الفصل السابع

8.9K 136 0
                                    

هل تقوي الأم علي فراق أحد أبنائها….. وإن كان واحد ليس سواه فالقلب يتألم حين يغيب وأخاف عليك ياوليدي من غدر هذا الأب الذي لم يكن لنا غير الخيبات
جلست علياء والقلق ينهشها، جابت المنزل ذهابا وإيابا، حاولت هند تهدئتها ولكن دون فائدة، حاولت الاتصال على هاتفه مرة أخرى ولكن يأتيها نفس الرد " الهاتف الذى طلبته ربما يكون مغلقا".
رن جرس الباب ،فذهبت إليه متلهفة لعلها تجده قد أتى، ولكنها وجدتها إيمان وبصحبتها زين، لا تعلم لم أتى معها، فهى لم تكن تريد رؤيته الان كما أنها لم تكن تريده أن يراها فى تلك الحالة من الضعف
بادرتها ايمان بالسؤال قائلة : إيه اللى حصل يا علياء؟ انتى قلقانة ليه إن مروان راح أخده؟
علياء بغضب : عمره ما عملها يا طنط، وكمان دا الولد المفروض يكون هنا من 3 ساعات، لا وكمان قافل تليفونه وسايبنى هموت من القلق على الولد
ايمان محاولة تهدئتها وامتصاص غضبها : طب أهدى يا حبيبتى، زمانه جاى ، ولما ييجي بالسلامة إن شاء الله أنا هيكون ليا تصرف مع مروان
رن جرس الباب مرة أخرى، تلك المرة كان حسام هو الطارق، بعد الترحيب بزين وإيمان، جلس بجوار أخته محاولا الاتصال بمروان هو الآخر ولكن دون فائدة
وبعد مرور مايقارب الساعتين، أتى مروان ومعه يوسف، كانت علياء تتوعد لمروان وتنوى أن تصب جام غضبها عليه نظير ماجعلها تعيشه من القلق على ولدها، ولكنها عندما رأت الفرحة على محيا يوسف والابتسامة تعلو ثغره تناست وعيدها، كل مافعلته هو أن أخذت يوسف بأحضانها واطمئنت عليه وأنه قضى يوم جميل فى اللهو والمرح مع والده، ثم طلبت منه التوجه إلى غرفته لتبديل ملابسه ريثما تأتى إليه ليحكى لها عن يومه
ما أن توجه يوسف إلى غرفته، حتى توجهت إلى مروان وقالت له بنبرة حاولت أن تبدو هادئة : لو سمحت يا مروان لما تحب تاخد الولد يقضى وقت معاك تبقى تعطينى خبر وتسيب فونك مفتوح عشان أقدر اطمن عليه
مروان بنبرة مرتفعة : أظن أنا من حقى انى أشوف أبنى وقت ما أحب
علياء : انا مااعترضتش ولا منعتك من دا، بس أظن أنا كمان من حقى اعرف ابنى فين وابقى مطمنة عليه بدل القلق والرعب اللى انت عيشتهونى النهاردة
مروان بنبرة تريقة : يا حرااام، قلق ورعب! عشان كده لميتى كل الحبايب حواليكى!
قال كلمته الأخيرة موجها نظره إلى زين، ولاحظت علياء ذلك فردت عليه قائلة : لو سمحت يا مروان ، أنا مش هكرر طلبى تانى وخلى الحوار بينا يكون فيه احترام عشان خاطر ابننا
حاول حسام التدخل قائلا : مروان، أنا استحملت منك كتير تجاه أختى، بس كفاية اوى كده، وراعى إنها أم وبتقلق على ابنها
سارعت ايمان بالرد هى على حسام حتى لايتهور مروان برد مستفز كعادته ويتحول الأمر بينهم إلى جدال فقالت : خلاص يا حسام يابنى ، حقك عليا أنا، وأكيد مروان بعد كده هيعرف علياء لو أخد يوسف معاه
مروان قاصدا استفزازهم : بس أنا بقى بفكر أخلى يوسف يعيش معايا
صدم الجميع من رده، وكانت علياء أول من فاقت من صدمتها، فردت عليه بغضب قائلة : لا طبعا أنا مش موافقة، وقانونا الولد فى حضانتى، مستحيل اسيبه يبعد عنى
مروان بخبث: وكمان أبنى محتاج وجودى جنبه ، ولما سألته النهاردة حابب تعيش مع مين قال معانا إحنا الاتنين، وانا معنديش مانع اننا نرجع لبعض عشان مصلحة ابنى
