الفصل الأول

5.8K 89 8
                                    


أنظر لتلك الشجرة التي حفرت عليها اسمي ذات يوم بجوار اسمك.

وكأن الزمن لم يتغير منذ سبع سنوات

مازلت الشجرة كما هي،غزيرة الاغصان واسعة الظلال،حتى أسماؤنا لم يمحوها الزمن.

طالما كانا اسمينا مقترنين ببعض،كأننا شخص واحد لا شخصين

أو هكذا ظننت.

أنا الآن أجلس أسفل الشجرة التي شهدت على قصة حبنا منذ بدايتها وحتى نهايتها.

أكتب هذا الكتاب لك وكلي أمل أن تكون بخير

وربما أردت أن أتذكر معك ما مضى

فهل تسمح لي؟

إن كنت موافق فأكمل قراءة،وإن لم تكن

فأغلق الكتاب ولا تكمل قراءته فالأمر سيان.

لكن دعني اعبر عن مشاعري حتى وإن كانت على بضعة وريقات.

أيوب عادل المهدى...

كان هذا اسم حبي الاول..والاخير.

احببته حينما كنت في عامي الأول بكلية اعلام و كان هو طالب في سنته الأخيرة،و لنقول من المشاهير بها-الجامعة-.

فهو ذلك الشاب العصرى الذى تلتف حوله كل الفتيات؛لكنه لم يكن يهتم بأمور الحب،كان ينظر لها من منظور..أنها مجرد تفاهات.

اتذكر اول يوم رأيتك فيه بوضوح،حتى انني ولا تسخر أتذكر ما كنت ترتديه.

قميص أبيض صيفى اظهر عضلات ذراعيك بوضوح مع بنطال أسود حالك كلون شعرك الذي يذكرني بجناح الغراب الذي كنت ترعاه.

كنت تقف بين اصدقائك وكنت انا وحيدة لم اكون صداقات مع أحد رغم مرور شهرين منذ أن دخلت الجامعة،لكنني وكما تعلم لم أكن من هواة التجمعات بل كنت أفضل الانعزال بين الأوراق وأنغام الموسيقى.

لا أعلم ما الذي لفت أنظارك نحوي فبعد أن لمحتك تمزح مع هذا وتلك اخفضت عيني إلى ذلك الكتاب الذى كنت أقرأه مرة أخرى غير عابئة بأصوات مزاحكم المزعجة،لكنك فجأة جلست أمامي وقلت هامسًا بصوتك العذب:

"أحيانا أتمنى لو لم اولد..لو لم أحيا هذه الحياة..لو لم القاكِ..لو لم أقع في حبك

كانت الأمور لتصير بأفضل حال لو نقص أحد حدود المعادلة،أنا أو انتِ،اليس كذلك اليزابيت؟"

يومها لم اصدق أذني وانا استمع لكلمات الكتاب من بين شفتيك،لم أصدق أنه مازال هناك وجود لؤلائك الأشخاص الذين قرأوا الكتاب حتى حفظوا ما فيه من جمل.

ابتسمت لوجهى الداهش حينها وقلت ببشاشة:

"بحب الكتاب ده جدا..ليهب شتلات الديجتال"

وكما تعرف انا خجولة جدًا فلم استطع الرد عليك بل لملمت اشيائي ورحلت من أمامك غير عابئة بندائك؛لكنك لم ترحل عن ذهني لوهلة منذ أن تركتك يومها.

ظلال الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن