهدمه أخطاء بسيطة هدما هائلا..
و لكن ما يبقينا أحياء أننا نعلم أن المتع البسيطة تبقى إلى الأبد..
###
توقف الزمن في هذه اللحظة..و هي تنظر للخلف كي ترى عمر..
يقترب بجسده المترنح خطوة تلو الأخرى..
ضربات قلبها تزداد رويدا رويدا..هل خوفا ؟ هل غضبا ؟ هل حسرة ؟ هل شماتة ؟
لأول مرة منذ وقت طويل كان عليها أن تحدد موقفها بوضوح تجاه كل شئ يحدث..هل ستسمر في حب معاملة و اهتمام مروان لها و ستطلب الحرية من عمر كي تبادل مروان هذا الشعور
أم أن حياتها كلها ستمر كهذه اللحظة..نادمة و خائفة لمجرد أنها رأت عمر أمامها !
على ماذا تندم و من ماذا تخاف ؟ سؤال آخر يحتاج الإجابة عليه..
ربما تندم لأنها قبلت معاملة مرفهة مثل هذه من غريب ما أحبها منذ أربعة سنوات سرا
بينما كان يفترض بها أن تنتظر اعترافا ما من رجل في كل موقف صعب يطالبها بنفسه الأخير ؟!
من ماذا عليها أن تخاف ؟ من تلك الحقيقة التي سيفجرها مروان في هذه اللحظة..أم من رد فعل عمر على هذه الحقيقة ؟
أم من احتمالية تخلي عمر عنها لأنها ارتقت..أم أنها سيعذبها مجددا لنفس السبب؟!

-" الحقيقة.."

صوت مروان أعادها للواقع مجددا..نظرة خائفة أسرت عينيها
تكاد تتوسله ألا يفعل..قد تمنحها هذه الحقيقة النعيم
و لكن الاحتمال الأكبر أنها ستفتح أبواب الجحيم..
ماذا سيحدث إن ظلت هي مذنبة في أعين العالم للأبد ؟
عمر يراها - سرا- بريئة..كان ذلك كافيا جدا بالنسبة لها..لماذا على مروان أن ينبش القبور من جديد؟!

عمر يقف خلفها ببضعة خطوات..نظراته كذئب يتوق للانتقام..
أنفاسه متسارعة و لكنها تعلم جيدا أنها ضحلة و ضعيفة تماما كضربات قلبه..إن وقوفه الآن هو تأثير الأدرينالين و لا شئ غيره..
سيسقط على الأرجح في نهاية هذا الاجتماع..يسقط مع نهاية الانفعال

أغمضت عينيها..أخذت نفسا عميقا..تشعر بأن الحقيقة ما هي سوا رصاصة
ستخترق صدرها أولا لتستقر في صدر عمر..
هي لا تستطيع حمايته من شئ كهذا..لا تستطيع حرمانه من الحقيقة

-" اذا نظرتم لكاميرات المراقبة ستظنون أن الأمر و ما فيه أن أحدهم وضع عقارا يتعارض مع دواء مراد - رحمه الله- و هذا أدى إلى حدوث هلاوس شديدة دفعته للانتحار..
حسنا هذا خاطئ تماما..تعرض أمامكم الآن رسائل تهديد عديدة أرسلت على مدار أشهر قبل قتل مراد
رسائل ذكية..تهدمه نفسيا رويدا رويدا..تبتزه و تضعه على حافة الإنهيار..حتى لا يكون قادرًا على المقاومة عندما تأتي اللحظة الحاسمة
يبدو أن الأمر كان يتعلق بفتاة ما تسمى ندى
و ذلك القاتل هدد بفضح هذا الأمر..و عندما أتت اللحظة الحاسمة
وضع ذلك العقار في مشروب مراد ليظهر أنه تناول الدواء الخاطئ
و لكن الحقيقة أن ذلك العقار لا يحمل أي تأثير سلبي..فقط يزيد من نشاء الدماغ ليس أكثر
اقتاده للسطح بمسدس يصوبه خلف ظهره و هناك وضعه على الحافة
و أخذ يراقب الوضع من بعيد..بينما يملي عليه التعليمات من سماعة لاسلكية صغيرة جدا أخفاها في أذن عمر
و كان على آن أن تكون هناك..لتكون الشاهدة الوحيدة أن ذلك كان انتحارا و ينجو الجميع.."

 زواج بالإجبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن