تلامس النجوم )

10.2K 170 1
                                    


دخلت ايريان الى فراشها تلك الليلة وهى لاتزال مرتبكة ولكن سعيدة فاليوم الذى بدا لها ماساويا ، انتهى بشكل رائع وكم ندمت على خجلها من ذكر عيد مولدها . كان الجميع فى غاية اللطف 0

لوت قسمات وجهها ، ثم مدت يدها تطفئ المصباح الصغير قرب سريرها ... ولكنها لم تفعل بل عوضا عن ذلك ضربت وسادتها تسويها ، ونظرت الى غرفتها سعيا للاحساس بالفخر والدفء اللذين طالما وفرتهما لها الغرفة 0
منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
كانت الغرفة صغيرة فى منزل ولكنها لها مطبخا منفصلا وحماما خاص ، وشرفة . كانت جدرانها مطلية بلون اصفر صينى وفى احد الجدران رفوف بيضاء تعج بممتلكاتها ، شرائط مسجلة ، وستيريو صغير ، ماتزال تدفع ثمنه بالتقسيط ، وكتب وقطع خزفية غريبة ، فهى لا تستطيع مقاومة مصنوعات الزجاج والخرف وهناك ايضا وعاء اخضر فيه بعض الزهور من الحديقة ، واربع قبعات للشمس مختلفة الاشكال 0

لنافذتها ستارة فوقها قماش وردى سميك وفى الزاوية قرب النافذة مزهرية طويلة قديمة 0

على الارض بساط بلون الشوفان ، مكون فى الواقع من القش . على فراشها الذى يتحول الى اريكة نهارا غطاء جميل يكاد يبلغ الارض وثمة مقعد وحيد من القصب ذى اطار كعقدة السلال ، الى جانبه طاولة بيضاء فيها ادراج لها مقابض نحاسية ومصباح اطاره وردى 0

قرب الاريكة خزانة صغيرة تمثل طاولة السرير التى تضع فيها وسادة النوم نهارا ... فوقها ، ساعة نحاسية قديمة الطراز ومصباح من المرمر ذى راس حريرى وردى اشترته من محل لبيع الانتيكات 0

فوق الاريكة او السرير صورة لها اطار ذهبى ضخم تشبه لوحة وهى صورة منزل ريفى ابيض تحيط به حقول ذهبية مليئة بالعشب 0

كان للحمام الذى هو فى الاصل غرفة غسيل ، جدار مثبتة فيه خزانة تضع فيها ملابسها ، وكل ممتلكاتها الاخرى كآلة الخياطة القديمة الطراز التى خاطت عليها العديد من ملابسها ، وغطاء السرير واغطية اخرى ، واكياس الوسائد الموشاة والمطرزة الاطراف والشراشف الاخرى المماثلة ، اضافة الى غطاء قفص العصفور الاصفر 0

لكن هذه الالوان وصلت الى الغرفة بعد استئجارها الشقة كما يحلو للمالك ان يدعوها ، والواقع ان المالك قسم منزله الى شقق صغيرة بعد موت زوجته ليؤجرها . الشئ الوحيد الذى جعلها لا ترفض المكان ايجاره الرخيص . وكانت قد خرجت الى الشرفة الخاصة فلاحظت ان الحديقة المعتنى بها مليئة بالزهور وان هناك شجرة "بوانيانا" مزهرة تقبع فى وسط المرجة ...
لكنها ترددت والتفتت الى الغرفة الفارغة ، الخالية حتى من الحيااة ... وسالت المالك : ايمكن ان اطلبها 0

وكان رد المالك : على نفقتك ! فكرت قليلا وهى تاخذ بالحسبان ان على مقربة من المنزل موقف باص ومحلات ومكتبة . اخيرا اتفقت مع المالك الذى لم يكن يعيش فى المنزل ، والذى كان ينظر الى المستاجرين نظرة احتقار ، وكانهم من احط الناس . 
هكذا اتمت الصفقة وهاهى تعيش هنا منذ ذلك الوقت ... ولكنها حاولت ان تجعل مسكنها مريحا 0
منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
فكرت وهى مستلقية على الفراش ان المكان اصبح اكثر من بيت مستقل بها ...لقد اصبحت الغرفة جنة روحية تستطيع فيها ان تحلم احلاما قد تتحقق يوما ما ، كما حصل اليوم ... تحلم بمكان تحيط نفسها فيه بالالوان والاضواء وقبل كل شئ بالاستقرار والديمومة اللذين افتقرت اليهما فى طفولتها 0

قتلتها ابتسامة الكاتبة : ليندسى ارمسترونغ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن