صديقي البعيد ، كيف حالك ؟ ها قد عادت سيرتك على قلمي من جديد ، ولكِن هذه المرّة الحُزن يعلُو حروفي ويجعلها غير قادرة على التّرتيب ، اشتقتُ إليك كثيراً ، مرحُنا معاً وأوقاتنا الجميلة تصنف ضمن أجمل اللّحظات والذّكريات التي لا تُنسى في قلبي قبل عقلي ، أنا حزين يا صديقي ، ملعونةٌ تلك المسافات التّي تمنعُني عن رُؤيتك وتُبقيك بعيداً عني لا عن فُؤادي ، لم أجد من يمنحُني كل تلك الطّاقة الإيجابية من بعدك ، بعد أن افترقنا ، كُل شيءٍ بدا عادياً غير مميز ، الحياة أصبحت باهتة ، لا وجود للألوان ، حتّى أنا ، لم أعُد ألمع كالسابق ، اختفى شغفي ولم أعُد أدري مالذي يجري من حولي ، الآلام تنتشلني نحوها ، أنا تائه يا صديقي ولا أظن أن لتيهي خرائط ، لقد خارَت قُواي وتملّكني اليأس ، بتّ عاجزاً حتى عن البُكاء ، أنا خائف ، أُفكر فيما كان وما سيكون ، أُفكر في العواقب ، أحتاج إلى النّجدة ، أُناديك بصوتٍ خافت ، هل تسمعُني !