بقلم:نهال عبد الواحد
قالوا إن الحب يبدأ من نظرة فابتسامة فموعد فلقاء، لكن لكل قاعدة شواذ، فلا قواعد في الحب ولا قواعد للنفس البشرية، فالحب لا يعرف آداب الإستئذان وقتما يقدر يدفع و يدخل القلب فجأة، ولو نظرت لأسباب وجوده فلن تجد سببًا مقنعًا.
عزاء كبير في فيلا بحي راقي، لم يكن المعزّون بالكثيرين فلم يكن هناك حاجة لقاعة مناسبات فالبيت يكفي للرجال والنساء، وعندما اقتربت الساعة من العاشرة بدأ يرحل المعزّون تدريجيًا حتى رحلوا جميعًا وصار البيت موحشًا.
ظلت جالسة مكانها والحزن الشديد يملأها، لقد صارت وحيدة بعد أن فقدت أبيها ومن قبله أمها ولم يعد غيرها يحيا في هذا الفراغ العملاق سوى مربيتها وإحدى الخادمات لكنها عادت لبيتها وستأتي في الصباح وحارس البيت (البواب).
بعد أن ازدحمت ذكريات الآونة الأخيرة في رأسها كيف مرض أبيها فجأة؟ وكيف كان في آخر أيامه؟ وها هو الآن قد لقى ربه وتركها وحيدة بلا أب ولا أم ولا أخوة فبكت بحرقة شديدة من جديد، فجاءتها مربيتها من جديد تربت عليها وتنصحها بحمامٍ دافئ لتتمكن من النوم، فقد كان يومًا طويلًا وعصيبًا.
و لم تجد بدًا إلا أن تجر قدميها وتصعد لغرفتها وتأخذ حمامها ثم خرجت وجلست أمام المرآة ناظرة لوجهها رائع الجمال رغم كونه منهكًا، جففت شعرها البني متوسط الطول، نظرت لعينيها العسليتين كم هي متورمة من كثرة البكاء وقد تحول ذلك البياض لاحمرار.
جففت شعرها وصففته ودخلت في فراشها، لم يمر كثيرًا من الوقت حتى سقطت في سبات عميق فقد أنهكها التعب حقًا.
وتعمدت مربيتها أن تتركها نائمة حتى تكتفي وتنهض وحدها، وبالفعل قد نامت حتى الظهيرة ونهضت من نومها وأمضت يومها وحيدة غارقة في أحزانها.
وبعد مرور عدة أيام نصحتها مربيتها بمعاودة عملها والذهاب للمصنع لينسيها العمل همومها، فقد كان أبيها يملك مصنع للملابس الجاهزة وقد بدأ يذيع صيته في الآونة الأخيرة.
خرجت مرتدية بدلة سوداء وتجمع شعرها لأعلى على هيئة ذيل حصان وذهبت نحو سيارتها لتقودها وبالفعل انطلقت بها وذهبت للمصنع.
أمضت يومها بالكامل في العمل فلم تتوقع أن تقوى على العمل ليوم كامل حتى إنه قد أشفقت عليها سكرتيرتها وصديقتها، لكن الإنغماس بالعمل يلهي الإنسان عن الكثير من الهموم .
انتهت من يوم طويل من العمل و ودت لو لم تعود للبيت فقد صار كئيبًا، لكن أحيانًا يتمنى الإنسان أمنية ويندم أن تمناها خاصةً إن تحققت فجأة.
ما أن خرجت وركبت السيارة وقبل أن تدوس بقدمها لتنطلق إذ بشخصٍ ما ملثمًا قد ركب جوارها فجأة وبخّ في وجهها شيئًا ما فخدّرها ثم زحزحها وجلس على كرسي القيادة وانطلق، كل هذا في ثوانٍ معدودة.
أنت تقرأ
(الجميلة والدميم) By: Noonazad
Romanceفي حكاية الجميلة و الوحش الجميلة أحبت الوحش برغم قباحة وجهه ورغم كونه وحش ، وكأنها رأت قلبه ورأت بداخله أن لازال جزءاً آدميا يمكن أن ينبض بالحب فأحبته. القصة فاعلية لتحويل قصة ( الجميلة و الوحش) إلى قصة لها طابع عربي وفاعلية أخرى لتحويل نفس القصة إ...