فقدت علياء أعصابها فردت عليه بحدة وتناست وجود من حولها : مصلحة ابنك!!!! من إمتى وإنت حاطط ابنك فى حساباتك من الاساس؟ اسمع يا مروان ، متفكرش إنك تستغل مشاعر الولد لمصلحتك عشان رجوع لبعض مش هيحصل، أنا الموت عندى أهون من انى ارجع اعيش لحظة معاك، انا ماصدقت انى خلصت منك، دا انا ابقى مجنونة لو فكرت بس مجرد تفكير انى ارجعلك، ولو حاولت تانى تعمل اللى عملته النهاردة صدقنى هتشوف ادامك علياء تانية غير اللى تعرفها، ودلوقتى ياريت تتفضل تمشى ومتجيش هنا تانى ووقت ماتحب تشوف ابنك بلغ طنط ايمان وأنا اجيبهولك عندها
مروان بغضب ونبرة تهديد : ماشى يا علياء، خليكى فاكرة كلامك دا كويس عشان مترجعيش تندمى بعدين
توجه حسام إليه بوجه متجهم : إنت بتهدد إختى وأنا واقف ومش عاملى اعتبار؟ قال جملته وحاول التهجم على مروان ولكن زين حاول منعه وخاطب هو مروان قائلا : أمشى انت دلوقتى يا مروان وكفاية أوى لحد كده
تركهم مروان وذهب وهو يتوعد لعلياء بالثأر لكرامته التى أهدرتها أمام الجميع وخصوصا زين. أما عن زين فقد اندهش مما حدث امامه، أيعقل أن من رآهم اليوم هم مروان وعلياء العاشقين كما أخبره أخيه ذات يوم، أيعقل إنهم احبو بعضهم يوما ما من الأساس، فهو لم يرى فى نظرات علياء تجاه مروان سوى الكره والبغض والاحتقار، بدأ يشعر بأن هناك شئ ما غير مفهوم، الان فقط بدأ يصدق كلام صديقه بأن هناك شئ لايعلمه، لذلك قرر التحدث مع علياء فى اقرب وقت فلابد أن يعرف منها لم تلاعبت بمشاعره واوهمته بحبها طالما هى تحب أخيه برغم شكه فى ذلك الأمر بعد ما رآه الان
آفاق من شروده على صوت ايمان وهى تحاول تهدئة علياء وتعتذر  لأخيها حسام
ايمان : حقكم عليا أنا يا جماعة وأنا آسفة عاللى مروان عمله يا حسام
حسام : حقك عليا أنا يا طنط حضرتك ملكيش ذنب فى تصرفاته
إيمان : متقلقيش يا علياء، أنا هتكلم معاه وإن شاء الله الموضوع ميتكررش تانى
علياء : أنا مش قلقانة يا طنط، أنا خلاص بقيت أقوى من زمان ومبقاش حد يقدر يضحك عليا أو يخدعنى وبقيت أقدر أقف قدام اى حد
كانت قاصدة إن توجه رسالتها تلك إلى زين وقد شعر هو بذلك بدوره وكأنها توجه له اتهام ما وهذا زاد من إصراره على الحديث معها ومعرفة ماحدث فى الماضى
رحل الجميع، وبعد رحيلهم توجهت علياء إلى غرفة ولدها لكى تعرف منه تفاصيل يومه مع والده
دخلت علياء غرفته، وجهزته للنوم وجلست بجواره مبتدئة الحديث قائلة : اتبسط النهاردة يا حبيبى؟
يوسف : اوى اوى يا ماما، دا بابا طلع طيب اوى وبيحبنى.
علياء بغيظ من تصرفات مروان لمحاولة استغلال يوسف : آه يا حبيبى…. احكيلى بقى عملتو ايه.
يوسف : رحنا اتغدينا فى مطعم وبعدين رحنا الملاهي وبابا جابلى شيكولاتة وايس كريم ، وقالى إنه عايزنا نعيش مع بعض كلنا، إيه رأيك يا ماما لو نعيش مع بابا ؟
شعرت علياء بالصدمة مما سمعته ولاتعلم بما تجيب ولدها فحاولت التهرب من إجابته قائله : طب نام دلوقتى عشان الحضانة الصبح وبكره نكمل كلام
دثرته جيدا وتركته لكى ينام وجلست تفكر فيما يريده مروان، فهى تعلمه جيدا فلابد انه يخطط لشئ ما، فلم يريد العودة الان، واكثر ما يؤلمها هو محاولته استغلال حب يوسف له، ظلت تفكر كيف ستمهد الموضوع ليوسف بأنها لاتريد العودة لأبيه مرة أخرى دون أن تسبب اى أذى نفسى له ولكنها لم تتوصل لحل.

فى اليوم التالى، وبعد ذهاب يوسف إلى الحضانة، توجهت علياء إلى منزل ايمان لكى تتحدث معها بشأن مروان. طرقت الباب وفتحت لها ايمان ورحبت بها ودعتها للدخول
وبعد الترحيب والسؤال عن الأحوال ابتدأت علياء الحديث قائلة : لو سمحتى يا طنط أنا عايزاكى تساعدينى إن مروان يبعد عنى
إيمان بقلق : ليه؟ هو عمل حاجة تانى؟
علياء بحزن : لا بس طلبه اننا نرجع لبعض دا قلقنى وكمان يوسف حكالى إنه قاله إنه عايزنا نرجع نعيش مع بعض… مروان عايز يستغل يوسف عشان يضغط عليا
ايمان : والله يا بنتى مش عارفة اقولك ايه
علياء وقد خنقها البكاء وتلألأت الدموع فى عينيها : أرجوكى يا طنط… حضرتك اللى وقفتى قصاده زمان واجبرتيه يطلقنى، حضرتك عارفة أنا اتعذبت معاه إزاى من ضرب لإهانة وكمان خيانة، أنا لو رجعتله تانى يبقى بحكم على نفسى بالموت، القوة اللى كنت بتكلم بيها امبارح كانت عكس اللى جوايا، أنا خايفة على أبنى ، خايفة نفسيته تتأثر بضغط مروان عليه واستغلاله، وعمرى ماهقدر استحمل واضحى عشانه بإنى ارجع لمروان، مروان عمل فيا كتير وانا مش هقدر استحمله تانى
اخذتها إيمان بحضنها وربتت على كتفها حتى هدأت وقالت لها : خلاص متقلقيش أنا هتصرف وكمان المرة دى مش هقف له لوحدى، أنا هخلى زين يبعده عنك
انتفضت علياء قائلة : لالالا زين لا يا طنط أرجوكى بلاش زين
إستغربت ايمان رد فعلها فسألتها : ليه يا حبيبتى؟ دا أخوه الكبير وجايز يقدر يبعده عنك
علياء برجاء : عشان خاطرى يا طنط بلاش تدخلى زين فى الموضوع، أنا كل اللى بيحصلى دلوقتى بسببه
إيمان : بسببه إزاى ؟ إيه دخل زين باللى بينك وبين مروان؟ تقصدى إيه ؟
علياء : هحكى لحضرتك كل حاجة بعدين بس أرجوكى بلاش زين…. انا همشى دلوقتى عشان يوسف
إيمان بحيرة وشك من رد فعل علياء : ماشى يا حبيبتى وان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام
رحلت علياء وظلت ايمان تفكر فى كلامها ولاتعلم سبب رفضها الشديد لتدخل زين ولاتفهم ماقصدته بكلامها، لكنها اتخذت قرارها بأن تفهم ما يدور حولها فقامت بالاتصال بزين على هاتفه
زين : صباح الخير يا احلى إيمان فى الدنيا
إيمان بابتسامة : صباح الفل يا حبيبى. انت كنت لسه نايم؟
زين : ايوه، فضلت ارغى مع الواد هشام للفجر
ايمان : مراتك اخبارها ايه؟ هى لسه مرجعتش من عند أهل مامتها ؟
زين بلجلجة : ها، لا لسه يا ماما معلش هى بس لما تاخد عليكى هتتصل وتطمن عليكى
إيمان : ماشى، اصحى كده وفوق وتعالى أفطر معايا عشان عايزاك فى موضوع مهم
زين بانتباه : خير يا حبيبتى موضوع ايه
إيمان : مش هينفع فى التليفون، تعالى نتكلم براحتنا
زين : خلاص ماشى ساعة واكون عندك
أغلق الهاتف معها واخذ يفكر فيم قد تحتاجه إيمان ولكنه نفض تفكيره جانبا وقام ليستعد للذهاب اليها

اما عند مروان، فقد كان يجلس فى معرض السيارات ويتحدث على الهاتف
مروان : فى خلال يومين هننفذ اللى اتفقنا عليه، أنا خلاص جبت اخرى منها ولازم انهى الموضوع دا، لازم اخليها تيجى مذلولة وتترجانى انها ترجعلى

ظلمنى من أحببت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن